أنجز حزب الإصلاح، قبل أيام، صفقة تبادل للأسرى مع مليشيات الحوثي دون أن يعلن محور تعز أو أي من الجهات العسكرية عن العملية قبل إتمامها أو خلال الإفراج.
ظهر الشيخ حمود المخلافي، خلال هذه العملية، باعتباره الطرف الذي مثل تعز في إبرام صفقة التبادل، وذلك من خلال رفع صوره على سيارات الموكب الذي أقل المفرَج عنهم من مكان إطلاقهم، وكذلك الإعلان عن مساعدة مالية لكل أسير مفرج عنه قدرها 100 ألف ريال من الشيخ حمود المخلافي.
كما حضر عدد من المحسوبين على الشيخ حمود سعيد المخلافي ممثلين عن الجيش في تعز، والذي كان يفترض أن يكون هو الطرف الذي أدار التفاهمات مع المليشيات الحوثية لإنجاز صفقة التبادل كما هو معتاد وحصل سابقاً.
إعادة الشيخ حمود المخلافي إلى الواجهة في تعز تمثل في نشاطه في ملف الجرحى ومعسكرات التجنيد الجديدة في يفرس وتعز، وأخيراً ملف الأسرى وصفقات التبادل مع مليشيات الحوثي، إضافة إلى ملف فتح منافذ تعز والذي يبحث مع مليشيات الحوثي برعاية عمانية، في حين يمثل تعز الشيخ المخلافي وليس محور تعز الذي فشل الشهر قبل الماضي في التوصل مع المليشيات لاتفاق لفتح المنافذ، بسبب تعنت مليشيات الحوثي.
وخلال إعلان حزب الإصلاح موقفه الرافض للتحشيد العسكري للشيخ المخلافي ضمن بيان أحزاب تعز، لوحظ كيف وقف نشطاء الإصلاح وإعلام الإخوان المسلمين على مستوى اليمن كلها إلى جانب الشيخ حمود المخلافي وضد موقف الحزب، حيث تم اعتبار الحزب رقماً فقط بين الموقعين على البيان، وهو موقف غير مسبوق في تعامل أذرع الإخوان الإعلامية وجيوشه الإلكترونية مع موقف صادر عن الذراع السياسي للحركة والذي يمثله إصلاح تعز.
في هذا السياق تطرح تساؤلات عن أسباب إعادة الشيخ المخلافي للواجهة، وتواري موقف المحور والحزب والقيادات السياسية المحسوبة كواجهة للإصلاح في تعز.
هذه التساؤلات تطرح بالتزامن مع دعوات صدرت من قيادات في حزب الإصلاح لوقف الصراع الإعلامي والسياسي بين المكونات التي تواجه المليشيات، وذلك تماشياً مع رغبة سعودية في تهدئة حدة السجال بين القوى السياسية وخصوصاً المؤتمر والإصلاح.
وانطلاقاً من قاعدة قديمة تنصح بعدم وضع كل الأوراق في سلة واحدة يعمل الإصلاح على ترميم صورة الشيخ المخلافي واستخدامه كورقة خارج إطار القالب التنظيمي المقيدة مواقفه بولائه للموقف السعودي خلال هذه الفترة لاعتبارات كثيرة.
ارتبط المخلافي بقطر، لكنه يمارس نشاطه من سلطنة عمان وتركيا ومصر أيضاً، وتعمد تبني مواقف ضد الرياض للإفلات من قبضتها وإحداث قطيعة معها تمكنه من خدمة الحزب والحركة الإخوانية دون قيود أو ضغوط، وقد جاء موقفه من بيان أحزاب تعز ومعها الإصلاح لإيصال رسالة تفيد بعدم ارتباطه بالموقف التنظيمي وقيوده المحددة بناءً على علاقة الحزب بالرياض.
وعُرف الشيخ المخلافي بتطرف موقفه من حزب المؤتمر وقياداته، حتى تلك التي وقفت ضد الانقلاب الحوثي على سبيل المثال سلطان البركاني ورشاد العليمي وآخرين بينهم شوقي أحمد هائل سعيد أنعم.
واستناداً إلى هذا التطرف يعد الإخوان الشيخ حمود المخلافي ليكون صوتاً موازياً في تعز يحدد العلاقة مع بقية الأطراف وفق التطورات القادمة، ومن هذه الأطراف قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح والتي يعتبرها الإخوان عودة لقوات الحرس الجمهوري التي عمل الإخوان بكل جهد لتفكيكها بالتعاون مع تحالف ساحة الجامعة بمن فيهم المليشيات الحوثية.
حينما يتعلق الأمر بالموقف من إرث صالح السياسي والعسكري وحتى حزبه المؤتمر يستعيد حلفاء الخيام والكهوف الرغبة في إحياء تحالفهم لمواجهة هذا الإرث أو المشروع أو التيار المجتمعي الذي لديه تمثيل في كل مناطق اليمن، ويفضل الإخوان بقاء مليشيات الحوثي وتفكيك وإنهاء المؤتمر وقوات المقاومة الوطنية، لأنهم يعتبرون مليشيات الحوثي طرفاً غير مرغوب فيه وتمثيله لا يشكل خطراً، بينما المؤتمر والمقاومة الوطنية يشكلان امتداداً لنظام ودولة وجيش يتمنى اليمنيون عودتهم اليوم قبل غد.
المخلافي، إذاً، هو من سيحدد موقف الإخوان الرافض أي تقارب مع المخا والقاهرة وأبوظبي، حتى وإن صدرت دعوات التقارب من أعلى الهرم التنظيمي للإخوان وجيش المخلافي الذي يتم تشكيله بدعم قطري هو واجهة فقط، بينما كل جيش الإخوان في تعز، ألوية وحشداً شعبياً، يتمثلون هذا الموقف.