تتكشف يوما بعد يوم تطابق الصورة بين الاخوان والميلشيا الحوثية باعتبارهم حركات دينية تمارس طقوس طائفية،وتتخذ من "الغاية تبرر الوسيلة " معيارا لتنفيذ توجهاتها ، ومثلما كان يفعل الاخوان ابان جود المعاهد الدينية في تنفيذ دورات ومهرجانات لغرس افكارهم فقد حذا الحوثيون حذوهم حيث لاينفكون عن توسيع نهجهم الطائفي في المناطق التي يحتلونها، بالذات العاصمة صنعاء التي تواجه اليوم خطرًا محدقًا مع تقرير المليشيا الكهنوتية إقامة يوميات طائفية اختارت لها نهاية كل أسبوع في مختلف مدارس العاصمة ووظفت من أجلها مئات من مشرفيها الذين أوكلت لهم مهمة نشر الطائفية بين النشء.
وعلمت وكالة "2 ديسمبر" من مصادرها في صنعاء أن المليشيا الإرهابية تعتزم البدء من هذا الأسبوع إقامة الندوات كل يوم خميس، بعد استكمالها الخطط والبرامج الحاكمة لهذه المهمة والتي أشرفت عليها قيادات حوثية رفيعة يرأسها شقيق قائد الجماعة الكهنوتية المدعو يحيى بدر الدين الحوثي مُنتحل صفة وزير التربية والتعليم. مشيرة إلى أن المليشيا أجرت الخميس الماضي بروفات في عديد من المدارس حول ما تنوي تنفيذه.
ويستغل الحوثيون الاجازات الطلابية في مناطق سيطرتهم لكسب عامل الوقت والفراغ في نشر مفاهيمهم التي يتبنونها من كتب طائفية يستقدمونها من إيران والمليشيات الطائفية في لبنان والعراق، أو ما يعرف بملازم الهالك حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة بعد أن عطلوا التعليم الوطني بشكل شبه كلي.
وتستهدف برامج الطائفية الحوثية الأطفال بالمقدمة، حيث اختار الحوثيون في خطتهم الجديدة طلاب المدارس في الصفوف الابتدائية كنوعٍ من الحرص الحوثي على تلغيم أفكارهم بسهولة على النقيض من الفئات الواعية التي واجهت المليشيا صعوباتٍ جمةً في إقناعها بالأفكار الكهنوتية المتطرفة.
وكانت مليشيا الإرهاب حددت مدارس مختارة في ريف العاصمة والمديريات المحيطة الشهر الفائت لتقديم ما اسمته "البرامج القرآنية"، وهي مخططات طائفية فشلت فيها المليشيا بسبب امتناع الطلاب وأولياء أمورهم عن حضور تلك البرامج البعيدة عن السياق القرآني كما تدعي المليشيا، والتي كانت تقدم نهجًا طائفيًا لا يختلف عما تتطلع المليشيا لتقديمه اليوم.
وتعرض التعليم منذ الاجتياح الحوثي للعاصمة لعمليات هدم وتجريف وتزييف دأبت المليشيا على تنفيذها وفق المخططات الرامية إلى إحداث تغيير جذري في المؤسسات التعليمية بما يتلاءم مع طبيعة الفكر الكهنوتي الدخيل، ومن أجل ذلك أقالت المليشيا آلاف الموظفين في القطاع التعليمي ممن تظنهم حجر عثرة في طريقها.