سخر رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ سلطان البركاني من المزاعم الإيرانية بأن «اتفاق الرياض» منقوص، مؤكدا أن نجاح السعودية في رأب الصدع وتوحيد الصف اليمني أزعج الملالي، لأنها أفشلت مشروعهم.
وقال البركان في تصريحات خاصة إلى «عكاظ»، إن إيران كانت تعتقد أن ما جرى في عدن وبعض المحافظات الشرقية قد قضى على الشرعية، مستندين إلى قناعاتهم أنهم سيستمرون على وضعهم الانقلابي وفرض الأمر الواقع، وعندما رأوا أن الصفوف قد توحدت وأن جهود السعودية آتت أكلها، أصيبوا بالارتباك ووجدوا أنفسهم في حالة الانزعاج والغضب الذي ظهر جليا في بيانهم وتعليقهم على الاتفاق. وأضاف أن الإيرانيين وذراعهم الحوثي لم يكونوا يتمنون لهذا الاتفاق أن يتم ولا للأزمة بين الشرعية والمجلس الانتقالي أن تحل، مؤكدا أنهم كانوا يريدون للحكومة الشرعية أن تنشغل عنهم في قضايا جديدة تمكنهم من استمرار الانقلاب والتمرد على السلطة.
وأكد البركاني أن المشروع الإيراني يتهاوى اليوم ليس في اليمن فقط وإنما في العراق ولبنان وكل مكان، لافتا إلى أن الجماهير التي خرجت بالملايين رافضة للمشروع الإيراني الإرهابي.
وأعرب رئيس البرلمان اليمني عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، الذين بذلوا جهوداً جبارة للوصول إلى الاتفاق، وكذلك الأشقاء في الإمارات الذين كانوا سنداً لهم.
وقال: «الأميران الشابان ولي العهد ونائب وزير الدفاع أعطيا كل وقتهما وإمكاناتهما للوصول إلى هذا الاتفاق ولم يكتفيا بالعمل المكتبي بل تحركا بين مدينتي جدة والرياض في إطار اللقاءات والتشاور مع الرئيس عبد ربه منصور هادي حتى الوصول إلى هذا الاتفاق الذي نصفه بـ«التاريخي»، لأنهما استطاعا في ظرف صعب توحيد الشتات وإعطاء مؤشر إيجابي».
وأضاف: «لقد سمعنا من هذين الشابين في لقاءات غير معلنة ما لم نسمعه في وسائل الإعلام، حيث قالا لنا بكل وضوح اليمن جزء لا يتجزأ من حياتنا وعلاقات السعودية، ونريدها أن تشكل إضافة وعامل أمن واستقرار للمنطقة، ونتطلع أن نرى اليمن في مقدمة الدول الأكثر تقدماً ورقياً وازدهاراً لها ولشعبها وسنبذل كل ما بوسعنا لوصولها إلى هذه المكانة التي نسعى إليها»، لافتاً إلى أنه كان للرئيس عبدربه منصور هادي إسهام كامل في الوصول للاتفاق وتقديم كثير من الحلول والمبادرات.
ووصف «اتفاق الرياض» بأنه «تاريخي»؛ لأنه أتى في ظروف ومعطيات صعبة، ونجح في توحيد الصف ورأب الصدع وإعطاء مؤشر إيجابي.
وكشف البركاني عقد أولى جلسات البرلمان في العاصمة المؤقتة عدن الشهر القادم، قائلا: «مجلس النواب خلال الشهر القادم سيكون في عدن، حيث سيعقد جلساته بعد تشكيل الحكومة؛ بهدف تقديم برنامج الحكومة ومنحها الثقة، واستمرار عمله لأداء دوره الرقابي والاستماع للتقارير والوضع العام». ولفت إلى أن كل مؤسسات الدولة ستعود إلى عدن لأداء مهماتها خلال الفترة القادمة.
وحول مدى التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق، قال رئيس مجلس النواب: «لقد لمست قناعة كاملة وصدق نوايا من الأطراف الموقعة بأن تنفيذ الاتفاق هو المهم، مضيفاً أن الاتفاق يمثل الطريق الصحيح لأعمال الشرعية والاستقرار في اليمن، ويشكل خطوة مهمة وبداية صحيحة لتجاوز الأزمات والأحداث العابرة التي أضرت باليمنيين، وحتى يتفرغ الجميع لإسقاط المشروع الإيراني والانقلاب الحوثي بما يسهم في تعزيز الديموقراطية والوحدة وسلامة اليمن واستقراره». وحول ما إذا كان الاتفاق يمكن أن يقود إلى تحقيق سلام شامل، قال البركاني: هناك خطوات مهمة في الاتفاق نستطيع الاستفادة منها لتكون أرضية صلبة لاتفاق شامل، ونتمنى أن يكون الحوثيون صادقين في الوفاء بالالتزامات التي يقطعونها في أي اتفاق، وآخرها اتفاق استوكهولم الخاص بالحديدة الذي لايزال يراوح مكانه. وأضاف: «نحن في الشرعية نرى أن السلام مطلوب وأيدينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة».