حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، من انفجار وشيك للخزان النفطي العائم “صافر” المتواجد قبالة سواحل الحديدة غربي البلاد، متهمةً جماعة الحوثيين الانقلابية بمنع وصول فريق أممي لصيانتها.
وقالت وزارة النفط والمعادن في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية “سبأ”،الاربعاء، إن “انفجار الخزان العائم أصبح وشيكاً في ظل الوضع السيئ والمتدهور للباخرة، ما ينذر بكارثة بيئية ستكون الأكبر في التاريخ”.
واتهمت الوزارة الانقلابيين بالتعنت واستمرار منع الفريق الأممي وفرق الصيانة من الوصول إلى الخزان العائم لتقييم الأضرار وإعادة صيانته، تمهيداً لتفريغ كميات النفط المخزنة وبيعها، وفقاً للبيان.
واعتبر البيان تصرف جماعة الانقلابيين “تحدياً سافراً وصريحاً للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ومواصلة لانتهاجها مسار التنصل عن اتفاقاتها والتزاماتها بالسماح بإدخال الفريق الأممي الذي وصل إلى جيبوتي الشهر الماضي قبل أن تتراجع وتمنع دخوله”.
وانتقد البيان موقف الأمم المتحدة عقب إحاطة وكيل الأمين العام مارك لوكوك، بالقول إن “الحكومة كانت تتوقع تحركاً جاداً لا يكتفي بتحميل تلك المليشيات المسؤولية بل إرغامها على التنفيذ بكافة الطرق والوسائل”.
وحمّلت الوزارة، الحوثيين كامل المسؤولية عن إفشال جهود إنقاذ الحياة البحرية في البحر الأحمر من كارثة بيئية محتملة ستؤثر على المنطقة.
ودعت “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات العاملة في مجال البيئة، التدخل السريع والعاجل وإلزام الانقلابيين بالسماح للفريق الأممي وفرق الصيانة الوصول إلى الباخرة لتفادي كارثة بيئية لن تتعافى منها المنطقة لسنوات طويلة”.
وأعلنت الأمم المتحدة في 22 أغسطس الفائت عن وصول فريق تقييم تابع لها إلى جيبوتي في طريقه إلى اليمن لمعاينة خزان “صافر” العائم الموجود في البحر الأحمر.
وفي 27 أغسطس قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن مهمة الفريق رهن “الاستعدادات التقنية الجارية والظروف المناخية”، مبيناً أن الفريق ينوي أولاً إجراء “تقييم تقني وصيانة أولية إذا أمكن”.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، أبلغ مجلس الأمن الدولي في 18 يوليو الماضي أن الحوثيين رفضوا مرة أخرى منح تصاريح لمسؤولين أممين لزيارة السفينة “صافر”
وقال لوكوك حينها “كان فريق التقييم التابع للأمم المتحدة يعتزم معاينة الناقلة الأسبوع المقبل، لكن التصاريح اللازمة لا تزال معلقة لدى السلطات الحوثية”.
وحذر قائلاً: “إذا تآكلت الناقلة أو انفجرت، يمكن أن نرى ساحلاً متلوثاً على طول البحر الأحمر. واعتماداً على الفترة الزمنية وحركة التيارات المائية، يمكن أن يصل التسرب من باب المندب إلى قناة السويس، وربما حتى مضيق هرمز”.
يذكر أن خزان صافر، عبارة عن ناقلة نفط ضخمة للتفريغ مملوكة للدولة اليمنية تم تحويلها إلى خزان عائم، وتسيطر عليها نارياً جماعة الحوثيين، وترسو على بُعد قرابة 4.8 ميل بحري من ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، ويبلغ وزنها 410 آلاف طن، تضم منذ نحو خمس سنوات أكثر من مليون و174 ألف برميل من النفط الخام، ولم تخضع للصيانة منذ ذلك الحين، رغم انتهاء عمرها الافتراضي.