في يوم الصِّحة العالمي كورونا يتحدى سكان الكرة الأرضية
الثلاثاء 7 ابريل 2020 الساعة 20:51
منوعات

جائحة جديدة تضرب العالم وتختار العام 2020، على يد عائلة فيروسات كورونا التّاجية البالغ عددها 40 فيروسًا، تسببت بإغلاق الحدود والمطارات، وحجرت السُّكان في منازلهم، بيد أنَّ عدد ضحاياها لم يصل حتى اللَّحظة إلى عدد من قضوا بجائحة هونغ كونغ قبل 52 عامًا، والتي توفي فيها نحو 3 ملايين إنسان حسب مختصين.

وكالة الأنباء الأردنية "بترا" رصدت نشأة وتطور الفيروسات وحربها مع البشرية منذ آلاف السنين، فيها كانت الأنظمة الصِّحية تعاني كثيرًا أمام هجماتها، وتخسر ملايين البشر بسببها، آخرها المعاناة المفتوحة مع فيروس كورونا المستجد.

43 عامًا هي المدة التي قضاها أستاذ الفيروسات والأحياء الدَّقيقة والمناعة في الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة في رصد وتتبع الفيروسات التي تُصيب الإنسان، على مدار آلاف السنين، ويلخص القول لـ "بترا" بأنَّ "الفيروسات من أذكى المركبات الكيميائية في التَّكاثر وتستَخدِم 11 استراتيجية للتكاثر والتَّطور".

محافظة يبين أنَّ غالبية الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي هي بسبب الفيروسات، والتي تنتشر كلما كان هناك ارتباط مباشر مع الطيور والحيوانات، ولذلك يتم تفسير انتقال هذه الفيروسات من مناطق شرق آسيا خاصة في الجوائح.

"لا يمكن خلق الفيروس من العدم من قبل الإنسان، لكن قد يتم عزله في المختبر من الحيوانات أو الإنسان"، يقول محافظة، مضيفا أنَّ هناك مئات العائلات من الفيروسات المنتشرة منذ بداية الكون، وقد عرف الإنسان المرض ولم يَعْرِف سببا له، وقد تمَّ اكتشاف أغلب الفيروسات في بداية القرن العشرين.

وبين أنَّ الفيروس يتكون من حامض نووي وبروتين وبعضها له غلاف شحمي مثل كورونا، وتكون حسَّاسة للميكروبات، وهو ليس كائنا حيا بل مركب كيميائي معقد، وتحمل آليات نسخ تكاثرها، وتحتاج إلى خلية للتداخل وتسخر كل إمكانياتها لتنتج ملايين النسخ عنها.

ويشير إلى أنَّ تسرب فيروس من المختبرات أمر وارد جدًا، لكن لا يتم صناعته من العدم نظريًا وعمليًا، وهي ذكية ويفشل الجسم في القضاء على بعضها مثل فيروس الكبد الوبائي (سي)، وتكمن الخطورة في أن نسبة انتقاله كبيرة خاصة إلى الأطقم الطِّبية، لكن العلاج هو بالتعقيم والنَّظافة.

ويؤكد أنَّ الفيروسات لا تعيش طويلًا خارج الجسم ومقولة انتقاله بشكل أكبر عبر الأحذية غير صحيحة، والفيروسات تفقد العدوى بعد وقت من خروجها من الجسم، منبها إلى أنَّ فيروس كورونا 19 يكون على شكل التَّاج أو الشَّمس مع بروزات في إطاره الخارجي، ويسمى بفيروس الالتهاب التنفسي الشَّديد، أو فيروس كورونا المستجد "SARS COV2"، وهو فيروس كورونا 2019 نسبة إلى العام الذي اكتشف فيه.

وينوه محافظة إلى انّ فيروسات كورونا أربع مجموعات، هي ألفا وبيتا وغاما ودلتا، وينتمي فيروس كوفيد 19 إلى المجموعة "بيتا"، ويصيب الإنسان منها 7 فيروسات 3 فيروسات هي، سارس، ومتلازمة الشَّرق الأوسط، وكورونا.

ويلفت إلى أنَّ فيروس كورونا لم يأتِ مثله كتهديد للعالم بهذه الصورة منذ مئة عام، إلا أنَّ ضحاياه حتى اللَّحظة لم تصل إلى عدد وفيات الانفلونزا الآسيوية التي قضت على 3 ملايين إنسان عام 1957، وجائحة هونغ كونغ التي قضت على نحو 3 ملايين آخرين عام 1968.

وأشار إلى أنَّ مواجهة فيروس كورونا وغيرها من الفيروسات ينبغي ان تكون بتطبيق ودعم شعار الصِّحة للجميع دون تمييز بين عرق ودين، وهي حقٌ من حقوق الإنسان ويجب أن يتم الحصول عليها.

عضو اللجنة الوطنية للأوبئة ومدير مركز الأمراض المعدية والمطاعيم بالجامعة الأردنية الدكتور فارس البكري قال لـ "بترا"، إنّ نسبة الوفيات والعدوى والإصابة النَّاجمة عن فيروس كورونا أكبر ونسبتها تتراوح بين 2 – 3 بالمئة.

ولفت إلى انَّ البشرية لم تُشكل مناعة ضدَّ كوفيد 19 حتى الآن، ولا يوجد له مطعوم ولذلك فإنَّ من المتوقع وجود موجات ثانية وثالثة في الأشهر القادمة، وأنَّ مسألة السيطرة على الوباء مرتبطة بشكل أساسي باكتشاف مطعوم له، مشيرا إلى أنَّ الحسابات الرِّياضية والتنبؤات والنَّظريات تتوقع انحساره في شهر حزيران القادم، إلا أنَّ ذلك غير ثابت ولم يتم الحسم به.

وأكد أنَّ الأزمة الصِّحية الحالية تشكل ضغطا على النِّظام الصِّحي، مشيرا الى أن دخول 50 شخصًا مصابًا بكوفيد 19 مرة واحدة على مستشفى يسبب إرهاقًا كبيرًا وعدم قدرة على مواجهته.

وأشار إلى وجود 40 فيروسًا من عائلة كورونا، آخرها فيروس كوفيد، وأن مواجهته الآن تتطلب أساليب التباعد الجسدي، وغسل الأيدي، والتعقيم، والتمارين الرِّياضية وتجنب الخروج، وعدم الانخراط في التّجمعات البشرية العديدة.

ولفت إلى انَّ الاعتقاد الآن يتمحور حول أنَّ كورونا هو فيروس مطور من فيروس موجود بحيوان "الخفَّاش"، وأنَّ هذا التطور قد يستمر في الشُهور القادمة بوتيرة متفاوتة.

ويصادف اليوم 7 نيسان من كل عام، يوم الصِّحة العالمي، والذي تم إقراره عام 1948 وهو تاريخ إنشاء منظمة الصِّحة العالمية، ويواجه العالم بالتزامن مع هذه المناسبة هذا العام جائحة وباء كورونا المستجد كوفيد 19.

وتواجه دول العالم هذا الفيروس بإجراءات كبيرة وتجاوز عدد المصابين به مليونا ومئتي ألف حتى اللحظة، عدا عن عشرات الألوف من الوفيات.

وفي الأردن أعلنت وزارة الصِّحة إجراء 15 ألف فحص للسكان منذ نهاية شباط الماضي، وسجلت 349 إصابة، و 6 وفيات حتى قبل يوم واحد من احتفال العالم بيوم الصِّحة العالمي.

متعلقات