لماذا تفشل محاولات ”نتفليكس“ لإنتاج عمل عربي؟
الاثنين 26 أغسطس 2019 الساعة 10:48
منوعات
تأخرت شبكة ”نتفليكس“ العالمية في خطوة الإنتاج بالشرق الأوسط عن باقي الدول الأجنبية، إذ إن الشبكة لم تبدأ في إنتاج محتوى عربي سوى من عام واحد. ورغم أن ”نتفليكس“ منصة أمريكية، لكنها تريد التوسع عبر 190 دولة حول العالم وسط منافسة شرسة من المنصات الإلكترونية الأخرى، واستهدفت الشبكة منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل كبير خلال الفترة الماضية. وقبل أربعة أشهر بدأت الشبكة في عرض أول إنتاجاتها وهو مسلسل ”جن“ الأردني، ونال وقتها انتقادات واسعة لما تضمنه من جرأة ورصد للواقع الأردني بين الطلاب في المدارس، وكان الإنتاج الثاني من خلال المسلسل اللبناني ”دولار“، وحتى الآن لم يأخذ حيزًا واسعًا من لفت انتباه الجمهور وبمناسبة أول إنتاج للشبكة ترصد ”إرم نيوز“ في التقرير الآتي آراء خبراء عن التجربة، ولماذا تفشل ”نتفليكس“ مع كل إنتاج عربي قامت به؟. بداية وصف الناقد المصري طارق الشناوي، الحكم على ”نتفليكس“ بالفشل في إنتاجاتها العربية بـ“المتعسف والسريع“، لافتًا إلى أن هناك تحضيرات لأعمال عربية كثيرة خلال الفترة المقبلة، لأن المستقبل لهم. وأوضح طارق الشناوي، في تصريح خاص لـ“إرم نيوز“، أن المنتج المصري محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي كان في مقر الشبكة خلال الأيام الماضية، واتفق معهم على تحضير مسلسل جديد، إضافة لأعمال أخرى مقبلة. وأشار إلى أننا لا نستطيع الحكم على فشل تجربة إنتاجات ”نتفليكس“ عربيًّا من خلال عمل أو اثنين، لأن المستقبل أمامها، موضحًا أنها ستستفيد من أخطائها الماضية كونها تعمل بنظام معين له مقاييس خاصة باهتمامات المشاهد العربي، ولذلك فإن السرعة في إصدار حكم سواء بالفشل أو النجاح ظلم للقائمين على الشبكة. وأكد ”الشناوي“ أن شبكة ”نتفليكس“ هي القادمة، ومن المؤكد مع الزمن أنها ستكون أحد أهم عناوين التلقي للمشاهد العربي في الشرق الأوسط، مبينًا أن فئة الشباب والمهتمين بالتطبيقات الإلكترونية سيكونون هدف الشبكة في أعمالها العربية. من جهته، قال المخرج المصري عمر عبدالعزيز، لـ“إرم نيوز“ إن شبكة ”نتفليكس“ لا بد أن تعرف معايير النجاح في العالم العربي، موضحًا أنه يرى أنها تحتاج لدراسة السوق العربية بشكل جيد ومعرفة ما يحتاجه المتلقي العربي، لأن الجمهور استنفد طاقته من المد والتطويل الذي يحدث في مسلسلات رمضان. وأضاف المخرج المصري، أنه عندما يتجه المتلقي العربي للمشاهدة عبر الشبكة، فهو يحتاج أن يرى منها ما يجعله يحكم عليها بالنجاح ويظل منتظرًا لما ستقدمه، واضعًا عوامل تفادي الفشل مستقبلًا في إنتاجاتها العربية عبر ثلاث نقاط هي: دراسة السوق بشكل جيد، ووجود نص مميز، وإنتاج سخي. الناقدة