مكتشف ال DNA.. واطسون العالم الذي قتلته شهرته اصبح بلا القاب علمية
الميثاق نيوز-
لم تشفع للعالم الأميركي جيمس واطسون منجزاته ومكتشفاته العلمية في خدمة الإنسانية وجوائزه وألقابه التي أحرزها عبر سبعة عقود، حيث أطاحت بها ملاحظات اعتُبرت قاتلة كونها تربط بين مستوى الذكاء والعرق، وتعتبر أن السود أقل ذكاء من البيض.
وأعلن مختبر كولد سبرينغ هاربور الأميركي عن تجريد العالم واطسون الحاصل على جائزة نوبل، من ألقابه التكريمية، بعد تكرار إدلائه بملاحظات اعتبرها المختبر "متهورة وغير مدعومة بأسانيد".
وكان العالم الرائد في دراسات الحمض النووي، الذي يبلغ من العمر 90 عاما، استشهد خلال برنامج تلفزيوني بوجهة نظر مفادها أن الجينات تؤدي إلى فروق في النتائج بين السود والبيض في اختبارات الذكاء.
اعتذار
وسبق للدكتور واطسون أن أدلى بتصريحات مشابهة عام 2007، إلا أنه اعتذر عنها لاحقاً.
وكان الدكتور واطسون أصبح مديراً لمختبر كولد سبرينغ هاربور عام 1968، ثم رئيساً له عام 1994، ومستشاراً للمختبر بعدها بنحو عقد من الزمن، كما تم إطلاق اسمه على مدرسة ضمن المختبر تكريما له.
والمختبر، مؤسسة خاصة غير ربحية مقرها نيويورك، وتقوم بأبحاث رائدة تركز على السرطان وعلم الأعصاب وعلم الأحياء النباتية وعلم الجينوم.
الحمض النووي
ونال جيمس ديوي واطسون وهو عالم أحياء جزيئية، وعالم وراثة، وعالم حيوان، شهرته بأنه واحد من مكتشفي بنية "الحمض النووي DNA" العام 1953 وهو أهم اكتشاف علمي في القرن العشرين مع فرانسيس كريك وروزاليند فرانكلين.
وكان عالم وراثة وبيولوجيا جزيئية، شارك في اكتشاف التركيب الجزيئي للحمض النووي منقوص الأكسجين، وهو المادة التي تشكل أساس علم الوراثة.
فاز كل من واطسون وكريك وموريس ويلكينز بجائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب "لاكتشافاتهم في ما يخص البنية الجزيئية للأحماض النووية وأهميتها في نقل المعلومات في المادة الحية".
وكان واطسون حصل على درجة بكالوريوس العلوم من جامعة شيكاغو عام 1947 ودرجة الدكتوراه من جامعة إنديانا عام 1950. وبعد سنة ما بعد الدكتوراه في جامعة كوبنهاغن مع هيرمان كلاكر وأول مالو، عمل واطسون في مختبر كافينديش بجامعة كامبريدج في إنكلترا، حيث التقى صديقه ومعاونه المستقبلي فرانسيس كريك.
ومن سنة 1956 إلى 1975، كان واطسون في قسم علم الأحياء في جامعة هارفارد يتقدم ببحث في علم الأحياء الجزيئي. من سنة 1968 عمل كمدير لمختبر كولد سبرينغ هاربور Cold Spring Harbor Laboratory) CSHL) رافعاً بذلك مستواه من التمويل والبحث.
أبحاث السرطان
وفي مختبر CSHL، انتقل باهتمامه البحثي إلى دراسة السرطان، مع جعله مركز بحث رائد عالمياً في علم الأحياء الجزيئي. في 1994، بدأ بعمله كرئيس واستمر لعشر سنوات. ثم عُيّن مستشارا إلى أن استقال في 2007 بعد إثارته الجدل حول مزاعمه بوجود رابط بين الذكاء والعرق.
وما بين 1988 و1992، كان واطسون مساهماً في National Institutes of Health، مساعداً بذلك بتأسيس مشروع الجينوم البشري.
وكتب واطسون العديد من الكتب العلمية، مثل الكتاب المدرسي البيولوجيا الجزيئية للمورثة (1965) وكتابه الأكثر مبيعاً الحلزون المضاعف (1968). كما نال خلال حياته المهنية نحو 40 جائزا و40 شهادة دكتوراه فخرية الى جانب شهادات وألقاب أخرى.
بيع ميدالية نوبل
ويشار إلى أن واطسون قرر في عام 2014 ، المزايدة على ميدالية جائزة نوبل في ضوء انخفاض دخله بعد حادثة 2007 واستخدام جزء من الأموال التي جمعتها عملية البيع لدعم البحث العلمي.
وكانت الميدالية بيعت في مزاد كريستيزي في ديسمبر 2014 مقابل 4.1 ملايين دولار أميركي، واعتزم واطسون على المساهمة في عائدات أعمال الصيانة في لونغ آيلاند في نيويورك وتمويل الأبحاث في كلية ترينيتي ، في دبلن ، بالإضافة إلى شراء الأعمال الفنية.
وقد أعاد المشتري ، الملياردير الأوزبكي أليشر أوسمانوف ، الميدالية لاحقا إلى واطسون ، وقال إن واطسون استحق الميدالية بجدارة ويجب ان تعود اليه مهما كان الثمن الذي دفعه لشرائها.