حجور... معركة النّفس الطويل ( تقرير مفصل عن جميع الاطراف )
الخميس 14 مارس 2019 الساعة 13:10

حجور... معركة النّفس الطويل
الميثاق نيوز- بيروت - تقرير: بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ومن الحكومة الشرعية، يواصل قبائل حجور معاركهم ضد الحوثيين، حيث قام التحالف في الرابع من آذار/ مارس بعملية إنزال هي السادسة، تضمّنت أسلحة وذخائر ومواد غذائية وطبية دعماً لقبائل حجور في محافظة حجة شمال اليمن، كما يقوم التحالف بشن غارات جوية ضد الحوثيين في هذه المعركة، فيما تتحرك قوات الشرعية برّاً عبر المنطقة العسكرية الخامسة التي تقع المعارك ضمن إطارها الجغرافي، ومؤخراً قرّرت الحكومة الشرعية رفد المنطقة الخامسة بتعزيزات من مناطق عسكرية أخرى.

لقد استطاع  الحوثيّون منذ اجتياحهم العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول من عام 2014 إسقاط أغلب المحافظات اليمنيّة في فترة قياسيّة، لكنّهم عجزوا حتّى اليوم عن إسقاط حجور في مديريّة كشر بمحافظة حجّة - شمال اليمن، رغم أنّها ضمن الجغرافيا الزيديّة التي ينتمون إليها ويمثّلونها.

وبدأت الأعمال العدائية عندما احتجزت قبائل حجور عددً من المقاتلين الحوثيين الذين دخلوا الأراضي القبلية ما أثار توترًا شهد تصعيدًا منذ أوائل شهر شباط/ فبراير.

تكمن أهميّة معركة حجور أنّها قد تمتدّ إلى مثلّث حوث جنوب صعدة، وتقطع الطريق العام الذي يربطه بصنعاء، ليتحاصر الحوثيّون إذا ما تمّ ذلك حصاراً شبه تامّ في معقلهم صعدة، حيث تبلغ المسافة بين حجور التي تندلع فيها المواجهات وبين مدينة حوث حيث الخطّ الرابط بين صنعاء وصعدة ٥٠ كلم فقط، وهو ما دفع بالحوثيّين إلى حشد قوّاتهم البريّة والأسلحة الثقيلة المتمثّلة بصواريخ الكاتيوشا والمدفعيّة في هذه المعركة.

وقال مستشار وزير الإعلام في الحكومة الشرعيّة فهد الشرفي لـ"المونيتور": "إنّ سبب العدوان الحوثيّ على قبائل حجور أتى من كونها صاحبة موقف وطنيّ رافض للمشروع الإيرانيّ ورافض لعودة الحكم الإمامي،" رابطاً بذلك بين الحوثيّين والنظام الإماميّ الذي ثار عليه اليمنيّون وخلعوه في 26 سبتمبر/أيلول من عام 1962.

ورأى فهد الشرفي أنّ "معركة حجور ذات أهميّة بالغة، نظراً لصعوبة تضاريس المنطقة وارتباطها بالمناطق القبليّة المجاورة"، واصفاً إيّاها بـ"الثورة الداخليّة لقبائل الشمال"، وقال: "إذا أُسندت حجور من جانب الشرعيّة والتحالف العربيّ الذي تقوده السعوديّة، فإنّها قادرة على تطهير أكثر من 10 مديريّات جبليّة في محافظة حجّة من الحوثيّين، وستؤازرها قبائل حاشد وبكيل في محافظة عمران، وستصل الانتفاضات القبليّة إلى صعدة وصنعاء وذمار بشكل متسارع يعجز الحوثيّون عن مواجهته".

واعتبر أنّ "قبائل حجور إلى الآن هي من كسب الجولة"، مشيراً إلى أنّ "معركة حجور لن تكون نزهة، كما تصوّرها الحوثيّون"، لافتاً إلى أنّ "مستقبل الحوثيّين على المحكّ، خصوصاً إذا ما سارعت الحكومة الشرعيّة والتحالف العربيّ بفتح طريق للإمداد".

من جهتها، كشفت مصادر خاصّة لـ"المونيتور" أنّ "حزب الإصلاح كان ولا يزال مستمرّاً في إمداد الموالين له في حجور بالمال والسلاح، خصوصاً في الأشهر القليلة الماضية".