المصرية حنان شومان قالت: ”لا أعتقد أن المسلسل الأردني فشل، ولكنه أحدث جدلًا كبيرًا، وأرى أن العمل الذي يُحدث جدلًا ليس بفاشل بل ناجح، ولأن الجدل وصل لمجلس الأمة في الأردن فإذًا هذا عمل تم مشاهدته بشكل جيد“. واستطردت ”شومان“ في حديثها لـ“إرم نيوز“ أن العرب لا زالوا في بداية تعاملهم مع ”نتفليكس“، ولذلك فإن الحكم بالفشل حاليًّا غير وارد، لافتًة إلى أن هناك مسلسلًا سيكون من إنتاج مصري للمنتج محمد حفظي وكتابة الراحل أحمد خالد توفيق مقتبس عن إحدى رواياته، مشيرة إلى أن هذه بدايات نتحسس أنها ستكون انفتاحة على العالم العربي أكثر. وبينت الناقدة المصرية أن تعاون ”نتفليكس“ مع محمد حفظي من خلال عمل كتابة أحمد خالد توفيق، جاء بسبب رؤيتها للنجاح الكبير الذي حققه مسلسل ”زودياك“ والمأخوذ عن إحدى روايات الكاتب الراحل، وعرض على قناة واحدة، وكانت أغلب الاستفتاءات لصالحه، وهذا المسلسل كان دلالة على أن الشباب لا يريد محمد رمضان أو غادة عبدالرازق أو أيًا كان الفنان، بل يريدون مشاهدة شيء أفضل. وأوضحت ”حنان“ أن الحكم بالفشل أمر مبكر للغاية لأن العملين ”جن“ و“دولار“ ليسا مقياسًا للفشل، لأنه يوجد منافسة شرسة مع أعمال أجنبية تنتجها الشبكة بتكلفة عالية جدًا، والشباب العربي متفاعل معها، ولذلك لابد من الانتظار لبعض الوقت لتقييم التجربة العربية. وأكد المنتج المصري محمد مختار، في تصريح خاص لـ“إرم نيوز“ أن شبكة ”نتفليكس“ لن تتجه لإنتاج عمل عربي إلا عندما تكون درست كل المواصفات الأولية للمشاهد العربي، معللًا ذلك بأنهم سيحافظون على اسمهم لأن المشاهد يفتح الشبكة ويدفع مقابلًا ماديًّا، فلذلك لا بد من دراسة جيدة لحال المتلقي، موضحًا أن الشبكة ستؤثر على المنتجين بشكل عام، ولذلك ربما تكون التعاونات الإنتاجية في القادم هي الشيء السائد، وإلا سينسحب البساط من تحت المسؤولين عن العملية الإنتاجية ككل في العالم العربي، لافتًا إلى مسلسل ”دولار“ الذي تم عرضه بالتعاون مع المنتج اللبناني صادق الصباح، وهذا شيء جيد، وفق تعبيره. وقال الناقد المصري، نادر عدلي، إن وجود عملين من إنتاجات ”نتفليكس“ لا يُعد إنتاجًا بالمعنى المفهوم، وهذا ليس فشلًا. وأوضح عدلي في تصريحات لـ“إرم نيوز“، أنه لا بد من الاعتماد على نصوص جيدة تشبهنا كعرب، خاصًة أن المشاهد العالمي عندما يرى أعمالنا لابد أن يكون على علم بحياتنا وتقاليدنا؛ لأن النص هو العمود الفقري للعمل، والمشاهد العالمي يرى إنتاجًا سخيًّا والحلقة تساوي مبلغًا كبيرًا والمنافسة صعبة. وشدد عدلي على أن نجاح أي عمل في النهاية يتوقف على من يوجه له العمل؛ لأنه سلعة ولابد من معرفة ”الزبون“ الذي يقتنيها، والشبكة مثل محل للعرض لو أرادت النجاح للسلعة لا بد من مذاكرة المتلقي والفئة العمرية ومتطلباتها.
متعلقات