يسود الاعتقاد أن شرب الكثير من الماء يساعد على ترطيب البشرة من الداخل. ولكن ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ وما حقيقة فعالية تناول الماء كعلاج وقائي من الشيخوخة المبكرة؟
يُعتبر ترطيب الجسم من الشروط الأساسية للحفاظ على صحته، ولكن هل يؤثّر شرب الماء على صحة البشرة؟ وهل في شرب الكثير من الماء سرّ الشباب الدائم ووسيلة للحفاظ على توهّج البشرة؟
تشير الاختبارات إلى أنه رغم أهمية الماء للصحة، يبقى شرب الماء الوسيلة الأقل فعالية لترطيب البشرة. فالمياه التي نشربها تتمّ تصفيتها في الكلى وهي لا تصل أبداً إلى سطح البشرة. كما أن نسبة رطوبة الجلد تتأثّر قليلاً بالمياه التي نشربها وكثيراً بالوسائل الأخرى التي نعتمدها لترطيب البشرة من الخارج. وهذا يعني أن شرب الماء غير كافٍ لترطيب البشرة إذا لم يترافق مع استعمال دوريّ للكريمات المرطّبة.
– آراء متباينة:
يوصي خبراء التغذية والجمال بضرورة شرب 8 أكواب من الماء يومياً لتخليص الجسم من السموم والحفاظ على صحة وإشراق البشرة. ويُشيرون إلى أن كميّة الماء المتناولة يجب أن تتناسب مع الظروف المناخيّة، أسلوب الحياة، والنشاط الجسدي الذي نقوم به.
تُظهر الدراسات أن السرعة التي نتناول بها الماء توثّر على طريقة تفاعل الجسم مع هذا العنصر السائل، فإذا تناولنا عدة أكواب من الماء في غضون 15 دقيقة سيتخلّص الجسم من فائض الماء مباشرةً عبر البول. أما عند شرب الكميّة نفسها خلال ساعتين مثلاً، فإن الجسم سيحتفظ بكمية أكبر من الماء.
وتُشير الاختبارات إلى أن تناول 500 ملليلتر من الماء أي نحو كوبين دفعة واحدة يزيد من جريان الدم بالشرايين الصغيرة في البشرة مما يُعزّز مقاومة الشيخوخة المبكرة. ولكن مظهر البشرة وسرعة شيخوختها لا تتأثر فقط بشرب الماء ولكن أيضاً بعوامل داخلية وخارجية أخرى مثل أسلوب الحياة، النظام الغذائي المتوازن، الإجهاد، والتعرّض المباشر للشمس.
تبقى خلاصة هذا الموضوع أن تناول حاجة الجسم من الماء أساسي لصحة الجسم والبشرة، ولكنه يبقى غير كافٍ بمفرده للحفاظ على إشراق البشرة وحمايتها من الشيخوخة المبكرة. ومن الضروري أن يترافق مع استعمال كريمات وأمصال ترطّب البشرة من الخارج وتحميها من الاعتداءات الخارجية المختلفة التي تتعرض لها في ظل حياتنا العصرية.