طـارق العلـي: حياة الفهد امرأة عجوز ولا تهمّني أبداً
الثلاثاء 1 اكتوبر 2019 الساعة 17:19
منوعات

القاب كثيرة أُطلقت على الممثل الكويتي طارق العلي، فبعضهم اختار له لقب "إمبراطور الكوميديا"، والبعض الآخر لقّبه بـ"ملك المسرح". في حياة العلي الكثير من المحطات، والكثير من محاور الجدل، وفي حواره مع "لها" كان جريئاً كعادته لا يخشى المعارك الفنية التي تنجم عن كلامه.

 

- لماذا غبت في موسم رمضان الماضي عن الشاشة؟

 

لأنني لم أجد دوراً مميزاً يشجّعني على تقديمه.

 

- كيف تصف الساحة الفنية الخليجية؟

 

الساحة الفنية الخليجية تشبه حلبة صراع بين المنتجين والفنانين الذين يفتقر الكثير منهم إلى أي موهبة تثري الشاشتين الخليجية والعربية.

 

- كيف تنظر إلى قرار الفنان حبيب غلوم الانتقال للعمل في الكويت؟

 

في الحقيقة، الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم مكسب كبير لأي مكان يعمل فيه، لكونه فناناً مميزاً وأكاديمياً له باع طويل في عالم المسرح، وبالطبع المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت يحتاج إلى مثل هذه الأسماء الكبيرة التي تستطيع أن تُغني الساحة بالمواهب الشابة. عموماً، ترحّب الكويت بكل فنان خليجي يبحث عن الإبداع والتقدّم للحفاظ على الفن الراقي من الاندثار.

 

- أنت متّهم بالخروج عن النص أثناء وقوفك على خشبة المسرح، فما ردّك؟

 

خروجي عن النص ليس جديداً، بل تعلّمت أُسسه في سنتي الدراسية الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، إذ سمح لي أستاذي في المعهد بأن أخوض تجربة الخروج عن النص عبر المسرحيات التي كنت أقدّمها باللغة العربية الفصحى، وشهدت كل أعمالي المسرحية بعد التخرّج خروجاً عن النص، وما يدهشني أن هناك من لا يزال يتحدث عن ذلك، رغم أن الارتجال هو وليد موقف معين، ويتيح للفنان التعبير عن وجهة نظره من دون سابق استعداد.

 

لكن يُشترط في من يمارس الارتجال أن يدرك حدوده بحيث لا يتخطّى الخطوط الحمر، وهي العادات والتقاليد والأديان والأوطان، والفنان الذي يقع في هذه الزلاّت هو بالطبع فاشل وغير مهني.

 

- ما الذي يُمكّن الفنان من الارتجال؟

 

في البداية أودّ أن أؤكد أنني من أشد المؤمنين بأهمية الارتجال في العمل المسرحي، لذلك اتّخذته موضوعاً لرسالة الدكتوراه التي حصلت عليها، والخروج عن النص أعتبره أمراً طبيعياً في المسرحين الكوميدي والتراجيدي، والارتجال ليس حالة فنية سهلة، بل يحتاج الى البحث والدراسة والتحليل، وقد استعرضت في رسالتي للدكتوراه إشكالية القضايا الخاصة بالارتجال في المسرح الخليجي، والكويتي على وجه الخصوص.

 

- يعتبرك الجمهور من أهم المسرحيين الخليجيين، فما رأيك؟

 

أشكر الجمهور على ثقتهم فيّ، لكن المسرح يعتمد على العمل الجماعي بحيث أعمل وفريقي ضمن منظومة متكاملة.

 

- البعض ينأى بنفسه عن المسرح لاعتقاده بأنه غير مربح؟

 

بالعكس، فالعمل في المسرح الكوميدي مربح جداً نتيجة كثرة الطلب على هذه النوعية من الأعمال من جانب الفضائيات العربية وشركات الإنتاج، لا سيما إذا كان لصاحب العمل باع طويل في هذا المجال، وأحياناً تفوق أرباح هذه الأعمال أرباح الدراما التلفزيونية التي تُعرض في موسم رمضان.

 

- ما رأيك في الدراما الخليجية في الوقت الحاضر؟

 

الدراما الخليجية تحكمها الشللية، وهناك حرب عصابات بين المنتجين والفنانين المدلّلين، ومع ذلك فالكثير من الأعمال الفنية فارغة من المحتوى وتفتقر الى أي موهبة تثري الشاشة الخليجية والعربية، وهو ما يجعلني أُخفّف فعلاً من الظهور الدرامي، فأنا أسعى دائماً لإيجاد نص جيد، وإذا وجدته أرحّب به وأسعى جاهداً لتقديمه بالشكل المطلوب.

 

- متى ستستفيق الساحة الخليجية من هذه الحالة؟

 

لن يحدث هذا إلا بزوال عصابات الدراما الخليجية وتلاشي سيطرتهم على القنوات الفضائية الخليجية والعربية. ولهذا السبب أركّز في المسرح على أمل أن تعود الدراما الى سابق عهدها، نظيفة ومملوءة بالمواهب الحقيقية غير المزيّفة.

