“بلوك 31”.. هل سيكون بؤرة رئيسية لتفشي فيروس كورونا في عدن؟
الخميس 30 ابريل 2020 الساعة 21:52
متابعات

اصبح بلوك 31 الاخطر ليس على مستوى العاصمة المؤقتة عدن ،بل على مستوى اليمن ، بعد ان اصبح بؤرة تفشي لفيروس كورونا،وقال مصدر طبي في عدن لـ “الشارع”، إن رجلاً في العقد السادس من العمر توفي، مساء الثلاثاء الفائت، في منزله الواقع في “بلوك 31” في مديرية المنصورة، جراء إصابته بأعراض تتطابق تماماً مع أعراض الإصابة بفيروس كورونا.
وأوضح المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن هذا الرجل الذي فارق الحياة يُدعى “عارف”، أوصله أولاده، في التاسعة من صباح الثلاثاء، إلى أحد مستشفيات المدينة، وكان يعاني من حمى وسعلة والتهاب حاد في الرئتين، فتم إدخاله غرفة الإنعاش المؤقت في قسم الطوارئ بالمستشفى، وبسبب معاناته من ضيق التنفس وانخفاض الأكسجين عليه، تم تركيب أكسجين له، وجهاز المنتور، وأشرف على حالته طبيب أخصائي طوارئ وإنعاش.
وأضاف المصدر: “بعد ذلك، تواصلنا مع مكتب الترصد الوبائي، وأنزل فريق إلى المستشفى، وأخذ الفريق عينة من المصاب للفحص، كما أخذ المعلومات الشخصية للمريض، واستمع الفريق لقصة مرض المصاب من أولاده. وظل المريض في غرفة الإنعاش من التاسعة صباحاً وحتى بعد المغرب”.
وتابع: “بعد الإفطار، أولاد المريض أخذوه بأنفسهم، وأخرجوه من المستشفى، مع أننا قلنا لهم يبقى المريض في غرفة الإنعاش حتى نجد له سرير عناية مركزة، ولكن أخذوه، ولم يستمعوا لنا، رغم أننا أخبرناهم أن الأكسجين ينخفض على والدهم إلى ٢٠، وأن حالته حرجة، وأن حالته أفضل إذا بقى، لأنه مع الأكسجين الاصطناعي يوصل الأكسجين إلى ٦٧ فقط، وأن الأشعة أظهرت أنه يعاني من التهاب حاد في الرئتين، وأن فريق الترصد الوبائي والأطباء واستشاري الطوارئ قالوا إن الأعراض التي فيه تتطابق مع أعراض الإصابة بفيروس كورونا، لكن ننتظر الفحص الذي تم أخذه الساعة الثانية بعد الظهر من قبل فريق الترصد.. لكن أولاد المريض أخرجوه من المستشفى، وعرفنا أن حالته زادت سوءاً ومات في مساء اليوم ذاته (الثلاثاء)”.
وتفيد المعلومات الطبية والشعبية في مدينة عدن أن أكثر من خمسة عشر شخصاً، على الأقل، فارقوا الحياة حتى الآن متأثرين بإصابتهم بفيروس كورونا؛ أو بالأعراض المتطابقة مع أعراض هذا الفيروس القاتل.
وحتى الآن بلغ عدد الوفيات المؤكد أنها فارق الحياة جراء إصابتها بأعراض فيروس كورونا، أربع حالات، في ظل معلومات تفيد أن هناك أعداد أخرى من ساكني هذا “البلوك” مصابين بذات الأعراض التي تتطابق مع أعراض فيروس كورونا.
ويبدو أن “بلوك 31″، الواقع في مديرية المنصورة، في عدن، هو بؤرة رئيسية لفيروس كورونا، وربما لتفشيه، في قادم الأيام، في المدينة. وهذا يقتضي من السلطات إغلاق هذا “البلوك” بشكل كامل، ومنع الدخول إليه والخروج منه، وتعقيمه، وفحص جميع ساكنيه؛ حفاظاً على حياتهم، وللحد من تفشي الفيروس في بقية أحياء ومناطق مدينة عدن.
وحتى الرابعة من فجر اليوم، لم يتم اتخاذ أي إجراءات لإخضاع “بلوك 31” للحظر والفحص؛ ولم يتم حتى فحص أفراد أسر الأشخاص الذين فارقوا الحياة هذا الأسبوع والأسبوع السابق له، سواء كانت هذه الأُسر في هذا “البلوك” أو في مناطق وأحياء أخرى داخل المدينة. يبدو أن هذا التعامل غير الجاد في مكافحة الفيروس، والحد من تفشيه، سيحول الكارثة المحتملة إلى كارثة حقيقية لن نكون قادرين على مواجهتها، إلا بتكلفة إنسانية باهظة الثمن: كثير من الضحايا.
