التحركات الحوثية باتجاه مديريات تهامة والساحل الغربي، الشمالية، أخذت في تملُّك العقارات وشراء الأراضي والاستحواذ على مساحات واسعة في الزهرة ووادي مور واللُّحية وجبال الملح المقابلة للممر المائي والملاحي.
كشفت معلومات وبيانات توثيقاً اطلع عليها نيوزيمن، ومصادر محلية، عن تسريع الحوثيين عمليات التملك الواسع للعقارات والمزارع والمساحات المهمة (ذات الطبيعة الحيوية والاستراتيجية) في مناطق الساحل الغربي وتهامة، شمالي الحديدة.
الميليشيات التي تنفذ ما يشبه خطة استيطان، قامت بشراء أراض ومزارع، في منطقة جبل الملح، والعباسي، القريبتين من سوق الزاهر، والواقعتين على الخط المتفرع من المعرص- اللحية.
تزامن ذلك مع تكثيف المليشيات تحركاتها باتجاه سواحل اللحية، وتفعيل شبكات تهريب في قوامها أفارقة، من الصومال وإريتريا.
المليشيات كانت وجهت، لجاناً من صنعاء إلى مديريات تهامة، في شمال وشمال شرقي الحديدة، للتجنيد والتحشيد وتحصيل جبايات وفروض مالية، بينما يراكم مشرفون من صعدة وصنعاء تملُّك العقارات والمزارع وتشييد الفلل والمساكن ومقار خاصة.
في اتجاه واحد، قامت المليشيات بشراء مزارع؛ ما بين، المعرص والزهرة، بالجهة الداخلية من اللحية والزهرة، وبمحاذاة جبل الملح والعباسي.
المنطقة المشار إليها، تعتبر مقر إقامة المشرف الحوثي، محمد علي هزاع، طبقاً لمصادر نيوزيمن.
وهي، كذلك، منطقة عمليات، ونقطة التقاء وتجمُّع رئيسية، لمسئولي ومشرفي المليشيات الحوثية.
وغير بعيد، قامت الميليشيات بشراء مزارع وأراضٍ واسعة، في منطقة وادي مور، بجانب الخط الذي تم ردمه.
معظم المساحات والمزارع المتملكة هنا، هي مزارع شهيرة للمانجو.
أقامت المليشيات في المنطقة، منازل مسورة بأحواش كبيرة، تصل إليها سيارات قادمة من الغرب عبر الطريق التي تم ردمها.
تنشط حركة مركبات وسيارات وناقلات، إلى ومن هذه المباني والمنشآت والأحواش، ليلاً وإلى ما قبل الفجر.
ومطلع العام 2019، وسّعت، ذراع إيران في اليمن، دائرة العنف والتصعيد العسكري بالحديدة، ونشرت منصات إطلاق صواريخ باليستية في مزارع وادي مور بمديرية الزهرة.
وتعتبر مديريتا الزهرة واللُحية من المديريات الحدودية بين الحديدة وحجة وتمر عبرها الطريق إلى حرض، إضافة إلى المعابر الرئيسية التي تستخدمها المليشيات خطوطاً عسكرية للإمدادات، فيما تكثفت تحركات الحوثيين في ساحل اللحية.
على الجانب الآخر، عززت المليشيات تواجدها والاستيطان العسكري والنوعي، في منطقة جبل الملح الاستراتيجية والمنطقة المحيطة بها، شرقي وشمال شرقي اللحية، وهي مناطق مرتفعة نسبياً (تلال) وتقابل مياه البحر وخطوط الملاحة مباشرة.
وكان نيوزيمن ذكر، في تقارير سابقة، أن المليشيات تستخدم المنطقة للأغراض العسكرية وتنصب رادارات وأجهزة اتصالات عسكرية، وتحتفظ بمخازن كبيرة للأسلحة المختلفة والعتاد والزوارق.