"اتفاق ستوكهولم " استفاقة تاخرت عام ..الحوثي المستفيد الوحيد من الاتفاق
السبت 14 ديسمبر 2019 الساعة 20:51
وكالات

مثّل اتفاق استكهولم طوق نجاة للمليشيات الحوثية التي كانت على وشك الهلاك في محافظة الحديدة، لتتخذ من الاتفاق غطاءً لتمرير مخططها الخبيث في الساحل الغربي وتوسيع دائرة إجرامها وانتهاكاتها وإعادة ترتيب أوضاعها وتخندقها في أوساط السكان واتخاذهم دروعاً بشرية.

وبعد أن دخل أبطال القوات المشتركة شوارع الحديدة وكانت المليشيات على وشك الانهيار الكامل وخسارة موانئها الثلاثة، هرعت الأمم المتحدة لنجدة الجماعة بالإصرار على إنجاز اتفاق سريع، في الثالث عشر من ديسمبر الماضي سُمي باتفاق "استكهولم" بدعوى تجنيب المدينة وسكانها ويلات الحرب، لتكشف الأحداث بعدها أن الاتفاق لم يكن سوى طوق نجاة للمليشيات.

فمنذ اليوم الأول للاتفاق وحتى أثناء التوقيع صعّدت المليشيات الحوثية خروقاتها وجرائمها بحق أبناء الحديدة، قصفت منازلهم، وكثفت من زراعة الألغام في الطرقات العامة والمزارع، وفي الأحياء السكنية، كما استهدفت مواقع المقاومة.

كما استهدفت المليشيات الحوثية مقر الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار لأكثر من مرة بطائراتها المسيرة، وكذا استهداف الفرق الأممية، وقيدت تحركاتهم، ومنعت تنقلاتهم إلى مناطق سيطرة القوات المشتركة، ومنعت عقد أي اجتماع لفريق المراقبين مع الجانب الحكومي دون أي تحرك من الأمم المتحدة أو مبعوثها أو حتى رؤوساء فرقها إلى الحديدة.

ودأبت المليشيات على إفشال كل بنود اتفاق استكهولم، حيث جرى الالتفاف على بند تسليم موانئ الحديدة، فقامت بمسرحية تسليم هزلية رفضها رئيس الفريق الأممي السابق باتريك كاميرت، وشرعنها خلفه لوليسيغارد، حيث تم تسليمه من مليشياتها إلى عناصر حوثية أخرى يلبسون الزي الرسمي لخفر السواحل.

كما استهدفت المليشيات الحوثية مطاحن البحر الأحمر وقصفتها لمرات عدة، ومنعت الفرق الأممية من الوصول إلى المطاحن لإعادة تأهيل المطاحن وإنقاذ مخزون القمح فيها.

ورصد مراقبون ميدانيون توسع المليشيات الحوثية في حفر شبكة كبيرة من الخنادق وإضافة المزيد من المتاريس ونشر القناصين على المباني الكبيرة في مدينة الحديدة، كما استقدمت تعزيزات جديدة وتحشيدات إلى مدينة الحديدة ومديرياتها.

وحتى مع قدوم الرئيس الجديد لفريق المراقبين الدوليين ابهجيت جوها وشروعه في تثبيت خمس نقاط لمراقبة وقف إطلاق النار، استهدفت المليشيات الحوثية هذه النقاط، ودفعت بمجاميع مسلحة إضافية نحو خطوط التماس.

وفي وقت يزعم فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن اتفاق استكهولم خفف من حدة الخسائر في أوساط المدنيين، تؤكد تقارير ميدانية أن الخروقات الحوثية على مدى عام في الحديدة ومنذ توقيع الاتفاق أسهم في سقوط أكثر من 400 شهيد في وسط المدنيين، وأكثر من 3000 جريح، ناهيك عن استمرار استخدام المليشيات لموانئ الحديدة في عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية، وهو ما كشفته مؤخراً حادثة ضبط البحرية الأمريكية لسفينة تحمل أسلحة ومعدات صواريخ كانت في طريقها إلى المليشيات الحوثية عبر ميناء الحديدة.

وبعد انقضاء عام على اتفاق استكهولم، فإن المليشيات أعادت ترتيب أوضاعها، لتصبح أكثر خطراً على المدنيين وصارت قدرتها أكثر على استدامة الحرب، وأسهم ذلك في زيادة تعنتها نقضها للعهود والمواثيق بعد أن كانت على وشك الهزيمة وكانت على وشك الرضوخ للسلام وجهوده فهي جماعة لا تعرف سوى لغة الدم وتتخذ من الاتفاقات والهدن مجرد فرصة لالتقاط الأنفاس.
 

متعلقات