تطورات متسارعة بين قبائل البيضاء وميليشيا الحوثي.. أخر المستجدات
الاثنين 4 مايو 2020 الساعة 22:35

 حالة من التأهب والاستعداد المتواصل تشهدها منطقة ردمان في محافظة البيضاء حيث دعت قبيلة ال عواض للنكف ولبت نداءها العديد من قبائل المحافظة بالاضافة الى قبيلتي مراد وعبيدة في مأرب ،وتدخلت، أمس، سلطنة عُمان، وقامت بدور وساطة لمنع تفجر الحرب بين مليشيا الحوثي و”قبيلة آل عواض”، التي يتزعمها الشيخ ياسر العواضي؛ بعد أن دُقّت طبول الحرب، أمس، عبر قيام المليشيا بحشد مقاتليها، وتوجيههم نحو مديرية ردمان، معقل “آل عواض”، في محافظة البيضاء؛ بهدف مهاجمتها، فيما انتشر مسلحو “العواضي” في مديريتهم للدفاع عنها.
قالت مصادر قبلية في محافظ البيضاء لـ “الشارع”، إن الشيخ ياسر العواضي قَبِلَ الوساطة العُمانية، ومنح مليشيا الحوثي 24 ساعة لتسليم قتلة “الشهيدة جهاد الأصبحي”، وسحب “مُشرفيها الظلمة” من المحافظة.
وتوترت، فجر أمس، الأوضاع في مديرية ردمان، وما حولها، وبدأت مليشيا الحوثي تحشد مقاتليها نحو معقل الشيخ ياسر العواضي، بعد انتهاء مهلة الثلاثة الأيام التي منحها الشيخ العواضي للمليشيا لتسليم قتلة “الشهيدة جهاد”، ورفع تسلط مشرفي الجماعة على أهالي المحافظة.
وقال الشيخ ياسر، في سلسلة “تغريدات” نشرها، أمس، في حسابه على “تويتر”: “وبعد انتهاء المهلة طلب منا الأشقاء في السلطنة مهلة إضافية، واحتراماً لهم، وحرصاً على ما تبقى من أواصر مع بعض الشرفاء الذين أساءهم ذلك، وتضامنوا معنا، فقد تشاورت مع أولياء الدم، ومشايخ الذمر، وقررنا إكراماً للأشقاء في السلطنة إعطاءهم المهلة التي طلبوها، واليد على الزناد وكلٌ في محجاه”.
وأضاف: “طبعاً لن تجدي معهم أي وساطة، قد هي في بطن الوظف اليوم، أو غير اليوم؛ هي 24، وهم بيعدوا وإحنا قدامهم، ويا أهل الفزعة هم قد نووا وعزموا، وإحنا قد بانت وجيهنا؛ من هو من أهلها، فمالها إلا أهلها، أقبل بزاده وزناده، ولا أنا في خبر شرعية، ولا تحالف، ولا غيره، ولا عليهم ركنا ولا نباهم.. فزعة قبائل خالصة”.
وتابع: “والآن وقد انضمت صنعاء إلى الطغاة من الشعف في البيضاء بقيت شعرة واحدة مع صعدة لا نأمل بقطعها، ونأمل في السيد عبدالملك، كابن ناس لا ننتقص من مكانته مهما اختلفنا، الإنصاف بتسليم المتهمين إلى القضاء، ورفع مشرفينه الظلمة، أو يتركهم وأهل الأرض با تتفاهم معهم بطريقتهم، وإن قطعت صعدة هذه الشعرة، ولا نرجو ذلك، فكلٌ علمه وجه وكل بيضاء تخايل ما بزت”.
وقال “العواضي”، مخاطباً رجال قبائل محافظة البيضاء، الذين دعاهم، الأربعاء الماضي إلى “النَّكَف القبلي”، وقتال مليشيا الحوثي “دفاعاً عن الأرض والعرض”: “من سَمَعها أقبل.. لا حد يقول ما حد نباه وذي قد هو في زبنها زانها، والقبائل المجاورة نرجو منهم كما فعلوا أمس، ونعم بهم، أن يمنعوا بلادهم من تعزيزات علينا، ومن هو عاجز فخبرنا سريع، وبا نجيها إحنا قبل الشعف [أتباع الحوثي في البيضاء] ولا عنده لنا لوم، وما عرضنا إلا واحد، ولاحد يذم في قبيلي، فالبعض اتفقنا معه يقوم بدور لهدف.. ونحن صدق رجال على حجار”.
