ألغام الحوثيين أشباح تطارد اليمنيين
الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 الساعة 20:52
إندبندنت عربية

لا تزال مخلفات الحوثيين من الألغام غير المتفجرة، تشكل كابوساً يؤرق حياة اليمنيين ويهددها، خصوصاً الأطفال، في الساحل التهامي، الممتد من الخوخة وصولاً إلى ميدي، تلك المناطق التي أصبحت تحت سيطرة القوات الموالية للحكومة الشرعية.
وأنت تتجول في المناطق المحررة في شمال غربي اليمن، ترعبك التحذيرات والأسلاك الموضوعة على المساحات الكبيرة والطريق الإجباري الذي عليك أن تسلكه، حتى لا تكون ضحية من ضحايا الألغام، سواء كنت ماشياً على الأقدام أو على متن مركبة.
السهول والمزارع والطرقات والقرى، التي نزح سكانها بفعل المواجهات بين الحوثيين وقوات الحكومة الشرعية، تتناثر على جنباتها مركبات للمواطنين وبقايا مواش نفقت بفعل الألغام التي زرعتها الجماعة هناك.
فالأمر أشبه بالتجول والتنقل في حقل موت محقق، خطأ بسيط في مسار طريقك، قد يودي بحياتك وحياة من يرافقك.
عشرات الأسر ضاقت بها حياة النزوح، واضطر كثيرون إلى العودة إلى منازلهم، ومع عودة السكان فقد المئات منهم أطرافهم، جراء انفجار ألغام وعبوات من مخلفات الحوثيين.
وكان أوائل الضحايا في الأساس من رعاة الغنم، الذين يأخذون قطعانهم لترعى في هذه المناطق، والأطفال الذين اعتادوا التنقل واللعب في الحقول والمزارع.
محمد شوعي ساحلي كديش، البالغ من العمر 48 سنة، يعيش مع أسرته وأحفاده في قرية العقدة عزلة بني حسن، بمديرية عبس محافظة حجة، بدأت قصة معاناته بعد رحلة نزوح استمرت لمدة عامين، عندما أصيب حفيده أحمد وهو يرعي الأغنام بانفجار لغم أرضي، بُترت على إثره يده اليسرى، وأصبحت المعاناة ترافقه من ذلك اليوم.
لم تكن حادثة أحمد الوحيدة، فالطفلة إلهام حفيدة محمد شوعي، بُترت ساقاها بالكامل بسبب انفجار لغم أرضي، وهي في طريقها إلى المزرعة، معاناة ومأساة عائلة محمد شوعي، هي واحدة بين عشرات ضحايا الألغام الأرضية.
يقول “محمد شوعي”: كنت من بين النازحين وعدت إلى قريتي، لكن القرية كلها ألغام”.
وتمثل زراعة الألغام واحدة من أخطر جرائم الحرب الحوثية، التي تستهدف حياة المدنيين بشكل مباشر وتهدد حياة الجميع بلا استثناء.
وسَعت “إندبندنت عربية” إلى الحصول على تعليق من قيادات حوثية بمحافظة حجة اليمنية، رداً على اتهامات سكانها للحوثيين بتفخيخ مناطقهم بالألغام والعبوات الناسفة، لكنها لم تحصل على رد حتى كتابة هذا التقرير.
وبينما كان اليمن يرتجي الشفاء من ألغام صراعات النصف الأخير من القرن المنصرم، جاءت الحرب التي تصاعدت بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في 2014 ، ليبدأ فصل هو الأخطر من تاريخ البلاد مع تهديد الألغام، حيث انتشرت مئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد والآليات بنسب متفاوتة في جميع المناطق، التي شهدت مواجهات مباشرة، ابتداءً من عدن ومحيطها جنوباً وحتى صعدة والحدود مع السعودية أقصى الشمال، مروراً بمحافظات لحج وتعز والحديدة ومأرب والبيضاء والضالع وأبين والجوف وحجة، وغيرها من المحافظات المتضررة.
وأعلن مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام في اليمن، أن فرقه الهندسية نزعت خلال الأسبوع الماضي 1385 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في مناطق مختلفة من اليمن، ليصل بذلك إجمالي ما تم نزعه من قبل المشروع منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى الجمعة الماضية إلى 6114 لغماً.
وأكد المشروع، أن مجموع ما نزعه منذ تأسيسه في يونيو (حزيران) من العام 2018 بلغ 201385 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.

متعلقات