أطلق نشطاء وإعلاميون وسياسيون يمنيون حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم ”انهيار العملة يقتل اليمنيين“ لمواجهة انهيار وتذبذب سعر صرف الريال اليمني أمام العملات العربية والأجنبية.
وبلغ سعر صرف الريال السعودي 210 ريالات يمنية، فيما بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 800 ريال يمني، وسط حالة من عدم الاستقرار في سعر صرف العملة المحلية.
وسبق أن شهد سعر صرف الريال اليمني تدنيا إلى هذا المستوى قبل نحو عام من الآن، إلا أن الحكومة اليمنية حينها تحركت سريعا وتداركت تلك الحالة في غضون أيام فقط، بعكس هذه الفترة التي شهدت صمتا حكوميا غير مبرر لأكثر من 3 أشهر.
وتسبب تدهور سعر صرف الريال اليمني بأعباء ثقيلة على كاهل المواطنين اليمنيين، أبرزها ارتفاع أسعار السلع التجارية لا سيما الغذائية والدوائية.
وقال الصحفي فتحي بن لزرق، في تغريدة عبر ”تويتر“: ”لم تعد قذائف الحرب وحدها من تقتل اليمنيين، بات اليمني يموت في اليوم بألف قذيفة أسى وحزنا، وهو لا يملك قدرة توفير لقمة عيش أبنائه الذين يراهم يموتون أمامه، هذا العالم القذر يتفرج على اليمن وشعبها منذ ٦سنوات، ووجب اليوم أن يسمع، بأن انهيار العملة يقتل اليمنيين“.
وكتب الناشط اليمني فارس : ”يعتمد الاقتصاد بشكل رئيس على الثروة النفطية للبلاد، وقليل من الثروة السمكية والزراعية والسياحة، واليمن دولة نفطية، وتبلغ صادرات اليمن قبل انقلاب الحوثيين 259 ألف برميل يوميا، وتسهم بـ 40% من الناتج المحلي، وتسهم بـ70% من إيرادات الدولة، و90% من الموازنة“.
بدورها، تلقي من تطلق على نفسها مسمى الشيخة أم هماس السقطري باللائمة على ”غياب أي دور رقابي لوزارة المالية أو الجهاز المركزي للمحاسبة، واستمرار نهب إيرادات النفط والغاز للدولة من قبل المسؤولين، وعدم تحويلها وتقييدها في سجلات وحسابات وزارة المالية“.
وتوقعت أم هماس أن ”يستمر انهيار العملة اليمنية حتى يصل سعر الدولار الواحد إلى 1000 ريال“.
الريال مع الحوثيين أفضل حالا
ومما يثير استغراب اليمنيين أن أسعار صرف العملة المحلية في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، تشكل حالة أفضل من تلك التي تشكلها قيمته المصرفية في مناطق سيطرة الحكومة، الأمر الذي يسيل الكثير من الحبر في سبيل وضع التساؤلات وإثارة حيرة الكثيرين حول ذلك.
ويبلغ سعر صرف الريال السعودي في مناطق الحوثيين 160 ريالا يمنيا، بفارق يصل إلى حوالي 50 ريالا، مقارنة مع سعره في المناطق الحكومية، فيما يصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 600 ريال يمني، بفارق 200 ريال، مقارنة مع قيمته في مناطق سيطرة الحكومة.
ويقول الناشط السياسي الحسن أبكر على حسابه في ”تويتر“: ”الناس تئن بشكل موجع ومؤلم من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وانهيار سعر العملة بشكل غير مسبوق، وزاد الوجع فارق الصرف الكبير للعملة الوطنية بين مناطق سيطرة الحوثي والمناطق المحررة.. لكن هذا الأنين لن يلتفت إليه أحد، ما دام في السر ولم يخرج إلى العلن“.
ويقدم الكاتب والناشط السياسي رشيد الرشد، تفسيرا لوضع الريال الأفضل في المناطق الحوثية، بالقول: ”لا يدل فارق الصرف في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي عن المناطق المحررة إلا على خيارين.. الأول: أن قيادتنا الاقتصادية ليست ذات كفاءة تجاه مسؤوليتها، والثاني: أن هناك عمالة وتعاونا مع ميليشيات الحوثي من قبل المسؤولين“.