واستطرد: “ولا نريد من أحد شيء، ومعنا وجيه ومغتربين يرفعوا الراس لاحوينا أخرجت وجيهنا مليارات، فمن جاء على صامح أصر حياه ومن ظروفه ما تساعده معذور.. وأقول للسيد عبدالملك أنت مسؤول أمام الله عن ما حدث وقد يحدث، ولا أنكر عهدنا قبل سنين على الوفاء والنقاء، وأنا عليه ما دمت عليه”.
وإذ أوضح شيخ قبيلة “آل عواض” أن “صورة دم الشهيدة السيدة جهاد، بعد أن لجأت لسطح منزلها، توضح أن الرصاص من قرب وجهاً لوجه”؛ قال، مخاطباً أفراد أُسرتها وقبيلتها: “أما أنتو يا أصابح فقد وصلتوا، ولكم وجهي ما تروحوا إلا مشقرين بما يرضيكم، وإلا برأسي ورأس كل شريف معي، وإلا ببياض البيضاء”.
وكان والد وإخوان “الشهيدة جهاد الأصبحي”، الذين ينتمون إلى مديرية الطفة، التابعة لمحافظة البيضاء، زاروا، الأسبوع الماضي، الشيخ ياسر العواضي إلى منزله في مديرية ردمان، وطلبوا منه “النصرة”، وأعلنوا أن موقفهم هو من موقفه. كما توجَّه إليه، الجمعة المنصرمة، كبير “آل الأصابح”، الشيخ الخضر عبدالرب الأصبحي، بشأن ذات الأمر.
ونُشِرَ، في ذات اليوم، مقطع فيديو يظهر فيه الشيخ الخضر الأصبحي وهو أمام منزل الشيخ ياسر العواضي، ويقرأ على الأخير رسالة وجهها إليه، تضمنت تفاصيل ما جرى بينه وبين مليشيا الحوثي بشأن جريمة قتل “الشهيدة جهاد”، ونهب منزلها.
وقال “الأصبحي”، في رسالته، أن موقفه “من موقف الشيخ ياسر العواضي، ومشائخ البيضاء”. ويظهر، في مقطع الفيديو، الشيخ ياسر وهو يقول، مخاطباً الأصبحي، إنه سيُقاتل لنصرة أسرة “الشهيدة جهاد” حتى لو لم يُقاتل معه إلا أولاده فقط.
وقال زعيم “قبيلة آل عواض”، في “التغريدات”، التي نشرها، أمس، في “تويتر”: “وأقول، وكنت لا أود، للبعض؛ التهديدات تزيدنا غيرة وحمية، أما الفقش، وحجور، والزعكري، والزعيم، رحمهم الله ماتوا موتة أبطال في بلادهم، وعلى قناعاتهم، وقبلهم انفقش حسين بدر، وكثير من الأئمة والزعماء والمساكين، وإن قد قررتوا، وهذا واضح، فارحبوا و”على الناموس من سار لا رجع.. وكم با يقابل من جماجم مخشعة..”.
وأضاف: “للمبقبقين والمهددين؛ إن تبوا السلم عملتوا عليه، والعدل مطلب الناس، وخلو الكلام للكبار، وإن تبوا الحرب، وانتو رجال، لا عاد تبقبقوا بالتهديد والوعيد والكذب والتلفيق اقبلتوا ببنادقكم، ومن قَصَّر منكم قصير، أما أنا فقد أشهدت الله وخلقه عدة مرات.. باقي معي شهادة واحدة أسأل الله أن يكتبها لي”.
على صعيد متصل، نفت مصادر محلية متطابقة في مديرية ردمان أن تكون قد اندلعت، فجر أمس، أي مواجهات بين مقاتلي “آل عواض” ومسلحي الحوثي. كما نفت المصادر أن تكون مليشيا الحوثي قد قصفت بالكاتيوشا قرى “آل عواض”.
وقالت المصادر: “بدأ الحوثة يحشدون مقاتليهم من رداع والسوادية، ودفعوا بهم نحو مديريتنا (ردمان)، لكن رجال “قبيلة آل طاهر”، ورجال “قبيلة المجانح”، منعوا الحوثة من المرور في أراضيهم لمهاجمة آل عواض، وبعدها تدخلت الوساطات؛ الحوثي أرسل، في الفجر، المحافظ حقه في البيضاء، ومشائخ آخرين، إلى منزل الشيخ ياسر، وبعدها تدخلت سلطنة عُمان”.
وانتشر المئات من المقاتلين القبليين من “آل عواض”، ورجال القبائل المساندين لهم، على المرتفعات والطرق المؤدية إلى مديرية ردمان، معقل “آل عواض”، استعداداً لمواجهة أي حملة قتالية حوثية.
