تستمر المليشيات الحوثية في انتهاك كرامة المرأة اليمنية، وباتت تشكل خطراً على المجتمع وقيم التعايش والسلام وتهديداً متنامياً يسعى لطمس هوية اليمن وفرض هوية طائفية دخيلة على المجتمع اليمني.
وتؤكد الجهات الرسمية المختصة بحقوق الإنسان، أن النساء في اليمن تعرضن لشتى أشكال العنف منها القتل والإصابة والامتهان والعنف الجنسي والمعنوي، من قبل ميليشيا الحوثي.
وبفعل المضايقات المستمرة وحملات التجنيد في أوساط الفتيات، خصوصاً الطالبات سواء طالبات التعليم الجامعي أو المدرسي، تسببت في تسرب آلاف الفتيات من التعليم خشية المضايقات الحوثية أو تعرضهن إلى التجنيد الإجباري.
وتؤكد التقارير أن ميليشيا استخدمت العنف والاختطاف والاعتقال لقمع النساء المعارضات في صنعاء، حيث تم اختطاف الفتيات من أماكن الدراسة ومن شوارع صنعاء، وتمت مداهمة المعاهد، ومنها معهد اللغات في منطقة حدة وسط صنعاء في ديسمبر العام الماضي، وتم اختطاف نساء يعملن في المعهد، ولُفقت لهن تهم مخلة بالشرف والأخلاق.
كما لجأ الحوثيون إلى الاحتجاز والاعتقال والاختطاف في النقاط التي أنشأتها الجماعة وكذلك من الجامعات والكليات والمعاهد، واعتدت على الوقفات النسوية مثل الاعتداء على رابطة أمهات المعتقلين وتجنيد النساء والفتيات تحت اسم الزينبيات وإرغام عددٍ من العائلات على تجنيد أطفالها والزج بهم في جبهات القتال.
كما أكد تقرير حقوقي حديث، إن الحرب حولت المرأة اليمنية، إلى أداة عنف من خلال إنشاء جهاز الزينبيات، ما يعد أن أحد أخطر أنواع العنف التي أبرزها انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة.
وجهاز الزينبيات متخصص في التجسس والاعتقال ومداهمة المنازل، إضافة إلى نشر ثقافة الكراهية بين النساء من خلال تقسيمهن إلى أعداء ومواليات للميليشيا.
دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تشكيل لجان للتحقيق في قضايا النساء المعتقلات في السجون واللاتي تعرضن للتعذيب من قبل جماعة الحوثي وتقديم المسئولين عنها للمسائلة والمحاسبة.
وتتعدد أسباب اختطاف واعتقال الحوثيين للنساء خارج إطار القانون في مناطق سيطرتهم، وحسب حقوقيين تعود أسباب ذلك إلى استخدام الميليشيا (اختطاف النساء) كسلاح جديد لتكميم الأصوات المعارضة في مناطق سيطرتها، وتلفيق تهم للنساء المعتقلات تعسفياً، لخلق وصمة عار ولقمعهن سياسياً.
وحسب فريق الخبراء الدوليين البارزين المكلفين بملف اليمن، في سبتمبر الماضي، فإن هناك ما يزيد على 300 امرأة وفتاة تعرّضن للعنف والترهيب من قبل الحوثيين، فضلاً عن تفاقم التهديدات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والاتهامات بالدعارة، كمحاولة لإضفاء شرعية على ممارساتهم عبر تلك الاتهامات.