تعمقت هوة الانقسامات بين الدول الكبرى مع تنافس أمريكي-أوروبي حول لقاح مستقبلي لفيروس كورونا، فيما يواصل الوباء إلحاق أضرار بالاقتصاد العالمي.
فقد أعلنت ألمانيا عن تراجع إجمالي ناتجها الداخلي 2,2 % في الفصل الأول بسبب كورونا، وهو مؤشر على الصدمة التي ألحقتها الكارثة الصحية بأكبر اقتصاد أوروبي، في وقت تتوقع الحكومة انكماشا بنسبة 6,3% بالنسبة للعام 2020، وهو الأقوى منذ بدء إصدار بيانات في 1970.
وسيجتمع وزراء مالية منطقة اليورو الجمعة في بروكسل لبحث الرد على الأزمة.
وفي الولايات المتحدة، تم تسجيل حوالى 3 ملايين شخص للبطالة خلال أسبوع، وبات عدد العاطلين عن العمل 36,5 مليون أي حوالى 15% من السكان العاملين.
وتوقع غافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا، خامس اقتصاد عالمي، أن يكون عجز هذه السنة بقيمة 54 مليار دولار.
وفي إيطاليا هناك ملايين "من الفقراء الجدد" الذين اضطروا لبدء تلقي إعانات غذائية، فيما تسبب الوباء في عودة العمال في المدن الكبرى في الهند، إلى قراهم وحرموا من مداخليهم.
وينتظر الجميع لقاحا ضد الفيروس الذي ظهر في الصين في ديسمبر، وقد أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أنه من الممكن أن يكون اللقاح متوافرا خلال عام، لكن مدير الاستراتيجية لدى الوكالة الأوروبية ماركو كافاليري قال إنه احتمال ينم عن "تفاؤل".
وهناك حاليا أكثر من 100 مشروع في العالم، وأكثر من 10 تجارب سريرية للقاح، لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن "هذا الفيروس قد لا يختفي أبدا" حتى في حال التوصل إلى لقاح.
وأثارت تصريحات لمجموعة "سانوفي" لصناعات الأدوية عن إعطاء الأولوية في توزيع اللقاحات للولايات المتحدة استياء الحكومة الفرنسية، لأن هذا البلد استثمر ماليا لدعم أبحاث الشركة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن اللقاح المحتمل لوباء كوفيد-19 يجب أن لا يخضع "لقوانين السوق" فيما قالت المفوضية الأوروبية "إن الحصول عليه يجب أن يكون منصفا وعالميا".
وشددت أكثر من 140 شخصية بينها رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في رسالة مفتوحة على أن اللقاح أو العلاج لفيروس كورونا يجب أن "يقدم مجانا للجميع".
وخلصت دراستان جديدتان نشرتهما مجلة "بي أم جاي" الطبية البريطانية إلى أن عقار هيدروكسيكلوروكين لا يبدو فعالا في معالجة كورونا.
من جهة أخرى، اتهمت واشنطن الصين بمحاولة قرصنة الأبحاث الأمريكية حول اللقاح، فيما ردت بكين واصفة هذا الاتهام بأنه "افتراء"، وهدد الرئيس الأمريكي بقطع العلاقات مع الصين، وقال إنه لا يريد أن يتحدث حاليا مع نظيره الصيني.
وفي انتظار توصل الأبحاث إلى نتيجة، تواصل الحكومات تخفيف إجراءات العزل، فقد رفعت اليابان حالة الطوارىء في غالبية المناطق وأبقتها في طوكيو وأوساكا.
وفي أوروبا، عاد الأطفال الفنلنديون إلى المدارس، كما فتحت المطاعم والمقاهي أبوابها مجددا الجمعة في سيدني.
أما في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا بالوباء مع 85 ألفا و813 وفاة، فقد أعيد فتح الشواطئ المحيطة بلوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، من دون السماح للناس بوضع منشفتهم على الرمل أو باللعب بالكرة الطائرة، كما قرر رئيس بلدية المدينة فرض وضع كمامة وقائية خارج المنزل.
في المقابل، مددت العاصمة واشنطن حيث يتأخر تراجع الوباء، عزل السكان حتى الثامن من يونيو.
وفي اليونان، أعلنت الحكومة أنها ستعيد فتح الشواطئ الخاصة السبت، مع وضع قواعد تباعد صارمة.
أما في ووهان، البؤرة الأولى للوباء، فكان الناس يصطفون الخميس للخضوع لفحص كشف الفيروس بسبب قلق بعد ظهور حالات جديدة.
وفي إفريقيا التي نجت نسبيا من الوباء الذي أودى بحياة 2500 شخص في القارة، تدل مؤشرات على أن هذه الحصيلة أقل بكثير من الواقع، إذ يثير الارتفاع الكبير في عدد الوفيات لأسباب غامضة معظمها في شمال نيجيريا، مخاوف من انتشار واسع للفيروس في هذه المنطقة التي تعد من الأفقر في العالم.
وسجل جنوب السودان الخميس أول وفاة جراء فيروس كورونا، فيما حذرت وكالات إغاثة من حصول ارتفاع حاد في الإصابات ووصول العدوى إلى مخيمين للنازحين كبيرين ومكتظين.
وفي المجموع، تم تسجيل 300 ألف و140 وفاة في العالم، من بين أربعة ملايين و403 آلاف و714 إصابة، بينها 162 ألفا و654 في أوروبا القارة الأكثر تضررا من بين مليون و825 ألفا و812 إصابة.