أعلنت القوات الحكومية اليوم السبت، توقف قواتها عن إطلاق النار في محافظة أبين (جنوب اليمن)، بالتزامن مع أنباء عن تقدم في المفاوضات بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا بشأن تشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الخاصة التابعة للقوات الحكومية في شقرة أمين حسين، في بيان وزعه على وسائل الإعلام، إن وقف إطلاق النار في جبهة قرن الكلاسي، والطرية ، ومنطقة الشيخ سالم دخل حيز التنفيذ ابتداءً من الساعة الثالثة من فجر اليوم السبت 24 أكتوبر 2020 م.
وأضاف حسين أنه جرى اجتماع فجر اليوم بمدينة شقرة ضم عدداً من القيادات العسكرية والمدنية الحكومية، وتم الإعلان فيه عن الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع مواقع جبهتي الطرية والشيخ سالم في جبهة الطرية والشيخ سالم /شقرة.
وأشار إلى أن هذا الإعلان يأتي من طرف واحد، التزامًا باتفاق الرياض، مطالباً قوات الانتقالي بسرعة الإعلان والالتزام باتفاق الرياض وآليته التنفيذية.
في السياق، قالت مصادر يمنية، إن الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، وجها قواتهما بوقف إطلاق النار في محافظة أبين.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" اللندني، عن المصادر قولها: "يبدو أن هناك تفاهمات سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة، وستقضي بسحب القوات من جبهتي الصراع في ابين.
ووفق المصادر فإنّ المشاورات قطعت شوطاً كبيراً واقترب معها موعد إعلان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة بعد أشهر من النقاشات والمشاورات في العاصمة السعودية الرياض.
واشارت إلى أنه تم الاتفاق على تقسيم 20 وزارة من أصل الوزارات الـ24، مناصفة بين الجنوب والشمال.
وبحسب الصحيفة أيضاً أفاد مصدر سياسي في "الشرعية"، أن هناك أيضاً ملفات لم تحسم بعد فيما يبدو أنها ستطول، رغم أنّه كان يفترض أن يتم نقاشها وتنفيذها قبل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، وأهمها الملف العسكري والأمني والذي تتولى أمره السعودية.
ولفت إلى أن هذا الملف ما يزال يشهد تعثراً في كثير من نقاطه فيما يخص الانسحابات بشكل كامل، ونقل المعسكرات خارج عدن إلى الجبهات.
وأوضح أنه رغم أنّ هذا التعثر يعد تعثراً من قبل المملكة وإخلالاً بالبنود والمدة الزمنية بخصوص جميع ملفات اتفاق الرياض، إلا أنّ السعودية سعت للدفع بتشكيل الحكومة الجديدة وتجاوزت الشق العسكري والأمني والذي يعد السبب في توتر الأوضاع وعدم استقرارها في عدن وباقي المناطق، وقد يكون السبب في أي لحظة للعودة إلى مربع الصفر بين الحكومة و"المجلس الانتقالي" وينهي بالتالي التقدم في تشكيل الحكومة.
ومنذ أسابيع، تشهد أبين مواجهات متقطعة في ظل تعثر "آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض"، والتي أعلنت عنها السعودية في 29 يوليو/ تموز الماضي، ووافقت عليها الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي.
وتتضمن الآلية المتفق عليها، تشكيل حكومة كفاءات سياسية، ووقف إطلاق النار والتصعيد بينهما، ومغادرة القوات العسكرية عدن، وفصل قوات الطرفين في (أبين) وإعادتها إلى مواقعها السابقة خلال 30 يومًا.
وانتهت المهلة الزمنية للنسخة الثانية من اتفاق الرياض كما حدث مع النسخة الأولى الموقعة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، في حين لا تزال المعارك تهيمن على المشهد المضطرب بمحافظة أبين، رغم إرسال السعودية لجنة رفيعة إلى عدن في منتصف أغسطس/ آب الماضي.