وكانت صحيفة “الشارع” نشرت، الثلاثاء الفائت، تقريراً حمل عنوان “شبح كورونا”، وتضمن معلومات عن “المرض الغريب” الذي فتك بعدد من ساكني عدن، وأورد ثلاثة أسماء ثلاثة أشخاص توفوا (بينهم الأخوين أكرم وسعيد، يسكن أحدهما في “بلوك 31″، في مديرية المنصورة، والثاني يسكن في “كابوتا” لكنه دائم التردد على أخوه، وبقية أفراد أسرته الذين يسكنون في “بلوك 31”). وتوفى هؤلاء الثلاثة الأشخاص جراء إصابتهم بحمى شديدة وسعال، وضيق في التنفس؛ وهي أعراض “كورونا”.
وكانت صحيفة “الشارع” نشرت، الثلاثاء الفائت، تقريراً حمل عنوان “شبح كورونا”، وتضمن معلومات عن “المرض الغريب” الذي فتك بعدد من ساكني عدن، وأورد أسماء الأخوين أكرم وسعيد (يسكن أحدهما في “بلوك 31″، في مديرية المنصورة، والثاني يسكن في “كابوتا”)، الذين توفيا في يومين متلاحقين، جراء إصابتهما بحمى شديدة وسعال، وضيق في التنفس؛ وهي أعراض “كورونا”.
وتقول المعلومات إن الإصابة بالفيروس انتشرت الأسبوع الماضي في مدينة عدن، وفي بداية هذا الأسبوع زادت حالات الوفاة جراء الإصابة بما وصف، من قبل، بأنه “مرض غريب”. ورغم أن أعراض حالات الإصابة والمتوفين هي ذاتها أعراض الإصابة بفيروس كورونا القاتل، إلا أن السلطات الصحية والرسمية تجاهلت الأمر.
ومع ارتفاع المخاوف، وعمليات النشر في صحيفة “الشارع”، ووسائل التواصل الاجتماعي، أرسل مركز الترصد الوبائي، مساء الاثنين، فريقاً من قبله إلى “بلوك 31” في مديرية المنصورة، لتقصي الأمر. لكن الفريق أعد تقريراً قال فيه، أمس الأول، إنه المتوفين فارقوا الحياة جراء إصابتهم بحمى الضنك و”المكرفس”، وليس بـ “كورونا”! وطوال نحو أسبوعين وأطباء في عدن يُشَخِّصون حالات المرضى (بما فيهم المتوفين) تشخيصاً طبياً خاطئاً، أرجعوا فيها حالات إصابتهم إلى أمراض الحميات المنتشرة في عدن؛ دون الانتباه إلى أن تلك الأعراض هي نفسها أعراض الفيروس العالمي القاتل. ويبدو أن التجاهل الرسمي، لا سيما من الجهات الصحية، حول تلك الأخطاء التشخيصية الطبية إلى كارثة.
ونبَّهت صحيفة “الشارع”، في عدد أمس الأربعاء، إلى أن فريق الترصد الوبائي لم يجرِ أي فحوصات لأُسر المتوفين ولجيرانهم، ولم يقم بفرض حجر صحي عليهم، وأعد تقريره، الذي نفى فيه وجود “كورونا”، اعتماداً على إفادات أقارب المتوفين، وعلى الفحوصات والأشعة الطبية السابقة التي أجريت للمتوفين، والتشخيصات الطبية الخاطئة التي قالت إنهم مصابون بحمى الضنك و”المكرفس”! وفيما بعد، أكدت شهادات طبية أن مركز الترصد الوبائي يفتقد للكوادر المؤهلة، والإمكانيات اللازمة لإجراء الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا.
وجاء الرد سريعاً على تقرير الترصد الوبائي الكاذب: صدر التقرير الثلاثاء، وأمس الأربعاء تم الإعلان رسمياً عن وجود خمس حالات إصابة بـ “كورونا” في عدن. واعتماداً على مسيرة هذا الفيروس القاتل في دول العالم، وهي مسيرة تتسم بسرعة التفشي العنقودي، يمكن القول إن عدد حالات الإصابة في عدن هو أكبر كثيراً من الرقم المعلن. ويقتضي هذا اتخاذ إجراءات سريعة وواسعة لمحاصرة هذا الوباء والحد من تفشيه.

متعلقات