سلط تقرير نشرته صحيفة "The Sun" البريطانية الضوء على إجراء طبي ثوري لجأ إليه المختصون في سبيل إنقاذ حياة مريض سرطان في حالة حرجة "عن بعد"، وذلك عن طريق الاستعانة بـ"روبوت" أو بـ"ذراع آلية" على وجه التحديد، في حين قام طبيب مختص في أمراض السرطان بإدارة "الروبوت" على بعد آلاف الأميال من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح التقرير أنه في ظل قيود السفر المفروضة بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، خضع مريض سرطان مقيم بالعاصمة البريطانية "لندن" لإجراء طبي مدته خمس ساعات تضمن استخدام ذراع افتراضي يُطلق عليه اسم "Da Vinci XI" من أجل استئصال ورم متصل باثنين من الأوعية الدموية الرئيسية في معدته.
وكانت الطبيبة "آرشي فرناندو"، استشارية جراحة المسالك البولية في مستشفى تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، قد قامت بإجراء الجراحة للمريض "مو تاجار"، البالغ من العمر 31 عامًا، في الحادي والعشرين من مايو الماضي.

لكنها كانت تتلقى إرشادات وتوجيهات خلال الجراحة عبر تقنية الواقع المعزز من قبل طبيب آخر يُدعى "جيم بورتر"، وهو المدير الطبي لنظام "الجراحة الروبوتية" في المركز الطبي السويدي بمدينة "سياتل" الأمريكية، وقد شهد الطبيب إجراءات العملية خطوة بخطوة من غرفة المعيشة في منزله من مسافة تبعد 4700 ميل تقريبًا.
واستطاع "بورتر" توجيه الطبيبة أثناء إجرائها الجراحة في مستشفى بـ"لندن" عبر نظام معقد، وبدأ الإجراء بإدخال كاميرا ضئيلة في جسد المريض.

وأشارت "فرناندو" إلى أنها كانت تتولى الحالة في حين كان زميلها "بورتر" يقدم لها إرشادات واقتراحات.
وأفاد تقرير الصحيفة البريطانية بأن الجراحة، التي وصفها بـ"الثورية"، نجحت، والمريض حاليًا في مرحلة التعافي، لافتًا إلى أن فكرة مشاركة الطبيب "بورتر" عن بعد، جاءت في الأساس بعد أن وجد المريض نفسه غير قادر على السفر إلى "سياتل" لاستشارته وجهًا لوجه بسبب أزمة "كورونا"، ومن هنا قررت "فرناندو" الحصول على استشارة عن بعد.
جدير بالذكر أن التقنيات التي تمت الاستعانة بها خلال الجراحة، سبق استخدامها لمساعدة الجراحين الذين يعملون في مناطق الحرب.

وتمكنت الطبيبة أثناء تواجدها في غرفة العمليات من رؤية كيف استخدم "بورتر" أصابعه للإشارة إلى مكان إجراء الشقوق عن طريق الاستعانة بـ"ذراع الروبوت".
وأكد التقرير أن هذه هي المرة الأولى في المملكة المتحدة التي يتم فيها استئصال مثل هذا الورم الهائل الناجم عن سرطان الخصية عبر الاستعانة بـ"روبوت"؛ وبالنسبة للذلك "الروبوت الجراحي"، فإنه كما يتبين من خلال اللقطات المرفقة مكون من أربعة أذرع ومزود بكاميرات وأدوات جراحية.