الثاني من ديسمبر الوجه المشرق لنضالات الشعب اليمني ضد طغيان الكهنوت الإمامي، وينبغي لهذه الانتفاضة أن تظل متّقدة حتى تطهير اليمن، كل اليمن، من الأئمة الجدد بامتدادهم الحوثي، الذي يريد إعادة اليمنيين إلى عصور التخلف والعبودية وتقبيل الركب.
أثبتت انتفاضة 2 ديسمبر أن لغة السلام الوحيدة التي يتطلع إليها اليمنيون في كل شبر من بلادهم السعيدة هي دفن المشروع الإمامي الحوثي، وكسر شوكة الفرس، وقطع دابر شرهم من أرض أصل العرب.
إن تضحيات الأبطال ودماء الشهداء الزكية، وعلى رأسهم الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح والأمين عارف الزوكا، لن تذهب هدرًا دون تحقيق تطلعات الشعب والتخلص من سطوة مليشيا الحوثي الإرهابية.
لقد أنهت انتفاضة 2 ديسمبر عامها الأول بعد أن شكّلت بسمة لمرحلة نضال وطني جديد ضد النسخة المحدثة من الإمامة الكهنوتية التي تستهدف النظام الجمهوري وثورة 26 سبتمبر والنسيج الاجتماعي اليمني وتاريخ وهوية شعب بأكمله.
وفتحت انتفاضة ديسمبر - سبتمبر معركة جديدة ضد المشروع الإيراني والإمامي الذي حاول ابتلاع أو استخدام الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن كرمح في خاصرة الجزيرة العربية وتهديد الأمن القومي العربي والمصالح الدولية في البحر الأحمر.
لم تنتهِ المعركة باستشهاد الزعيم صالح واقتياد أبنائه إلى المعتقلات، ولم يجلس القادة الأبطال يندبون حظهم العاثر ووجعهم ويبكون مَن رحلوا، بل كانت لهم صولة جديدة في ميادين الشرف والبطولة غيرت من موازين القوة على الأرض وقلبت المعادلة.. فقد انتقلت انتفاضة 2 ديسمبر إلى جبهات الساحل الغربي، وجعلت جثث المليشيات الحوثية تتقاطر على مناطق سيطرتها بشكل أوجع قادة العصابة وجعل همهم الوحيد كيف ينقذون ما تبقى من رمق لهم وكيف يتجنبون السقوط في الهاوية السحيقة.
وها هم اليوم قادة انتفاضة ديسمبر يكتبون في ساحل اليمن الغربي فصلًا جديدًا من تاريخ النضال الوطني والكفاح ضد المشاريع الاستعمارية المغلفة بِرِداء محلي كعصابة الكهنوت الإمامية الدنسة.
أبطال انتفاضة ديسمبر الذين ارتوت بدمائهم الزكية تربة صنعاء وحجة وذمار والمحويت وإب وعمران، ها هي هذه الدماء تجرف المشروع الإمامي إلى قاع البحر الأحمر.
وقريبًا ستفتح صنعاء العروبة أبوابها لأحرار انتفاضة 2 ديسمبر والمقاومة الشعبية والجيش الوطني، متوجين بنصر عظيم وعلى شفاههم أغنية المجد والفتح المبين.
لم تكن وثبة أبطال الانتفاضة السبتمبرية في ديسمبر ردة فعل لتصرفات العصابة الإمامية، بل هي تتويجٌ لمعركة شرسة كانت تدار بأدوات ناعمة قانونية وإدارية وإعلامية من قلب مناطق سيطرة العصابة الحوثية.
وكما هي الثورات العظيمة يشعلها ثلة من الأبطال العظماء، فقد كانت انتفاضة ديسمبر مهمة مجموعة من القادة الوطنيين على رأسهم الرئيس السابق صالح الذي جسد أقوى معاني البطولة والشجاعة والفداء، ومعه رفيق الوفاء والرجولة والتضحية ابن شبوة الشهيد عارف الزوكا.
فكما بدأت شرارة 2 ديسمبر في قلب صنعاء، والحرب جولات وصولات، واصل أبطال انتفاضة 2 ديسمبر معركتهم الوطنية دفاعًا عن الثورة الأم والنظام الجمهوري، منطلقين من موقع جديد ورقعة أخرى من أرض اليمن الغالية.
غادر الأبطال صنعاء بعد استشهاد صالح، ونقلوا عملياتهم إلى الجانب الغربي من اليمن لكي يعودوا إلى صنعاء فاتحين بعد أن يقطعوا أوصال المشروع الكهنوتي ويدفنوا الحلم الإيراني الدنس في صحارى ساحل اليمن الغربي.