فتاوى دينية في خدمة الحروب من تركيا الى اليمن
الثلاثاء 16 يونيو 2020 الساعة 18:39
afp

​تطويع الدين لخدمة السياسيين عن طريق إصدار فتاوى ليس جديداً، وليس غريباً على العالم الاسلامي، والهدف منه إضفاء الشرعية لتحقيق مكاسب عسكرية وتبرير التدخلات خارج الحدود.

يأخذ البعض على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استغلاله للخطاب الديني لتبرير مطامعه خارج حدود بلاده وتجنيده شيوخ دين ودعاة لتحقيق مآربه العسكرية في ليبيا مستعملاً مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني والذي أفتى وحلل إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا. كما أصدر الغرياني فتوى تحرم شراء السلع من الدول التي تعادي ليبيا مثل مصر وغيرها لأن ذلك يقوي اقتصادها. ويستعمل الرئيس التركي، بحسب المتابعين، الفتاوى لتثبيت حكمه على رأس البلاد، وبهدف تحقيق مكاسب سياسية وحزبية لزيادة شعبيته أيضاً.

الشيء نفسه يحدث في اليمن، فقد أصدر الشيخ هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عدة فتاوى أباح فيها دماء افراد الجيش اليمني، ودماء القوات الحكومية، مؤكدا أن دماءهم حلال ومجيزاً اغتيالهم. ويعتبر الفتوى التي اصدرها "شرعية" لأن لديه "معرفة كاملة" بالدين الاسلامي، وهو الذي درس في السعودية لمدة ثلاثين عاما.

ولد هاني بن بريك عام 1974 في أديس ابابا، ثم انتقل إلى عدن مع والده وشارك في الحرب ضد الانفصاليين عام 1994 قبل أن ينضم الى تنظيم القاعدة عام 2011، وينتقل إلى المجلس الانتقالي الذي أسسته دولة الإمارات العربية التي يقيم فيها حاليا.

كما صدرت فتوى أزهرية من مصر اعتبر فيها أحد "علماء" جامعة الأزهر بأن قتلى السعودية والإمارات على أرض المعركة في اليمن "باغون" وبأن مصيرهم النار لأنهم اعتدوا على اليمن، بينما اعتبر أن قتلى الجيش اليمني واللجان الشعبية مصيرهم الجنة.

وحكام مصر ليسوا بعيدين في استعمال الخطاب الديني وتطويعه لمصلحتهم. فقبل كل حدث سياسي، كالانتخابات وغيرها، ترتفع بورصة الفتاوى. وكان أحد الشيوخ قد أجاز في الماضي توريث جمال مبارك قبل أن يسقط والده الرئيس عبر ثورة شعبية. ولم تغب الكنيسة القبطية عن الفتاوى أيضاً حيث بارك البابا شنودة ترشيح مبارك لولاية خامسة.

والسؤال هو لماذا لا يستخدم الخطاب الديني في نشر الوعي المعتدل وليس لخداع الشعوب؟

متعلقات