عن ماذا يبحث سكان صنعاء في هذا الحمام الشعبي؟
الميثاق نيوز -صنعاء- يتوجه يمنيون إلى حمام الفخامة الشعبي في العاصمة اليمنية صنعاء للاسترخاء والتمتع بالبخار وخدمات تنظيف البشرة والتدليك.
كما يلوذون به للاستمتاع بالمياه الساخنة المتدفقة التي صارت عملة نادرة بعد أربعة أعوام من الحرب التي جعلت المنازل في أنحاء اليمن تعاني من انقطاعات الكهرباء المستمرة ونقص إمدادات المياه.
وقال عامل يدعي وهيب عبد الله (35 عاما)، الذي كان عاري الصدر ويتصبب عرقا بفعل البخار داخل غرفة من الأحجار السوداء، "أنا لما آتي إلى الحمام أشعر بوقت مميز بعد ضغط العمل وبعد أعباء المعيشة كما تعرف بالأوضاع، لما تأتي الحمام تريح عن نفسك، تخرج وتترك جميع الهموم وتخرج بحياة ونفسية جديدة تكون أكثر سرعة للعمل، كتغيير روتين يعني".ولا تصل إلى صنعاء، التي سيطرت عليها جماعة الحوثي، كهرباء من الدولة ويعتمد سكانها على سخانات مياه تعمل بالسولار أو مولدات خاصة. ولا تصل المياه عبر الأنابيب المخصصة لها سوى مرة واحدة تقريبا كل شهر مما يجعل اعتماد المنازل في ملء خزانات المياه بها على شاحنات المياه باهظة التكلفة.
ويتوق زبائن حمام الفخامة وغيره من الحمامات الشعبية في أنحاء المدينة إلى الراحة التي لا يجدونها في منازلهم.
وقال إبراهيم يحيى حبش (27 عاما)، وهو مدير الحمام الذي افتتح في شهر يناير كانون الثاني الماضي، "كثير من الزبائن يعني يجوا يتحمموا لأجل يرتاحوا، وأكثر الزبائن عندهم بالبيت ما فيش ماء، على أساس يجي يتحمم بماء ساخن، عندهم ما فيش كهرباء، قدك داري بالأوضاع مفصولة (الكهرباء) هو يجي يتحمم على أساس يرتاح ويدفع حاجة رمزية خمسمائة ريال (نحو دولار واحد)، يتحمم ويتكيس (تنظيف البشرة) ويفعل مساج ويخرج وهو مرتاح".
وحتى قبل الصراع الحالي، كان اليمن واحدا من أفقر الدول العربية ووفقا للبنك الدولي ولم تكن تصل الكهرباء سوى إلى نصف عدد سكانه.
كما أن اليمن أحد أفقر دول العالم من حيث المياه.
ومع نقص الوقود أيضا في اليمن، يعتمد حمام الفخامة على سخانات تعمل بالديزل وحرق الأخشاب.
وقال أحمد القهالي (61 عاما)، وهو مالك الحمام، "العمل باليمن مغامرة، يعني من بدء بإذن الله ينجح، أنا فتحت على باب الله، وأطالب من الله أن يعوضني ما قد خسرت، يعني مكلف (المشروع) تكلفة الحمام مش حاجة سهلة (مكلف كثير)".
ويدور الصراع في اليمن بين الحوثيين المتحالفين مع إيران وتحالف تقوده السعودية يسعى لإعادة حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة. وأسفرت الحرب عن انهيار الاقتصاد وجعلت الملايين على شفا الجوع.
وأتى ارتفاع التضخم على قدرة الناس على شراء الطعام وصارت منازل كثيرة دون دخل بسبب عدم دفع رواتب موظفي الحكومة.
ويعمل في حمام الفخامة 60 شخصا مما يدعم الاقتصاد المحلي.
وقال زبون للحمام يدعى أكرم عبد الله (32 عاما)، ويعمل بالقطاع الخاص، "قبل كل شيء عشان الصحة ولأجل صحتي أنا أفضله، هذا من عادات وتقاليد أصحاب صنعاء من زمان، ثاني حاجة للاستحمام، وفِي نفس الوقت استجمام وراحة نفسية، وبالنسبة لاختلافه عن الحمامات الثانية، فيه مميزات هنا بحكم النظافة وانتقاء الأيدي العاملة".