وثائق سرية تكشف ارتباط أردوغان بتنظيم القاعدة في ليبيا
الجمعة 24 يناير 2020 الساعة 21:06
موقع “نورديك مونيتور” السويدي

 عندما حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقايضة الدول الأوروبية بأن تدعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أو أن الجماعات الإرهابية ستجد موطئ قدم لها في أوروبا، لم يكن يحذر فقط من مقاتلي تنظيم داعش الذين سهلت تركيا نقلهم إلى ليبيا، بل أيضا من أنصار تنظيم القاعدة، الذي تكشف وثائق استخباراتية أن له علاقة جيدة بأنقرة.

توضح وثائق سرية نشرها موقع “نورديك مونيتور” السويدي، مشاركة مجموعة بن علي الجهادية بقيادة الليبي المتشدد المقرّب من تنظيم القاعدة، عبدالعظيم علي موسى بن علي، في نقل المقاتلين الأجانب والأسلحة من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا. ويذكر مدير موقع نورديك مونيتور عبدالله بوزكورت أن تقريرا صاغته الشرطة التركية بغرض التداول الداخلي يوضح وجود روابط وثيقة تجمع بين أعضاء جماعة بن علي الجهادية الليبية ورجب طيب أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء.

وعمل قائد مجموعة بن علي مع فداء المجذوب الذي كان على اتصال مع مستشاري أردوغان السابقين إبراهيم كالين (المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الآن) وسفر طوران (كبير المستشارين الرئاسيين الآن) أثناء تنظيم سفر المقاتلين الأجانب وتزويدهم بالأسلحة.

وكان عبدالله بوزكورت تحدث في أبريل الماضي، خلال جلسة عقدها البرلمان الهولندي في لاهاي، عن دعم أنقرة للجماعات الإرهابية المتطرفة بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش في سوريا والعراق وعدد من دول البحر المتوسط، من خلال تزويدها بالأسلحة والأموال، وتقديم الدعم اللوجستي لها.

وقال بوزكورت إن “أردوغان اتبع سياسة خبيثة تقوم على التحذير من التهديد الإرهابي، حيث استخدم المخاوف كورقة ضغط ومساومة في أي مفاوضات دولية عن أنقرة وحلفائها وشركائها”. وتابع “سيكتشف أولئك الذين يتابعون العمليات الإرهابية الكبرى التي يشنها تنظيم داعش في أوروبا وآسيا أن معظم المهاجمين والمفجرين الانتحاريين قضوا بعض الوقت في تركيا”.

حسب ما جاء في التقرير، الذي نشره نورديك مونيتور، بتاريخ 20 يناير 2020، تولّت مجموعة بن علي استقبال المقاتلين الأجانب القادمين من ليبيا، ونقلهم إلى مقاطعة هاتاي التركية الواقعة على الحدود مع سوريا، والاتصال بعائلاتهم إن لزم الأمر. كما تضمن تقرير الشرطة وثائق سرية من جهاز المخابرات الوطني التركي، أين كشفت معلومات عن علاقات تنظيم القاعدة في ليبيا بتركيا، والتي ترجع إلى يوليو 2012. ووفقا للتقرير، كان بن علي يعمل بمساعدة جهادي ليبي آخر يدعى المهدي الحاراتي. ويذكر أن الحاراتي كان من بين المتطوعين الذين كانوا على متن سفينة مساعدات إنسانية تركية كانت متوجهة إلى غزة قبل أن تتعرض إلى هجوم إسرائيلي في سنة 2010. ونُقل إلى أحد المستشفيات التركية، أين زاره أردوغان. وتوثّق صورة متداولة على شبكة الإنترنت هذا اللقاء، ويظهر فيها الحاراتي وهو يقبّل جبهة أردوغان.

حسب التقرير، كان بن علي يعمل مع فداء المجذوب الذي تعاون مع عدد من مساعدي أردوغان لتنسيق أنشطته غير القانونية مع حسين أوروك الذي يترأس مجموعة خيرية تركية مثيرة للجدل (هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات)، ومنسق عمليات شرق الأناضول وجنوبه التابعة لهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات صلاح الدين أوزر، وقائد الجيش السوري الحر مالك الكردي.

وتُعرف هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات كأداة يوظفها جهاز المخابرات التركي. وساهمت الهيئة في نقل مقاتلي داعش والقاعدة المصابين بسيارات إسعاف من سوريا إلى تركيا.

ويذكر التقرير أن روسيا قدمت تقريرا استخباراتيا، يؤكّد ضلوع تركيا في دعم الجهاديين، إلى الأمم المتحدة في 10 فبراير 2016. هذا بالإضافة إلى سرد العديد من الحوادث التي توضح كيفية تورط جهاز المخابرات الوطني التركي مع الجماعات الجهادية. وتولّى التقرير الروسي تفصيل أنشطة الحاراتي غير القانونية التي تمكن من تحقيقها بمساعدة جهاز المخابرات.

وجاء في التقرير: “في مارس 2014، عمل رئيس جهاز المخابرات الوطني التركي، هـ. (هاكان) فيدان، على تنسيق نقل وحدة كبيرة تابعة لتنظيم داعش بقيادة الحاراتي، وهو مواطن ليبي. وجرى نقل المقاتلين من ليبيا إلى سوريا بحرا عبر المعبر الواقع على الحدود التركية السورية”.

وأشار تقرير سابق نشره موقع نورديك مونيتور عن علاقات تركيا بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، إلى اجتماع قيادتها مع قادة الجيش السوري الحر في إسطنبول، وعلى الحدود التركية السورية في سنة 2011.

متعلقات