تتعرض المواقع الأثرية اليمنية لأوسع عملية نهب وعبث خاصة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي التي سحبت كل عناصر الأمن والجيش التي كانت تحمي تلك المواقع وتركتها عهدة لدى لصوص ومهربي الآثار.
وتشكل مدينة ظفار أقوى الدول اليمنية القديمة وأكبرها نموذجاً لهذه الاستباحة، بعد أن سحبت ميليشيا الحوثي قوات الجيش التي كانت تتولى هذه المنطقة التي لم يكتشف إلا جزء يسير منها، ما فتح شهية لصوص الآثار الذين انطلقوا يحفرون ويعبثون بحثاً عن الكنوز التي اشتهرت بها قبور ملوك هذه الدولة.
متحف
ومع نجاح اليونسكو في العام 2006 في انتزاع قرار من السلطات اليمنية حينها ينشر وحدات من الجيش في المنطقة الواقعة إدارياً ضمن محافظة إب لحمايتها من الحفر العشوائي بعد قيام السكان بحفر عددٍ من المواقع بحثاً عن الكنوز الذهبية، والعبث بالقطع الأثرية وبيع بعضها، أقيم متحف صغير هناك وضعت فيه القطع الأثرية التي استخرجت أو جدت في المرتفعات التي تعرضت للحفر العشوائي.
وحافظت سلطات الآثار على المواقع لعدة سنوات على أمل بدء تنقيبات علمية بمساعدة جامعات وخبراء دوليين، لكن انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية، فتح الباب على مصراعيه أمام النهب والعبث بالموقع، حيث طالت الحفريات مساحات واسعة من المنطقة التي تشكل واحدة من أهم مناطق التاريخ اليمني القديم ويعود تاريخ وجودها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
ووفق مكتب الآثار في محافظة إب فإن عصابات متخصصة في حفر وبيع الآثار في المنطقة نشطت بشكل كبير من خلال نبش المواقع الأثرية بشكل عشوائي ونهب ما بداخلها من الآثار المدفونة، حيث تحولت أجزاء كبيرة من منطقة ظفار إلى خنادق لعصابات نهب الآثار.
تاريخ
ونقل عن مدير مكتب الآثار بالمحافظة أن ظاهرة نهب الآثار تهدد باندثار وضياع تاريخ ظل لآلاف السنين بسبب عدم وجود توعية مجتمعية بأهمية الحفاظ على الآثار وحمايتها من النهب، ولعدم وجود حماية أمنية لها مطالباً السلطات المحلية بالكشف عن مصير الآثار المنهوبة وإعادتها إلى المتحف من خلال التواصل مع أعيان المنطقة لمنع بيع تلك القطع الأثرية أو تهريبها إلى خارج البلاد.
وطالب الهيئة العامة للآثار بسرعة توفير حماية للمواقع الأثرية التي لم يطالها يد العبث وإيجاد حلول سريعة لتسوير المواقع الأثرية وتوسعة متحف ظفار لعرض القطع الأثرية الموجودة في المخازن منذ فترة.
وخلال السنوات الماضية تعرضت المواقع الأثرية في ظفار وجبال العود لعملية حفر وتنقيب عشوائي بعد أن نجح بعض السكان في العثور على قبور لملوك قدماء وبداخلها كنوز ذهبية وتماثيل برونزية غاية في الجمال أشهرها لملكة قديمة، وهو ما فتح شهية البقية وزاد من نشاط تجار الآثار الذين برعوا في تهريب هذه القطع إلى الخارج.