ردود افعال غاضبة بعد الكشف عن القصة الحقيقية لإعدام الطبيب اليوسفي في البيضاء
الأحد 16 أغسطس 2020 الساعة 17:41
متابعات

لم تكن القصة التي اعلنها تنظيم القاعدة ليبرر جريمته في اعدام طبيب اسنان من الحجرية،سوى محاولة للتضليل على القصة الحقيقية والتي لخصها أُسيد اليوسفي ابن أخت الدكتور مظهر بقوله "لم نكن نتوقع من تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء إعدام الدكتور مظهر اليوسفي بعد شهرين على اعتقاله بدون تهمة".   اسيد وفي حديثه لنيوزيمن قال، إن خاله كان يعمل في مديرية "الصومعة" منذ 12 عامًا، حيث كان يمارس مهنة طب الأسنان في عيادته الخاصة، وأن لديه موظفين يعملون معه في نفس العيادة.

أسيد أوضح أن أحد هؤلاء الموظفين ابن مدير مكتب الصحة في المديرية، وتفرغ هو لإدارة العيادة والمستوصف الجديد؛ الذي قام بافتتاحه قبل عامين في مدينه "العقلة".

مشيرًا إلى أن التهم الملفقة كالتخدير والتصوير غير صحيحة على الإطلاق، وأن الموظفين هم من كان يقومون بمعالجة المرضى.

الطبيب الذي تم إعدامه، تم اختطافه منذ ما يقارب الشهرين، لم يسمحوا لأهله ولا أي شخص بزيارته رغم المحاولات المتكررة، بالإضافة إلى نهب بيته بالكامل.

تم اختطاف أحد الموظفين على ذمة الاختطاف السابق، وهو من الذين كانوا يعملون معه؛ فقط لأنه تجرأ وتواصل مع أهله وأخبرهم بالحقيقة.

ظل الموظف الثالث يعمل في العيادة إلى قبل العيد بأسبوع، ومن ثم أغلقوها ونهبوا كل محتوياتها لأنه تواصل مع أهل الضحية.

المصدر المقرب أكد لنيوزيمن، أن تلك الإشاعات والاتهامات والاعترافات لا أساس لها من الصحة، وأنه تم استجواب الضحية والتحقيق معه تحت التعذيب.

الأسوأ من ذلك، بحسب قريب الضحية، أنهم قاموا بنشر تلك الاعترافات حتى لا نتمكن من توسيط أي شخص ونتوقف عن متابعة قضيته، ولاحقًا هددونا بالسجن إذا ذهبنا إلى الصومعة مرة أخرى.

وأضاف إنه بالإمكان الرجوع إلى أصدقاء مظهر من المواطنين وأبناء المنطقة في المديرية أو التواصل معهم للتأكد من حقيقة ما جرى.

قصة إعدام طبيب قصة مؤلمة، ففي سياق الحديث يقول سند، لو كانوا صادقين وفيهم ذرة إنسانية لسلمونا جثة الشهيد.

متهمًا جماعة القاعدة بأنها انتزعت تلك المشاهد والاعترافات تحت طائلة التعذيب المستمر، مؤكدًا بأنها عارية من الصحة.

يذكر قريب الطبيب أن ثمة خلافات عائلية كانت بين الطبيب وزوجته، حيث طلبت الزوجة مبلغ 10 ملايين ريال، وأن يكتب البيت التي يمتلكها باسمها كي تسمح له بالزواج من امرأة أخرى، ما دفعه إلى طلاقها.

يضيف، وهنا قامت بإبلاغ التنظيم، ولفقت له تهماً كاذبة، مستغلة قريبها الذي تم تعيينه حديثًا أميراً للتنظيم الإرهابي.

تم اختطافه من قبل التنظيم وتم التواصل مع (أبو حمزة) المسؤول الأمني للتنظيم، والكلام هنا للمصدر، والذي بدوره أكد لنا أن مظهر ليس عليه أي قضية سوى قضية عائلية مع زوجته، وأنه سيتم إطلاق سراحه في حال تنازلت زوجته عن القضية.

استغل أقرباء الطبيب المبادرة تواصلوا بالزوجة وتم زيارتها إلى عدن، وهناك قالت إنها مستعدة تعمل تنازل مقابل أن يوقع مظهر على ورقه فيها تنازل بالمبلغ المذكور والبيت وأعطتها لنا لكي نسلمها للمسؤول الأمني أبو الحمزة.

