تعلو وجهها علامات الرضا، وتكسو وجنتيها ابتسامة الفرح، ولا يتوقف لسانها عن كلمات الشكر لله الذي أنقذها من محنتها، ولما لا وهى أول مسنة مصرية تتعافى من فيروس كورونا، الوباء الذي اجتاح بلاد العالم من شرقها إلى غربها ومن أقصاها إلى أدناها، والذي لم يسلم منه صغيرا أو كبيرا لكنه يحصد أرواح كبار السن.
أول مسنة تهزم فيروس كورونا في مصر
فيروس كورونا الذي سبب الرعب للعالم، كان للحاجة "نجاح. أ" المرأة التي تقف على مشارف الستين من عمرها، من محافظة المينا كان له معها قصة من نوع خاص، فهي التي خرجت من بيتها بعد علمها بإصابتها بالمرض قناعتها أنه لن تعود لهذا البيت مرة أخرى، لما سمعته عن فيروس كورونا وحصده لأرواح من يصاب به من كبار السن، لكن القدر كتب لها أن تعود من جديد بعد نجاح رحلة علاجها لتصبح أول مسنة مصرية تتعافى من هذا الوباء.
رحلة العودة من المملكة
قصة الحاجة "نجاح" بدات بعد عودتها من المملكة العربية السعودية بعد أدائها مناسك العمرة، والتي كشفت عن ما شاهدته خلال تلك الرحلة من اختلاط وزحام شديدين، قائلة: "هناك كان الاختلاط شديدا والزحام، وعند العودة حجزونا في المطار وأخذوا منا عينات للتحليل وعدنا لمنازلنا لكن رغم كده إلا اني كنت حاسة اني مش طبيعية وعندي أعراض كورونا".
وتابعت: "عند العودة وجدنا العادات من المصافحة بالأيدي والأحضان، وكنت أطلب من الجميع ترك مسافة بيننا عند الحديث تصل إلى متر ونصف المتر من أجل تطبيق الإجراءات الاحترازية التي كنا نسمعها".
الرحلة الأخيرة
تابعت: "بعد 3 أيام من توقيع الكشف الطبي عليَّ، تلقيت خبر إيجابية حالتي وأنني حاملة للفيروس وتم ترحيلي إلى مستشفى الإسماعيلية للعزل، وعند نقلي كنت أظن أنها الرحلة الأخيرة لي وودعت أسرتي وعائلتي بنظرات خوف وقلق من أن أكون تسببت في إصابة أحد منهم، فكلهم أحبابي، وكيف أعيش وأنا تسببت في إصابة أحد، وطلبت من رجال الإسعاف الذين نقلوني للحجر الصحي أن يتم فحص جميع الأسرة والمخالطين بل وكتبت لهم من استطعت أن أتذكره حتى نطمئن على الجميع".
الثقة بالله
وأعلنت الحاجة نجاح أن روشتة العلاج الحقيقية لمواجهة فيروس كورونا المستجد وهزيمته تتمثل في الثقة بالله عز وجل، والروح المعنوية العالية، والنظافة المستمرة، وعدم الاختلاط بين المواطنين.
وأشادت بإجراءات الدولة المصرية في مواجهة فيروس كورونا، والتعامل مع المرضى بالحجر الصحي، وتوفير كل سبل العلاج ووسائل الراحة.