أصدر المترجم ”علي ثابت“ حديثًا، النسخة العربية من ”العصر الذهبي لوانغ شياوبو“؛ أكثر الكتب تأثيرًا في الصين.
ويوصَف مؤلِّف الكتاب المُفكِّر ”وانغ شياوبو“ في الصين، بأنه النسخة الصينية من امتزاج كافكا وجيمس جويس، وتمتاز كتاباته بمزج لطيف للواقعية بالفانتازيا، والحب بالثورة، والفكاهة بالنقد اللاذع، والجنس بالسياسة، والتاريخ بالحاضر.
وكتاب ”العصر الذهبي“ هو أول أعمال الكاتب التي تُنقل إلى العربية. ويضمُّ مجموعة روايات قصيرة، تحاكي الحياة المعاصرة، وتسعى لإثارة فضول القارئ، من خلال أسئلة مسكوت عنها، في أكثر المساحات الإنسانية تعقيدًا، ويضرب الكاتب بنبرته الجريئة عرض الحائط بتابوهات وثوابت المجتمع؛ سواء تعلقت بالذات الإنسانية وهي في أقصى لحظات ضعفها أو بالصور النمطية التي تصدرها المؤسسات عن نفسها، وتخفي خلف نفوذها نمطًا هشًا يصعب تفاديه.
ويحتفي الكتاب بالضعف البشري، ويمجد الهزيمة، لتتحول القصص المأساوية وندوب الحياة إلى كرنفال ساخر يسرد مأزق الإنسان المعاصر في هذا البلد الكبير.
وقال الناقد ”أحمد السعيد“ في تقديمه للنسخة العربية من الكتاب: ”في الثلاث روايات القصيرة، يصاحبنا البطل نفسه وانغ أر خلال أحداثها، فتارة في ما بعد الثلاثين يتقدّم الزمان عشرين عامًا، ونجده هو الأستاذ الجامعي المتمرّد الواقع حتّى أُذُنَيْه في آثار تاريخه الثّوري المعترض على راديكالية كل شيء في الصين، والداعي إلى الليبراليّة، والمطحون تحت قبضة زوجته المتسلّطة، والغارق في مشاكل صديقه الأبله، والحالم بالجنس الجنوني مع صديقته القديمة، وتارة في الحبّ في زمن الثورة التي يقول داخل النص إنه استعار اسمها على غرار رائعة ماركيز الحب في زمن الكوليرا، وكأنه يقصد أن أمريكا اللاتينية تمرض بالكوليرا، أما الصين، فقد مرضت بالثورة، نجد وانغ أر يعمل في مصنع صغير كمنبوذ من المؤسسة والمجتمع، ويشترك في المواجهات الثوريَّة كلها مع الحَرَس الأحمر، ويحمي مدينته، وتمرّ بحياته ثلاث نساء، تتباين كل منهنّ في دلالتها عن جانب من الثورة ودور المؤسسة؛ أيّ مؤسسة في تقويض العقول“.
وأضاف: ”نتابع التنقّل مع وانغ أر في الرواية الأخيرة (عالمي المنير، عالمي المظلم)، وهو هنا مصاب بعجز جنسي نتيجة صدماته النفسيَّة السابقة، فتظهر له مَنْ تساعده في التغلّب على عجزه، ولكنها تتحوّل، في النهاية، إلى كابوس لا يقلّ بشاعة عن سابقيها، ولكنْ، تبقى فكرة الثورة والجنس والإنسان هي المسيطرة على المشهد الإبداعي، والتي تستشعر، في النهاية، أن وانغ شياوبو محرّك عرائس باهر، لكنكَ لا تعي جيدًا هل شخوصه هي العرائس أم نحن“.