قصة جهاز يسجل أصوات الموتى من العالم الآخر .. ماذا حصل .. وكيف تعاملت وسائل الاعلام .. واسماء الشخصيات التي تم تسجيلها
الميثاق نيوز - في عام 1960 جلس فريدريك يورجنسون البالغ من العمر 60 عامًا داخل مرسمه الموجود في أطراف مدينة ستوكهولم، منهمكا في رسم لوحة طبيعية لمعرضه، حيث كان يضع جهاز تسجيل اشتراه من أجل تسجيل أفكاره وخواطره عن الرسومات واللوحات التي ينوي على رسمها حتى لا ينساها في ركن من أركان المرسم، وتركه لمدة أسبوع دون استخدامه لانشغاله في اللوحة، إلا أنه ذات يوم راوده أفكار بشأن لوحة بورتريه، ففتح الجهاز وبدأ بالتسجيل إلا أنه تفاجأ عندما أعاد تشغيل الشريط.
سمع الرجل الستيني أثناء إعادة تشغيل الشريط أصواتا تختلط بصوته، ما جعله يعتقد أن الشريط الموجود داخل جهاز التسجيل ليس جيدا، فوضع شريطا آخر لم يستخدم من قبل، وبدأ مرة أخرى بتسجيل خواطره وملاحظاته، حتى تكرر الأمر بظهور أصوات مشوشة ممتزجة بصوته، ولكنه هذه المرة استطاع تمييز ما يصدر من هذه الأصوات التي كانت عبارة عن أغنية متكررة "إننا أحياء.. إننا لم نمت".
تفاجأ "فريدريك" وأصابته حالة من الدهشة والاستعجاب ما جعله يعيد الاستماع مرة آخرى للشريط، ومع استخدامه المتكرر لجهاز التسجيل في الأيام التالية، ظل يستمع لأصوات غامضة تتداخل مع صوته، حتى استطاع اكتشاف السبب.
واكتشف "فريدريك" أن الجهاز يعمل كوسيط بين عالمنا والعالم الآخر إلا أنه بعد تردد دام لعدة أسابيع يستجمع فيها شجاعته، فقرر الذهاب إلى صاحب محل الأدوات الكهربائية الذي اشتراه منه مصطحبا معه جهاز التسجيل، وفقا لما ذكره الكاتب راجي عنايت في كتابه "أغرب من الخيال".
واتجه الرسام الذي كان يتمتع ببعض الشهرة في مدينته إلى محل الأدوات الكهربائية يطلب مقابلة مالكه الذي سأله عن مشكلة الجهاز، إلا أن رد الرسام كان أنه يعمل بكفاءة ودقة لكنه يريد مراجعة كاملة لجميع أجزاء الجهاز سواء من كل قطعة يحتويه وكل سلك وكل توصيلة كهربائية.
وأخبره "فريدريك" أنه على أتم الاستعداد لدفع أي مصاريف للفحص، وترك المحل وهو يقول لصاحبه أنه سيحضر الأسبوع المقبل حتى يرى إذا كانوا اكتشفوا شيئا غير عاديا متابعا: "قد تراني شخص غريب الأطوار لكن إذا كشفت لك عن سر هذا الفحص الذي أطلبه ستعتبرني مجنونا".
لم يجد صاحب المحل للجهاز أي عيب بعد الفحص عليه وعندما أخبر "فريدريك" بذلك قرر حينها أن يبوح له على السر الذي اكتشفه، إلا أنه في خلال ساعات ذاع الخبر بكل تفاصيله على صفحات الجرائد بأن تبين أن جهاز التسجيل يستطيع التقاط أصوات الموتى وتسجيلها، الأمر الذي جعل البعض يتهمون الرسام الشهير بالخداع، وأنه هو من أضاف أصواتا وكتبت عنه إحدى الصحف أنه فعل ذلك من أجل الدعاية لمعرضه، وأنه كان عليه البحث عن وسيلة أفضل من ذلك.
ظل "فريدرك" صامتا رغم شعوره بالضيق والإهانة بعد ما قيل عنه ولكنه سمح لبعض المهندسين والعلماء ورجال البحث بزيارة مرسمه واختبار الجهاز والسماع بأنفسهم الأصوات الغريبة، ما جعل الجميع يبحثون في كل أنحاء مرسمه للتأكد من عدم وجود أجهزة خفية تكون مصدرا لهذه الأصوات حتى اكتشفوا أن لا يوجد أي نوع من الخداع.
وحضر 10 أشخاص داخل مرسمه لاستماع لسجل الشريط، وفجأه صاح أحد الفنيين الألمان من الحاضرين عندما صدرت أصواتا حادة وعنيفة بلغة أجنبيه قائلا: "هذا هو هتلر!"، وبعد أن جرت مقارنة ذلك الصوت بصوت هتلر في مكتبه إحدى محطات الإذاعة، جاءت مطابقة، وكان هتلر في شريط فريدريك يتوجه بحديثه إلى أحد أفراد معسكرات الاعتقال، ويعتذر عن بعض الجرائم التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية.
وبعد ذلك الواقعة، ذهب الكثيرون من المراسلين إلى مرسم "فريدريك"، بل وقل عدد الأشخاص الساخرين منه، وعلى جانب آخر استطاع الرجل الستيني على مر السنين بجمع 80 شريطا تضم تسجيلات متميزة تصل لـ140 صوتا.
ومن أبرز هذه الأصوات التي سجلها فريدريك "السياسي الألماني بسمارك ونابليون، ولويد جورج، والقاتل الأمريكي الشهير كاريل تشيسمان، وإيفا براون عشيقة هتلر التي تحدثت عن زواجها منه وعن ساعتها الأخيرة معه".
واستمر "فريدريك" يستغرق في الرسم وقتا قليلا، ويجلس أغلب الوقت بجوار الجهاز ينتظر الأصوات القادمة من العالم الآخر.