نزلات البرد تحصنك من كورونا.. رب ضارة نافعة
السبت 13 يونيو 2020 الساعة 11:58
منوعات

رُب ضارة نافعة، مقولة عززتها دراسة جديدة أجراها علماء المناعة في سنغافورة تفيد بأن بعض نزلات البرد قد تكون سببا في توفير الحصانة ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

ووفقا لموقع “ساوند هيلث” المختص بأخبار الصحة، فإن الدراسة الجديدة أجراها باحثون في جامعة Duke-NUS Medical School، بسنغافورة تشير إلى أن بعض أنواع نزلات البرد قد توفر الوقاية من فيروس كورونا، وتمنح المناعة حصانة ضد الفيروسات التاجية يستمر مفعولها لأكثر من 17 عاما.

ووفقا للدراسة فإن الذين أصيبوا سابقا بنزلات برد سببتها فيروسات تابعة للعائلة الفيروسية التي يتبعها فيروس كورونا “التاجي”، وتعرف باسم “فيروس بيتكورونا”، قد تتولد لديهم مناعة من فيروس كورونا المستجد، أو قد تكون أعراضه إصابتهم به أخف وطأة ممن تعرضوا لأعراضه العنيفة.

وحدد التقرير نوعين من الفيروسات المشتقة من عائلة كورونا الفيروسية “بيتا كورونا”، هما كل من فيروس OC43 وفيروس HKU1، وهما فيروسان يتسببان في أعراض برد وإنفلونزا تقليدية، ولكن لهما تأثير قوي على الرئة والصدر لصغار السن والعجزة.

وأضاف التقرير أن هذه الفيروسات لها نفس السمات الجينية لفيروس كورونا المستجد وفيروس سارز ميرز، والإصابة بهما في وقت سابق قد يكون لها فضل في تعزيز المناعة ضد “كوفيد 19”.

وشرح موقع “ساوند هيلث”، ذلك بقوله أنه عبر الإصابة بهذه الفيروسات في وقت سابق، تولد لدى الشخص ما يعرف بذاكرة كرات الدم البيضاء التي تشكل جزءا من الجهاز المناعي للإنسان، وتمثل خط الدفاع الثاني ضد أي هجوم فيروسي، وتبدأ نشاطها بعد نحو أسبوع من العدوى.

هل تحمي نزلات البرد من كورونا؟

وقال الموقع إن هذه الدراسة المبشرة، كان على رأسها الباحث بالجامعة السنغافورية، “أنطونيو بيرتوليتي”، وزملاؤه من جامعة Duke-NUS Medical School، وأبرزت نتائج دراستهم في مجملها، أهمية خلايا الدم البيضاء في محاربة كورونا والتصدي له.

وسبق أن أثير تساؤل عن هل يمكن أن يساعد التعرض في الماضي للفيروسات التاجية التي تسبب نزلات البرد في تكوين مناعة ضد فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد – 19″، بما يجعل “مناعة القطيع” أقرب مما كان يعتقد في السابق.

وهذا التساؤل جعل العلماء يتكهنون بأن الانتشار المنتظم للفيروسات التاجية الأخرى في أماكن مثل المدارس يمكن أن يعزز استجابتة الأطفال المناعية لأحدث فيروسات التاجية.

 

وعبر منشور سابق له على موقع التغريدات تويتر، كان فرانسوا بالوكس من جامعة لندن كوليدج، لاحظ نقصًا مثيرًا للاهتمام في عودة ظهور حالات “كوفيد – “19 بعد تخفيف عمليات الإغلاق في العديد من البلدان.

وأشار بالوكس إلى أن من بين التفسيرات المحتملة ممارسات التباعد الاجتماعي المستمرة، لكنه افترض أيضا أن “نسبة من السكان قد يكون لديهم مناعة موجودة مسبقًا ضد الفيروس المسبب لمرض (كوفيد – 19)، ربما بسبب التعرض المسبق للفيروسات التاجية الشائعة المسببة لنزلات البرد”.

كما سبق وأشارت دراسة أمريكية نشرتها مجلة “سيل” خلال الأسابيع الماضية، إلى أنه يمكن تحصين بين 40 و60% من السكان ضد الفيروس المسبب لـ”كوفيد – 19″ بدون التعرض للفيروس على الإطلاق.

وأرجع الباحثون ذلك إلى عمل الخلايا الواقية، والمعروفة باسم الخلايا الليمفاوية التائية، التي تم تنشيطها بواسطة فيروسات تاجية أخرى مسؤولة عن نزلات البرد.

وقال الباحثان أليساندرو ستيت وشين كروتي، من معهد “لا جولا” لعلم المناعة بكاليفورنيا اللذين عملا على الدراسة في تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: “من الواضح أن بعض الأفراد أكثر عرضة للمرض من غيرهم، كما أنه بعد الإصابة بالعدوى، يعاني بعض الأفراد من أعراض سريرية حادة وقد يموتون، بينما قد يظهر الآخرون القليل جدا من الأعراض السريرية”.

وأضاف الباحثان، أن دراستهما تشير إلى أن المناعة الموجودة مسبقًا قد تكون أحد العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار؛ ولكن في هذه المرحلة هي ببساطة فرضية يجب معالجتها بمزيد من التجارب.

 

متعلقات