يوماً بعد يوم تتكشف حقائق ميليشيا الحوثي للشعب اليمني ويظهر ما كان خفياً ومبطناً من انحرافات فكرية وعقائدية لدى مليشيا تستند على الخداع والتضليل وتحكمها الطائفية والمذهبية والعنصرية والتعصب الأعمى للسلالة وللكهنوت.
كل يوم يفيق اليمنيون على واقعة جديدة تنبه الشعور الجمعي بوجود خطر يستهدف الهوية اليمنية بأكاذيب وخرافات وأفكار هدامة بعيدة عما تربى عليه جيل الجمهورية في عصر يفترض أن يكون عصر الانفتاح والتكنولوجيا والتنافس التقني في عالم متطور يضحي ويمسي على العلم والابداع والابتكار.
مؤخراً انتشر مقطع مصور لطابور صباحي في إحدى مدارس محافظة إب وتحديداً في مذيخرة وظهر فيه عنصر حوثي يلقن الطلاب في الطابور قسم الولاية الحوثية المخالف للدين والثقافة والمجتمع اليمني ومعه شعار الصرخة المشهور بـ "الموت واللعنة"، الشيء الذي رأى فيه باحثون ونشطاء يمنيون أنه تكريس واضح لمعاني العبودية في هيئة تقديس الكهنوت الإمامي السلالي والعنصري مع ما في ذلك من شحن طائفي مقيت تفوح منه رائحة الإرهاب وإبادة المخالفين للرأي.
وبحسب مراقبين فإن تعميم الشعارات الحوثية بما فيها من العنصرية والإرهاب في المدارس اليمنية لن ينتج إلا جيلاً متطرفاً يعادي مبادئ السلام والتعايش وينتهج العنف على أساس العنصرية والطائفية والتعصب لأفراد طامعين في الحكم والتسلط باسم الدين وأوهام القداسة.
وحذر مراقبون للشأن اليمني وناشطون يمنيون على مدى سنوات من خطورة التساهل في تسميم الحوثيين لأفكار الطلاب في المدارس عبر الشعارات المتطرفة والدروس والمناهج الطائفية مؤكدين أن من يراجع تاريخ المليشيات ومسيرتها حتى اليوم سيجد الدلائل الواضحة في ممارساتها الممنهجة والتي تعمل على تجسيدها وفرضها بعيداً عن الأضواء في ظل صمت مريب من المجتمع المحلي والدولي بما فيه من مثقفين ومفكرين وسياسيين.
وأوضح محمد المسوري محامي الرئيس الراحل صالح أن مليشيات الحوثي تنفذ إستقطابات مذهبية شملت المعلمين والمعلمات وطلبوا منهن تجاهل المنهج التعليمي والتركيز على المنهج الخفي بالإضافة إلى إصرارهم على فرض الصرخة وترديدها في المدارس ووصل بالبعض منهم إلى فرض ترديدها فور إنتهاء كل حصة دراسية.
السؤال الأهم هنا هو هل أدرك اليمنيون فعلاً ومعهم المجتمع الدولي خطورة تسرب الفكر الحوثي المتطرف إلى صروح العلم وإلى عقول النشء وأجيال المستقبل وما هي المعالجات المستقبلية إزاء هذه الكارثة.