بالمقابل دفعت مليشيا الحوثي بالمئات من مقاتليها استقدمتهم من مناطق “الرضمة” و”كِتَاب”، و”يريم”، في إب، إضافة إلى حشد المئات من الموالين لها من قبائل رداع والسوادية، ومن المقاتلين المتواجدين في البيضاء، ونشرتهم على أطراف وجبال مناطق مديرية ردمان، تمهيداً لمهاجمة “آل عواض” واقتحام معقل الشيخ ياسر العواضي.
وأفادت المعلومات أن عدداً كبيراً من رجال قبائل محافظة البيضاء توجهوا، أمس وأمس الأول، إلى مديرية ردمان، تلبية لـ”النَّكَف القبلي” الذي أطلقه الشيخ ياسر العواضي؛ لقتال مليشيا الحوثي. وذكرت المعلومات أن قبائل “آل عزان” و”القيسين” و”آل عوذلة” احتشدت، أيضاً، للقتال مع “آل عواض”.
ولبَّت “قبائل مراد” من محافظة مأرب “النَّكَف القبلي”، الذي أطلقه “العواضي”؛ إذ بعث، أمس، قائد محور بيحان، قائد اللواء 26مشاة، اللواء مفرح بحيبح، رسالة إلى الشيخ العواضي، جاء فيها: “إلى الشيخ ياسر العواضي، وكافة مشائخ قبائل البيضاء، نحن قاومنا هذه الشرذمة الخبيثة [مليشيا الحوثي]، ولازلنا نقاومها، وقدمنا قوافل الشهداء من خيرة الرجال، وسنبذل كل غالٍ ونفيس حتى تحرير الوطن منها، ومن مخططاتها القذرة”.
وأضاف “بُحَيبِح”، مخاطباً “العواضي”: “إننا جاهزون ومستعدون بالرجال والعتاد لتلبية دعوة مشائخ قبائل البيضاء للنَّكَف القبلي، دفاعاً عن الأرض والعرض، فشرفنا واحد وعرضنا واحد، سواءً في البيضاء أو غيرها”.
وتابع “بُحَيبِح”، وهو أحد مشائخ “قبيلة مراد”، التي تَحُدّ “قبيلة آل عواض”: “سنكون سنداً وعوناً لمن وقف وقاتل مليشيا الحوثي سواءً قبيلة أو حكومة”.
ومازالت الترتيبات والحشود مستمرة من الجانبين، في ظل توقعات باندلاع الحرب بينهما بعد انتهاء مهلة الهدنة. وإذا ما اندلع القتال بين الطرفين، فستكون مديرية ردمان جبهة قتال جديدة ضد مليشيا الحوثي في محافظة البيضاء.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، وجَّه الشيخ ياسر العواضي مقاتلي قبيلته ومناصريهم بالاستعداد للمعركة، وأبلغهم بعدم الركون إلى الوساطة العمانية، لأن مليشيا الحوثي تستغلها لكسب الوقت فقط لا غير.
وقال “العواضي”، في رسالة صوتية وجهها، على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أحد أفراد قبيلته: “كلٌ يبلغ صاحبه لا يركنوا على الوساطة العمانية، لن تمر وهي لكسب الوقت ومليشيا الحوثي تستغل الهدنة لحشد عناصرها”.
وأضاف، في الرسالة الصوتية، التي قام ناشطون من قبيلته بنشرها على “تويتر”: “اجتمعنا ووضعنا خطة وكلٌ يعرف واجبه وموقعه”.
وتُعَدّ “قبيلة آل عواض” واحدة من أشرس القبائل اليمنية، وكان لها دور حاسم في انتصار ثورة 26 سبتمبر، وتثبيت النظام الجمهوري، ما بعد انطلاق النظام الجمهوري ما بعد عام 1962؛ إذ ينتمي إلى هذه القبيلة الشيخ أحمد عبدربه العواضي، الذي حشد، حينها، رجال “آل عواض”، ومقاتلين قبليين آخرون من البيضاء ومحافظات أخرى، وتوجه بهم إلى مدينة صنعاء، وتمكن من كسر الحصار الذي فرضه عليها الملكيون/ الأئمة، بعد سبعين يوماً من الحصار.
وكان الشيخ أحمد سالم العواضي، والد الشيخ ياسر، الرجل الثاني في تلك الحملة العسكرية التي تمكنت من إنهاء الحصار على صنعاء، ثم لاحقت فلول الملكيين في المناطق القبلية المحيطة بمدينة صنعاء.

متعلقات