تتكشف بوما بعد يوم خفايا ما حصل للواء الفتح في وادي جبارة فبعد تجاهل رسمي لأحداث كتاف لم يقطعه تصريح لوزير الإعلام في وكالة سبأ اكتفى كالعادة بالإنكار والنفي، وأكد على العكس من ذلك انتصارات ساحقة وهزائم للحوثيين، لتجدد مصادر في لواء الفتح اتهام السلطات الشرعية بالتآمر مع الحوثيين بينما كانت تحشد قواتها للجنوب، في وقت قوبلت بالتجاهل مطالب الأسر بمعرفة مصير أقاربها فيما يشبه محرقة مفتوحة ومستمرة.
تقول أسر في أرياف تعز الجنوبية وآخرون أقارب في إب، إنهم لا يعرفون حتى الآن وبعد أكثر من شهر مصير العشرات من الأبناء والأقارب لهم جنود في لواء الفتح.
ويؤكد (ف. ش) من جبل حبشي بتعز، أن عشرات الأسر تشكو -مثلهم- فقدان أقاربها وانقطاع أخبارهم ولا تعرف أين تبحث عن معلومات بشأنهم، مشيرا إلى تلقي البعض معلومات متضاربة تناقلها الناس ما زاد في حيرة ومعاناة الآباء والأمهات والأقارب.
وفي مناشدة سابقة قال أقارب إن مطالباتهم إلى السلطات الشرعية وقيادة الجيش ووزارة الدفاع لم تجد تجاوباً.
مطلع سبتمبر المنصرف عبّر اللقاء الموسع لمشايخ مديريات الحجرية ومختلف التكوينات الاجتماعية، عن الحزن والأسف العميقين تجاه ما أسميت "محرقة وادي جبارة" بحق المئات من جنود لواء الفتح - شرعية. وطالب المجتمعون بفتح تحقيق شامل ومحاكمة المتسببين والمقصرين.
"مؤامرة مدبَّرة"
في جديد الإيضاحات نقلت صحيفة محلية، "عدن الغد"، عن مصدر عسكري رفيع في لواء الفتح بمحور كتاف-البقع، أن "الحكومة اليمنية تآمرت مع الحوثيين على قوات اللواء بهدف التخلص منها واستبدالها بقوات تابعة لحزب الإصلاح".
أشار المصدر إلى أن قيادات عليا في الحكومة اليمنية قدمت تقارير مضللة للتحالف بإمكانية التقدم في وادي آل أبو جبارة في كتاف، وتعهدت بإنجاح العملية، عبر تنفيذ عمليات تصعيد في المنطقة العسكرية الخامسة بجبهتي حرض وحيران، وفي المنطقة السابعة في نهم، لإرباك مليشيات الحوثي.
وقال إن قوات لواء الفتح دشنت العملية بناءً على هذا المخطط، وتفاجأت عند وصولها إلى عمق وادي آل أبو جبارة أن مليشات الحوثي الإيرانية كانت مستعدة بشكل كامل، ما يعني أن لديها معلومات مسبقة، بينما حشد الجيش الوطني قواته نحو الجنوب ولم يتحرك في المناطق التي تم التخطيط للتحرك فيها.
مضاعفات واستخفاف
وتضاعفت المعاناة والفاجعة بعد الإعلان الأخير في 28 سبتمبر من قبل المليشيات الحوثية عن استهداف ألوية عسكرية من ضمنها لواء الفتح وبث مقاطع مصورة.
وصمتت المصادر العسكرية في المنطقتين الخامسة والسابعة ووزارة الدفاع وقيادة الجيش تجاه الوقائع المتلاحقة، ما أعطى الواجهة للروايات الحوثية بانفراد في الإعلام المحلي والخارجي.
باستثناء تصريح منسوب لمعمر الإرياني وزير الإعلام، وهو غير ذي صفة في مجاله، يتحدث عن انتصارات كبيرة لجيش الشرعية، وأن الحوثيين يختلقون انتصارات معنوية، فيما يشبه الاستخفاف بالدماء وفجائع الأسر المكلومة.
لكن منسوبي لواء الفتح المغدور في وادي آل أبو جبارة، أو من تبقى منهم، قبل ومع التطورات الأخيرة، يعرفون أن المئات من رفاقهم أبيدوا وأضعافهم فقدوا علاوة على مئات الأسرى.
إقرار بالخذلان
وكان أقر قائد لواء الفتح في محافظة صعدة، اللواء رداد الهاشمي، بتقصير القيادة في جبهة كتاف ما تسبب في خسارة المئات من الجنود والمقاتلين في الواقعة المأساوية الأولى.
وقال اللواء رداد الهاشمي في كلمة له أمام أفراد اللواء، منتصف سبتمبر، إن الألوية المرابطة في ميسرة وميمنة جبهة كتاف لم تقم بواجبها لتأمين جبهة القلب التي التفت عليها مليشيات الحوثي قبل ثلاثة أسابيع وتسببت بمقتل وفقدان مئات الجنود.
وقال الهاشمي، إن قيادة اللواء ستعمل على نشر أسماء القتلى والمفقودين والأسرى في الأيام القادمة. لكن هذا لم يحدث واستجد ما هو أسوأ بفقدان أعداد جديدة.
أصوات مبحوحة
ومنذ مأساة لواء الفتح في نهاية أغسطس الماضي وحتى أحداث 28 سبتمبر وإلى اليوم، امتنعت السلطات العسكرية الرسمية عن إعطاء أي توضيح أو تعقيب أو تعليق مكتفية بممارسة سياسة التجاهل ومفسحة المجال للحوثيين ومصادرهم ومتحدثهم العسكري لتسيد المشهد كمصدر رئيس ووحيد للإعلام والصحافة والرأي العام.