توفي اليوم الاثنين الامين العام السابق للمؤتمر الشعبي العام رئيس الحكومة الاسبق السياسي المخضرم عبد القادر باجمال.
ويعد باجمال واحد من ابرز رجال الحوار في اليمن، وحتى العام 2007، كان من النادر أن تخلو نشرات الأخبار الحكومية اليومية من اسم عبد القادر باجمال، أحد أبرز الشخصيات السياسية اليمنية التي ارتبطت بها تحولات عقدين على الأقل من الزمان، لكنها غادرت المشهد السياسي إلى سرير المرض منذ سنوات، تغير خلالها وجه اليمن، وذهبت شخصيات وجاءت أخرى، لم تسد الفراغ الذي تركه غياب هذه الشخصية.
برز عبد القادر عبد الرحمن باجمال في مختلف مناصبه الحكومية وأدواره السياسية كشخصية رائدة لها تأثيرها المركزي في توجه الدولة والحكومة التي ترأسها لثلاث دورات متتالية، ويمثل بنظر بعض من عرفوه وكتبوا عنه موسوعة فكرية وثقافية وسياسية تختزن النظريات والتعريفات السياسية المثيرة للجدل. وقبل اعتزاله المشهد السياسي، كان اسمه حاضراً بصورة لم تكن تنافسه معها شخصيات في صدارة المشهد.
ينحدر من محافظة حضرموت، التي كان انتماؤه إليها أحد العوامل المؤثرة في أدواره ومناصبه الحكومية، وفيها ولد في 18 فبراير 1946 بمديرية سيئون. وحصل على البكالوريوس في التجارة من جامعة القاهرة عام 1974، ودبلومات تخصصية في التخطيط والإدارة المالية خلال عامي 1979 و1978. وقد التحق بالعمل السياسي ضمن "حركة القوميين العرب" في 1966، وشغل رئيساً لاتحاد الطلاب القوميين في القاهرة 1979. دخل باجمال في غيبوبة إثر إصابته بجلطتين متتاليتين
على الصعيد المحلي، وكأغلب سياسيي المحافظات الجنوبية في اليمن قبل توحيد البلاد، يُعدّ باجمال سياسياً قادماً من خلفية اشتراكية، وتذكر له السيرة الذاتية المعروفة أول المواقع التي شغلها؛ نائباً لسكرتير اللجنة المركزية لـ"الحزب الإشتراكي اليمني" (1978)، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب (1980)، وحكومياً نائباً أول لوزير التخطيط في 1979، ثم وزيراً للصناعة عام 1980، ثم وزيراً للطاقة والمعادن عام 1985.
أثناء أحداث الـ13 من يناير 1986 الدامية، كان باجمال محسوباً على أحد فرقاء الصراع الذي تفجر بين أجنحة "الحزب الاشتراكي"، وقد سُجن من قبل الفريق الذي تسلم السيطرة في عدن عقب الأحداث ليمكث في السجن ثلاث سنوات، واتهم، وفقاً للمعلومات التي راجعها "العربي"، بـ"النزعة الليبرالية ومعاداة الإشتراكية السوفييتية".
وعقب خروجه من السجن شكل مع آخرين اللجنة التحضيرية لـ"الحزب الوحدوي الديمقراطي" (1989)، ومع إعادة توحيد اليمن عام 1990، شغل باجمال عضوية مجلس النواب لدولة الوحدة، ورئيساً للهيئة العامة للمناطق الحرة عام 1991، ثم نائباً لرئيس الوزراء في مايو 1994 (عام الحرب)، ونائباً لرئيس الوزراء وزير التخطيط والتنمية في أكتوبر من العام نفسه، ووزيراً للتخطيط والتنمية (1997)، ونائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية في مايو 1998، ثم رئيساً للحكومة لثلاث فترات متتالية 2001 و2003 و2006.
في أبريل 2007، عُين باجمال مستشاراً لرئيس الجمهورية، كما اختير أميناً عاماً لـ"حزب المؤتمر الشعبي العام".
في 26 من أبريل 2008، دخل باجمال في غيبوبة إثر إصابته بجلطتين متتاليتين (قلبية ودماغية) بينما كان في سنغافورة التي حضر إليها لتسلم "جائزة أبطال الأرض" المقدمة من برنامج الأمم المتحدة للحفاظ على البيئة، ومع إصابته بجلطتين دخل في غيبوبة في إحدى المستشفيات هناك إلى أن تماثل للشفاء في العام 2010، وعاد إلى صنعاء التي نظم له المؤتمر الشعبي العامفيها استقبالاً شعبياً ورسمياً، يليق بمكانته.