جاءت نتائج التجارب الإكلينيكية الأولية من معاهد الأبحاث الفرنسية بنسبة شفاء وصل 100 في المئة للحالات التي تم استخدام عقار "كلوروكين" لعلاجها.
ذلك العقار الطبي الذي يعرفة اليمنيون جيدا،حيث كان رفيقهم ابان تفشي وباء الملاريا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
يقول الدكتور توفيق حميد "لم أكن أحلم أو أتصور وأنا طفل صغير يأكل قطعة من شكولاتة كانت تسمى "كورونا" أنه سيأتي يوم يطلق هذا الاسم على وباء عالمي يثير الرعب في العالم أجمع."
فقد انتشر وباء أو "جائحة" كورونا بصورة ربما لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية، لأن الأمر لم يقف فقط عند انتشار الفيروس أو المرض فحسب بل تابعه انتشار آخر للذعر عبر شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت واليوتيوب وغيرها من وسائل التواصل الحديثة والتي لم تكن موجودة في السابق، ومن خلال هذه التقنيات أصبح المرض ذعرا عالميا في أسابيع قليلة فقط.
وتباينت ردود الأفعال للمرض. بعض الدول قامت بإغلاق المدارس فورا وبعضها فرض حظر تحرك على جميع المواطنين، وبعضها أقر عقار الملاريا الشهير "كلوروكين" أو أحد مشتقاته العلمية مثل "هيدروكسي كلوروكين" لعلاج المرض.
وحتى هذه اللحظة فإن الدول التي فرضت حظرا على تحرك المواطنين وأصرت على عزلهم كلهم في بيوتهم دون إقرار واستخدام لعقار كلوروكين في العلاج لم تشهد إلا زيادات مطردة وجنونية في الإصابات بالمرض ومعدلات الوفاة منه.
نستطيع هنا أن نقول باللغة البسيطة عن طريقة عمل كلوروكين إنه "متعدد المواهب!
ولذا فإن عقار "كلوروكين" قد يصبح في وقت قريب وكما نقول باللغة الدارجة "حبيبا للملايين".
والحقيقة أن هناك عدة أسباب قد تجعل "كلوروكين" فعلا حبيبا للملايين:
والسبب الأول أن كلوروكين كدواء يعمل على إحباط الفيروس وقدرته على إحداث المرض في جميع مراحله، فهو يمنع قدرة الفيروس على الالتصاق بالخلية، ويقلل من عملية تحفيزه داخل حويصلات خاصة في الخلية تسمى بالإندوزومات، والأهم من ذلك أنه يحبط الإنزيمات الخاصة داخل نواة الخلية والتي تساعد على تكاثر الفيروس بشدة داخل الخلايا.
ونستطيع هنا أن نقول باللغة البسيطة عن طريقة عمل كلوروكين إنه "متعدد المواهب!".
أما السبب الثاني والذي قد يجعل من كلوروكين حبيبا للملايين هو أن جميع الدول التي أقرت استخدامه ـ ولو بطرق متفاوتة ـ كانت نتائجها أفضل بمراحل من الدول التي اعتمدت على الحجر على المجتمع فقط دون استخدام العقار في علاج المرضى.
ولتوضيح الأمر فإن إيطاليا وهي من أوائل الدول التي استخدمت وسائل عديدة لمنع الناس من النزول من بيوتهم، وأغلقت كل المدارس، وفرضت حظرا للتجول قاسيا على المجتمع ولم تقر استخدام كلوروكين كعلاج، لديها اليوم واحدا من ـ إن لم يكن أعلى معدل في العالم ـ لاحتمالات موت المصابين بهذا المرض.
فقد وصل هذا الاحتمال عندهم بسبب الإصابة بالمرض (معدل الموت) إلى نسبة تفوق 40 في المئة، وتكرر الأمر في إسبانيا بنفس الصورة تقريبا وبنسبة معدل الوفاة من المرض تفوق أيضا 40 في المئة.
ومن الواضح أن هذه الدول والتي اتخذت من عزل مدينة "ووهان" الصينية مثلا لها لمواجهة المرض لم تدرك أن العزل وحده لا يكفي لإنهاء كورونا، فالصين لم تقم فقط باستخدام المنع والحجر لإنهاء الوباء عندهم، بل أقرت استخدام الدواء، أي كلوروكين، من منتصف فبراير.
كل المؤشرات حتى الآن تشير إلى أن كلوروكين قد يصبح فعلا وقريبا حبيبا للملايين!
ومنذ هذه اللحظة بدأ انحسار المرض عندهم، ونفس الشيء حدث مع كوريا الجنوبية، فالدولتان الآن تتمتعان بدرجة شفاء عالية للمرض، وانخفضت معدلات الوفاة بسببه في الدولتين إلى حوالي 4 في المئة فقط أو أقل كما هو الحال في كوريا الجنوبية.
ومقارنة بسيطة بين هذه النسبة وبين نسبة معدلات الوفاة من المرضى في إيطاليا وإسبانيا اليوم والتي فاقت 40 في المئة توضح أهمية ودور عقار كلوروكين في إنهاء هذا المرض (مع الوضع في الاعتبار استخدامه بصورة سليمة ومن خلال طبيب معالج).
وأخيرا وليس آخرا جاءت نتائج التجارب الإكلينيكية الأولية من بعض معاهد الأبحاث الفرنسية بنسبة شفاء وصل 100 في المئة للحالات التي تم استخدام العقار لعلاجها. والأمر الأخير تم إعلانه على لسان الباحث جريجوري ريجانو (بتاريخ 19 مارس) وهو مستشار طبي لكلية الطب بجامعة ستانفورد وجاء إعلانه على شبكات "فوكس نيوز" الأميركية مما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومؤسسة الغذاء والدواء الأميركية إلى البدء فورا في استخدامه لعمل بحث إكلينيكي على نطاق واسع كمرحلة أولية وأساسية لإقراره رسميا ربما في القريب العاجل كعلاج رسمي للمرض. وقد يتم إضافة عقارات أخرى إليه ليكون أكثر فاعلية في بعض الحالات.
ومما سبق يتضح أن كل المؤشرات حتى الآن تشير إلى أن كلوروكين قد يصبح فعلا وقريبا حبيبا للملايين!