بالارقام ..الكشف عن انتهاكات موثقة بعضها جسيمة خلال الحرب
الميثاق نيوز - متابعات - اتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، أطراف النزاع في اليمن بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، والاستخفاف الصارخ بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وقال استيفان دوجريك" المتحدث الرسمي باسم جوتيريش في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، ، إنَّ تعليقات "الأمين العام" وردت في تقريره المتعلق بـ"الأطفال والنزاع المسلح في اليمن".
وللعام الخامس، يعاني اليمن من حرب بين القوات الموالية للحكومة وميلشيا الحوثيين، المسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.
وجعلت الحرب ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفعت بالبلاد إلى حافة المجاعة، في حين اعتبرت الأمم المتحدة أن الأزمة التي يواجهها البلد العربي "الأسوأ في العالم".
ويغطي التقرير الفترة ما بين 1 أبريل 2013 و31 ديسمبر 2018، ومن المقرر أن يصدر بشكل رسمي الشهر المقبل، ويعرض أرقامًا مروعة تشمل ما مجموعه 11 ألفًا و779 انتهاكًا جسيمًا ارتكبت ضد الأطفال من قبل جميع أطراف النزاع في اليمن، على النحو الذي تحققت منه الأمم المتحدة.
ويرجح التقرير أنّ الواقع أدهى من ذلك نظرا لازدياد صعوبة الرصد في اليمن، وقال إنَّ أطراف النزاع استخفت بشكل صارخ بالتزاماتها بموجب القانون الدولي أو أنها تجاهلت ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لحماية الأطفال التي سبق ووافقت عليها.
ونقل التقرير عن الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا جامبا قولها: "بالرغم من بعض التدابير الإيجابية التي اتخذها أطراف النزاع لحماية الفتيان والفتيات من الانتهاكات الجسيمة، فإن معاناة الأطفال في اليمن تدهورت خلال الفترة المشمولة بالتقرير بل أصبحت بكل بساطة أمراً مروعاً".
وأضافت: "اشتدت حدة النزاع بشكل كبير؛ فعلى سبيل المثال، بين عامي 2014 و 2015، طرأت زيادة بنسبة 650% في عدد الأطفال الذين قتلوا وشوهوا و500% في عدد الأطفال المجندين والمستخدمين".
وحذر التقرير من أنَّ قتل الأطفال وتشويههم صار الأكثر شيوعًا في اليمن، حيث تم التحقق من مقتل أو جرح 7508 أطفال بسبب عمليات القصف الجوي أو المدفعي أو القتال البري أو الألغام أو الذخائر غير المنفجرة أو الهجمات الانتحارية.
وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، جرى التحقق من تجنيد 3034 طفلاً، من بينهم 1940 جنَّدهم الحوثيون، فيما كانت الحكومة اليمنية مسؤولة أيضًا عن 274 من حالات التجنيد كانت في معظمها راجعة إلى انعدام فرص كسب العيش وعدم وجود آليات للتحقق من السن، وفق التقرير.
وأوضح التقرير أنَّ الاعتداءات على المدارس والمستشفيات ظلّت مرتفعة إذ تراوحت بين 345 و381 اعتداء أدت في معظمها إلى تدمير المباني كليًّا أو جزئيًّا، فيما تم التحقق من 258 حالة استخدام عسكر ي للمدارس.
وأدى ذلك خلال الفترة المشمولة إلى منع الآلاف من الفتيان والفتيات من الحصول على التعليم في ظروف آمنة.
وأعرب تقرير الأمين العام عن القلق الشديد إزاء احتجاز الأطفال بسبب ارتباطهم ارتباطا فعليًّا أو مزعومًا بأطراف النزاع حيث تم التحقق من حرمان 340 طفلاً من حريتهم، وأشار إلى ازدياد حالات منع إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأطفال بشكل حاد.
وفي هذا الصدد، جرى التحقق من 828 حالة لحوادث منع وصول المساعدة الإنسانية مما زاد من حدة التدهور الاقتصادي الخطير الذي يواجه البلد وهو على شفا المجاعة، بحسب التقرير الأممي.