يواصل سند الحديث، حيث يقول، وقبل ذلك حذرنا أبو الحمزة أن لا نعود إلى هناك إلا بتاريخ 25 ذي الحجة.

لكن للأسف تفاجأنا قبل يومين بأنه سيتم إعدامه بتهمة التجسس مع أمريكا، ولاحقًا نشروا فيديوهات فيها اعترافات عجيبة غريبة لا يصدقها عاقل.

وأخيرًا -والحديث هنا لسند اليوسفي- فإن كل هذا الكلام لن يعيد مظهر للحياة؛ إنما الأهم هو عدم الخوض في تهم ضد مظهر بعد مقتله.

تجدر الإشارة إلى أن الطبيب الضحية خريج جامعة إب، له بنتان لا تزالان لدى الأم، وهو من محافظة تعز عزلة بني يوسف مديرية المواسط حجرية، يبلغ من العمر 40 عامًا.

الى ذلك قال مسؤول محلي إن التنظيم أعدم الطبيب مطهر اليوسفي (40 عاماً) السبت في مديرية الصومعة محافظة البيضاء وسط اليمن.

وبحسب المسؤول فإنه تم إطلاق النارعلى اليوسفي ثم صلبه وتعليقه على الجدران الخارجية للمركز الطبي الذي كان يعمل فيه.

وتداول نشطاء يمنيون صوراً ومقاطع فيديو لإعدام اليوسفي على مواقع التواصل الاجتماعي منددين بالجريمة التي طالت الطبيب وهو من أبناء محافظة تعز، ويملك عيادة أسنان في مركز مديرية الصومعة، حيث كان يعمل هناك منذ حوالي 10 سنوات.

وبث التنظيم الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لليوسفي وهو يدلي باعترافات تبدو أنها جاءت تحت التهديد وبالإكراه، حيث قال قبل مقتله إنه تجسس على قيادات وعناصر التنظيم، وزرع شرائح توجيه للطائرات المسيرة لاستهدافهم.

واعتبرت رئيسة منظمة "دفاع" للحقوق والحريات اليمنية، هدى الصراري، الجريمة التي قام بها عناصر تنظيم القاعدة بأنها قتل خارج القانون منددة بوحشيتها.

وندد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بالجريمة وقال عبر صفحته الرسمية على تويتر "ندين ونستنكر بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها عناصر إرهابية بإعدام الدكتور مظهر اليوسفي بطريقة وحشية بعد إجباره على الإدلاء باعترافات تحت الضغط والتهديد، وهو الذي قدم خدماته لأبناء مديرية الصومعة - محافظة البيضاء - طيلة عشر سنوات كطبيب أسنان في المركز الصحي للمديرية".

وأضاف الإرياني أن "توقيت ارتكاب هذه الجريمة البشعة في ظل العدوان البربري الذي تشنه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على محافظة البيضاء، يثير علامات الاستفهام حول محاولات المليشيا استخدام ورقة الإرهاب لفرض مخططها الانقلابي وتبرير عدوانها على المحافظة والتنكيل بأبنائها الشرفاء".

وقال مسؤول يمني إن عناصر القاعدة يعتزمون اعدام شخص آخر الأحد في الصومعة بتهمة التجسس.

وينشط التنظيم الإرهابي في مديرة الصومعة بعد تقلص نشاطه في جنوب اليمن.

وبحسب المسؤول فإن تنظيم القاعدة اختطف في الأسابيع الماضية خمسة رجال وسبع نساء بتهمة رصد تحركات التنظيم مشيرا أنه يعتزم اعدامهم رغم جهود الوساطات القبلية.

واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ضعف السلطة المركزية في اليمن لتعزيز وجوده في جنوب وجنوب شرق اليمن الذي دمرته الحرب منذ 2015.

وتعتبر الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتّخذ من اليمن مقرا، أخطر فروع القاعدة.

وعززت الولايات المتحدة ضرباتها ضد التنظيم بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية في العام 2017.

وقتلت الولايات المتحدة زعيم التنظيم قاسم الريمي في غارة بطائرة مسيرة أميركية في اليمن في شباط/فبراير الماضي.

وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن إطلاق نار في كانون الأول/ديسمبر 2019 في قاعدة بحرية أميركية في فلوريدا أدى إلى مقتل ثلاثة بحارة.

متعلقات