 

- انتشرت أخبار تزعم إحالتك إلى النيابة العامة بسبب تزوير شهادتك؟

 

كل ما قيل حول هذا الأمر لا أساس له من الصحة ومجرد شائعات هدفها تشويه سمعتي، وأقول لمروّجيها "اتقوا الله، من المعيب أن تتكلموا عن شيء ليس موجوداً".

 

- ما سر المحبّة بينك وبين جمهورك؟

 

المحبّة من ربّ العالمين، وأنا أعمل بنيّة صافية، فعندما يكون في مفكرة أي خليجي خلال موسم العيد أن يحضر الى الكويت ليشاهد مسرحيتي، فهذا أمر يسعدني كثيراً.

 

- ما آخر تطورات الوضع الصحي لابنك "سلطان"؟

 

الحمد لله هو الآن بخير بعد الأزمة الصحية التي ألمّت به نتيجة إسرافه في تناول مشروبات الطاقة، ورغم تعافيه لكنه لم يُقلع عن هذه العادة السيئة.

 

- كيف تراه كفنان؟

 

أكثر ما يعجبني في "سلطان" أنه إنسان قنوع، وعند دخولي إلى المسرح أصبح مخرجاً وأنسى أنني أبوه، ولو أنني مارست دور الأب لفضّلته وأعطيته دور البطولة، وأشعر أنه مع مرور الوقت بدأ يطوّر موهبته في التمثيل.

 

- هل تتضايقين إذا انتقد فنان أعمالك؟

 

للأسف، هناك بعض الفنانين ينصّبون أنفسهم رقباء على زملائهم الفنانين، فثمة في الوسط الفني من ينعتون أعمالنا بالإسفاف، وإذا ألقينا نظرة على أعمالهم نجدها هابطة ودون المستوى المطلوب. كوني واثقة بأن أعمالنا مراقَبة من جهّات حكومية، كما أن جمهورنا من العائلات المحافِظة، وهذا يحتّم علينا الابتعاد عن الإسفاف.

 

- حياتك المهنية حافلة بالمشاكل مع زملائك الفنانين، وفي مقدّمهم حياة الفهد، فما السبب؟

 

خلافي مع الممثلة حياة الفهد بدأ عندما كنت رئيس نقابة الفنانين في الكويت، وهي التي اختلقت المشكلات، لكنني لن أردّ عليها، لأنها امرأة عجوز ولا تهمّني أبداً.

 

- أيضاً ثمة خلاف بينك وبين هيّا الشعيبي!

 

كان هناك خلاف بيننا وانتهى عندما طلب مني أحد المذيعين أن أتصل بها في أحد البرامج، ففعلت وحُلّ الخلاف، ولا أريد التحدّث في الموضوع مجدداً.

 

- لماذا انتقدت مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي؟

 

المشاهير أحرار في أن يفعلوا ما يحلو لهم، وأن ينشروا تفاصيل حياتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يفرح بعض المتابعين بالتصوير، لكن البعض الآخر تستفزّهم "الحركات" التي فيها استعراض للأموال والممتلكات، لأنهم لا يملكون مثلها، وأنا أطالب بتقنين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فمثلاً، نحن في المسرح يمكن أن نرقص أو نغنّي، ولكن ضمن حدود، لأن هناك رقابة على الفن. وأُذكّر مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بألاّ ينسوا أن لهم متابعين، وعندما يستعرضون أي شيء، عليهم أن يقوموا بذلك ضمن حدود اللياقة والأدب واحترام الذوق العام.

 

- هل تحضّر لفيلم سينمائي جديد؟

 

أُحضّر حالياً لمشروع سينمائي جديد، وذلك بعد نجاحي في تقديم دور تراجيدي بعيداً من الكوميديا التي اشتهرت بها.

 

- كيف تنظر الى جمهور المسرح في السعودية؟

 

الجمهور السعودي واعٍ ومثقف وذوّاق من الدرجة الأولى لكل أنواع الفنون، وخاصة الشعر وليس المسرح فحسب، ونجاح الفنانين الخليجيين يعود بعد الله الى هذا الجمهور حيث يتنقل معنا أينما ذهبنا، وأنا سعيد جداً بحضور العائلات السعودية الى المسرح في الفترة الأخيرة، فهذا ما كنّا نتمناه، وتجاوب المُشاهد السعودي يثبت أنه متذّوق للفن والمسرح.

 

- ما رأيك بالتجارب المسرحية في السعودية؟

 

أمضيت في السعودية عشرين عاماً قدّمت خلالها أعمالاً كثيرة جداً أفتخر بأنها ناجحة وتسير إلى الأمام وأثبتت وجودها على الساحة العربية، والتجارب المسرحية السعودية تشهد حالياً قفزة كبيرة بالفعل.

 

متعلقات