منذ وقت الولادة وحتى الطفولة المبكرة والمراهقة، يجب أن تكون رعاية عيون الأطفال محط تركيز خاص للأبوين وأطباء الأطفال، لتجنب أي أضرار محتملة لحاسة البصر لدى الأطفال.
تقول الدكتورة سميتا كابو غروفر، استشارية طب عيون الأطفال في مركز نيودلهي للعيون، إن الدراسات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلصت إلى أن الأخطاء الانكسارية تشكل أكبر سبب لفقدان البصر لدى الأطفال، تليها تنكس الشبكية وعتامة القرنية والتشوهات الخلقية في العين، إضافة إلى الحوَل.
وتشير الدكتورة غروفر، إلى أنه من الممكن منع ما لا يقل عن 1% من حالات فقدان البصر، إذا تم التركيز على بعض الأسباب مثل نقص فيتامين A وتشوهات العين الخلقية وتنكس الشبكية.
وتعزو غروفر التشوهات الخلقية للعين إلى الطفرات الجينية وتناول المواد المخدرة والكحول، والتعرض للمبيدات الحشرية أو الأسمدة أثناء الحمل.
أهمية فيتامين A
بحسب الدكتورة غروفر، يمكن الوقاية من العمى التغذوي بين الأطفال عن طريق إعطاء جرعات فيتامين A بشكل صحيح وفقًا لأعمارهم. يمكن أن يؤدي نقص فيتامين A إلى مجموعة من أمراض العين، مثل جفاف الملتحمة (عدم القدرة على إنتاج الدموع) وجفاف القرنية والملتحمة الشديد والنيكتالوبيا (العمى الليلي) وتلين القرنية (تغيم القرنية وتليينها) التي قد تؤدي إلى تمزق القرنية والعمى الدائم.
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين A أيضًا إلى الإصابة بالحصبة عند الأطفال والتي تؤدي بدورها إلى التهاب القرنية الناتج عن الحصبة. مما قد يتسبب بإفراز الدموع المفرطة مع إظهار حساسية شديدة للضوء. يمكن أن تؤدي العدوى إلى تورم القرنية أو تندبها وبالتالي الإصابة بالعمى الدائم “
بالإضافة إلى ذلك، إذا أصيبت الأم بالحصبة أثناء الحمل، فإنها تصبح خطرة على الطفل الذي قد يفقد بصره بسبب مضاعفات القرنية والشبكية.
معالجة المشكلة
يجب على الوالدين تحديد العلامات المبكرة لاضطرابات البصر، عند الولادة، وخاصة عدم التناسق بين العينين. إذا استمر عدم التناسق في العينين، يجب استشارة طبيب العيون على الفور.
كما يُنصح بتقديم مكملات فيتامين A للأمهات والأطفال حديثي الولادة، واستهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين A مثل الخضروات الورقية والحليب.
وتوصي غروفر بتجنب أي علاج منزلي دون استشارة طبيب العيون، والالتزام الصارم بإرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن وقت الشاشة للأطفال من مختلف الفئات العمرية.