كما علم "المونيتور" من مصدر عسكريّ فضّل عدم الكشف عن هويّته، أنّ "السلاح كان يصل إلى حجور ولا يزال من المنطقة العسكريّة الخامسة في ميدي التابعة للحكومة الشرعيّة".

ومن داخل المملكة العربيّة السعوديّة، أفادت مصادر قريبة لـ"المونيتور" أنّ "الحوزات السلفيّة والوهابيّة تحشد المال لحجور بحملة تحت عنوان انصروا حجور".

بدوره، قال عضو المكتب السياسيّ لـ"أنصار الله" - الحوثيّين أحمد جريب لـ"المونيتور": "إنّ الفشل العسكريّ للتحالف بقيادة السعوديّة في تحقيق أيّ تقدّم عسكريّ في الجبهات المتفرّقة في اليمن، دفعه إلى إشعال المعارك في حجور".

وأشار إلى أنّ "الرياض حاولت استغلال وضع حجور التي ينتمي إليها المئات من السلفيّين"، معتبراً أنّ "الحرب ليست مع قبائل حجور، بل مع فصيلة متمرّدة موالية للعدوان السعوديّ على اليمن، ولكن هذا العدوان يحاول تسويق ما يحدث في حجور على أنّه حرب بين الدولة والمجتمع".

ورأى أحمد جريب أنّ "أهميّة معركة حجور تكمن في موقعها الجغرافيّ، الذي يتوسّط محافظات حجّة وصعدة وعمران".

وكذلك، كشفت مصادر قبليّة، فضّلت عدم الكشف عن هويّتها، لـ"المونيتور"، أنّ "الحوثيّين يسعون إلى عقد هدنة طويلة في حجور"، لافتة إلى أنّ "المقاتلين في حجور رافضين لفكرة الهدنة تماماً، معتبرين أنّها بمثابة استراحة محارب بالنّسبة إلى الحوثيّين، وأنّه سرعان ما سيتمّ الانقضاض عليهم"، وهو "ما دفع بالحوثيّين إلى فتح جبهة ثانية من حدود مديريّة أفلح الشام - جنوب حجور لمحاصرتهم والضغط عليهم".

بدوره، قال الخبير العسكريّ والقائد السابق للمنطقة الشماليّة - الغربيّة التي تقع حجور ضمن إطارها الجغرافيّ اللواء أحمد قرحش لـ"المونيتور": "إنّ السبب الرئيس لاندلاع معارك حجور هو خشية الحوثيّين من أن تلتقي منطقة حجور بقوّات الشرعيّة القادمة من ميدي - شمال غربيّ اليمن".

وأشار إلى أنّ "هذه المعركة تكتسب أهميّتها من كونها ستؤثّر عسكريّاً على سيطرة الحوثيّين على الحديدة، فضلاً عن أنّها مقاومة جادّة وقويّة من عمق مناطق سيطرة الحوثيّ".

ورأى أنّ "الحديث عن المكاسب والخسائر للطرفين لا يزال مبكراً، لكن قد تكون القراءة الأوليّة أنّ الحوثيّين يخسرون معنويّاً من خلال تدنّي سمعتهم بين أبناء القبائل"، مشيراً إلى أنّ "الحرب ما زالت معتمدة بشكل كبير على إمكانيّات أبناء حجور وقدراتهم، وإن كانت هناك إمدادات وضربات جويّة مساندة لهم من قبل الحكومة الشرعيّة والتحالف العربيّ، إلاّ أنّها محدودة"، وقال: "إذا صمدت مقاومة حجور، فإنّ مديريّة عُذرْ في محافظة عمران هي التالية التي ستنتفض، كونها مهيّأة من الناحيتين القبليّة والتاريخيّة، وهو ما سيكون له تأثير سلبيّ كبير على الحوثيّين واستراتيجيّاً".

إجمالاً، رغم أنّ الكفّة لصالح الحوثيّين إلى حدّ الآن، إلاّ أنّ الحرب في حجور لا تزال مشتعلة، وستمثّل بؤرة استنزاف طويلة المدى للحوثيّين، كونها في منطقة مفرطة في حساسيّتها القبليّة وستهدّد نفوذهم بشكل عام. كما ستظلّ خطراً مستقبليّاً عليهم، كون القبيلة التي راهنوا عليها في معاركهم هي من تقاتلهم هذه المرّة.

 

متعلقات