فيلم وثائقي لـ BBC .. اليمن يتصدى لتفشي كوفيد-19
الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 الساعة 17:52
BBC

وقفت مراسلة بي بي سي نيوز عربي، نوال المقحفي، شاهدة على إجبار بلد لا يكاد يعيش إلا بالمساعدات الإنسانية على مواجهة جائحة في الوقت الذي قلص فيه المجتمع الدولي مساعداته الإنسانية.

وكانت نوال أول مراسلة صحافية تدخل إلى اليمن منذ بداية الجائحة.

يحقق الوثائقي في فشل طرفي الصراع في هذا البلد المقسم، في حماية مواطنيهم من الجائحة. ففي الشمال الذي يسيطر عليه المتمردون، وجدت نوال الحكومة الحوثية في حالة نكران لأزمة كوفيد-19. أما في الجنوب المدعوم من السعودية والإمارات، فقد علمت نوال أن مدينة عدن فقدت جناح المشفى الوحيد المخصص لكوفيد بسبب نزاعات بين مسؤولين والتنافس مع فرق الصحة الأجنبية.

لا تتوفر أي إحصاءات حول الوفيات بسبب كوفيد-19 في اليمن. إلا أن نوال تمكنت من جمع أدلة على وفاة آلاف الأشخاص بسبب الوباء.

خلال رحلتها التي امتدت لأكثر من ألفي كيلومتر في مختلف أرجاء اليمن، تمكنت نوال من الوصول بشكل نادر الحدوث إلى أماكن وشخصيات مهمة، من بينها مسؤولون حوثيون قدموا وجهة نظرهم الرسمية، وأطباء ومواطنون عاديون كشفوا عن شهاداتهم.

يبدأ الوثائقي من صنعاء، عاصمة الحوثيين في شمال اليمن، حيث وجدت نوال أن الحوثيين مارسوا تعتيما على الأخبار المتعلقة بكوفيد، ما أدى إلى انتشار للفيروس على نطاق فاق قدرتهم على التصدي له.

طوال أشهر، ظلت السلطات مصرة على أن إجمالي عدد الوفيات لم يتجاوز أربع حالات، وهو ما حجب حقيقية مخاطر الوباء عن عامة اليمنيين. في غضون ذلك، كانت الجثامين تدفن ليلا، وكان الأطباء ممنوعين من الحديث حول ما يجري داخل أجنحة المستشفيات.

يؤكد وزير الصحة الحوثي أنهم لا يرون إشكالا في إعلان إحصائيات الإصابة والوفاة بسبب كوفيد 19، لكنهم يحاولون تفادي حدوث موجة ذعر في صفوف الشعب اليمني. ويضيف أن لديهم حالات أقل من تلك الموجودة في دول أخرى في المنطقة.

سافرت نوال جنوبا إلى عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وهناك التقت حفار قبور كان بمثابة حافظ غير رسمي لسجل الوفيات، وقد باح لها بأن عدد الجثث التي كانت تصل للدفن تجاوز قدرته. في هذه المدينة التي يقطنها مليون شخص، توصلت نوال إلى أن طبيبة واحدة فقط كانت تعمل لوحدها طيلة أسابيع في المستشفى الوحيد الذي كان يستقبل المصابين بكوفيد-19، بينما فر معظم العمال الآخرين. ووجدت أيضا أن المستشفيات الأخرى في المدينة لم تكن جاهزة لاستقبال المرضى الذين تظهر عليهم أعراض المرض، فكانوا يصدونهم ويمنعون عنهم العلاج، ما جعل أولئك المرضى أمام مصير لا مفر منه هو الموت في المنزل.

أقامت منظمة دولية غير حكومية، وهي أطباء بلا حدود، جناحا خاصا بكوفيد في شهر آيار/مايو في عدن. وحين كانت نوال في اليمن، سحبت أطباء بلا حدود فريقها وقالت إن المخاوف الأمنية كانت أحد الأسباب. فبقيت المدينة بدون أي وحدة عناية مركزة لمرضى كوفيد-19.

رفض وزير الصحة اليمني إجراء مقابلة معه، لكنه صرح لبي بي سي أن علاقة حكومته بأطباء بلا حدود كانت ممتازة، وأن المنظمة تقوم بمهمتها الإنسانية في عدد كبير من المحافظات.

وبينما ينتشر فيروس كورونا حول العالم، لا يبدو أن هناك شعباً يعاني منه أكثر من الشعب اليمني.

متعلقات