د. أحمد عبيد بن دغر
صالح.. وكربلاء اليمن
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 الساعة 19:54


كلما عادت بنا الأيام إلى الثاني من ديسمبر، تعود بنا الذاكرة إلى أحداث تلك الأيام، فيبدو لنا الغدر الإمامي وخيانة العهود كمحصلة نهائية لفترات عصيبة مرت وتمر بها اليمن.

وحيث تتبدى الإمامة في عهدها الجديد بأبشع صورها ومضامينها التي تأسست عليها في فكر وفقه دعاتها.

ديسمبر يكثف فينا الألم والحزن، لكنه رغم بشاعته ودمويته يعزز في المناضلين الأحرار روح المقاومة، وكبرياء الرفض. 
ختم صالح حياته ببطولة نادرة، عاش زعيمًا ومات زعيمًا، وغاب عن الساحة الوطنية في وقت كانت اليمن تحتاجه في صفوف المقاومة، الزعيم مضرجًا بدمائه، بعد معركة صمود وطنية غير متكافئة،"كربلائية يمانية نادرة"، وأمين عام" متلحفًا معه بالشهادة، في أبهى صور الوفاء والاخلاص.

ذاك هو ديسمبر، تلك محطة أخرى من محطات العهد الجمهوري ومنعطف في مسار الثورة اليمنية.
واليوم ونحن نستذكر فصول المأساة، نعلم أنه لا يكافئ دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن الجمهورية، وفي محراب الحرية والحق، سوى النصر في معركة استعادة الدولة، استعادة اليمن "المنكوب المنهوب".

كما كان منهوبًا ومنكوبًا في أزمان ماضية، حالة كاشفة تعكس جوهر كل ادعاء ضلالي بالحق الإلهي في الحكم، وتتجلى في صورة أخرى عن بؤس اجتماعي ثقافي تتكرر فيه مآسي الماضي، بعد أن انتزع المجتمع حريته وعاش في كنفها، واستظل بظلها.
رحم الله الزعيم علي عبدالله صالح، ورفيقه في الصمود عارف الزوكا، ساس اليمن كما سمحت له الظروف المحيطة به. له كإنسان ما له، وعليه كمسؤول ما عليه، وذاك هو الإنسان في كل العصور والأزمان، ورحم الله شهداء الوطن المثقل والمنكوب بإبتلاء إمامي جاهل وثقافة مشوهة، وماضي متخلف يرفض المغادرة. ويتشبث بالخرافة، لكنه يترنح أمام زحف النور والتنوير والتقدم.