اعترفت دراسة إيرانية حكومية بتدخل طهران في الأزمة اليمنية، حيث ذكرت أن دعم إيران للحوثيين يقتضي تقليم أظافر اللاعبين الأجانب في المشهد السياسي اليمني، وضرب المخططات المضادة لليمن، لافتة إلى أن إيران أول دولة تعترف بسفير اليمن الحوثي وتستقبله رسميا.
وكشفت الدراسة عن أدوات النظام الإيراني لدعم الحوثيين على المستوى الثقافي إلى جانب دعمهم عسكريا وسياسيا، ومساعي طهران لغزو اليمن ثقافيا بهدف نشر مذهبها وأيديولوجيتها بين اليمنيين.
وجاء في دراسة منشورة في مجلة "دراسات السياسة الخارجية لطهران" الإيرانية أن "نجاح الثورة الإسلامية في إيران تسبب في تشكيل جماعة الحوثي في اليمن، وذلك بهدف الوقوف في وجه الاستبداد والتسلط الأجنبي على اليمن".
وأضافت الدراسة التي جاءت بعنوان "دور جمهورية إيران الإسلامية في دعم الشعب اليمني" أن "المرشد الأعلى في إيران أكد مرات عديدة في خطاباته الرسمية ضرورة تقديم مساعدات ودعم مباشر لليمنيين".
وأشارت الدراسة إلى أن "طهران تلعب دورا في دعم الشعب اليمني سياسيا"، ومن ذلك استضافة وفود حوثية بشكل رسمي، وعقد هذه الوفود لقاءات مع كبار المسؤولين حتى مع المرشد الأعلى، وكذلك افتتاح مكتب للحوثيين في طهران، بالتزامن مع إرسال سفير إيراني إلى اليمن.
كما لفتت إلى أن إيران تقدم دعما للحوثيين على المستوى الثقافي يشمل "الدعم الإعلامي في مختلف وسائل الإعلام الموجهة بلغات أجنبية، وتنظيم مؤتمرات وندوات لدعم الحوثيين، وإهداء أفلام ومسلسلات إيرانية للقنوات اليمنية، خاصة تلك الأعمال التي تناقش موضوعات المقاومة".
وتابعت الدراسة "كما تقدم إيران منحا دراسية للطلبة اليمنيين المتفوقين، ودعم وإنتاج الأعمال الفنية المعنية بقضية الشعب اليمني، وحتى إعداد أبحاث علمية تصب في صالح دعم الشعب اليمني".
وأشارت إلى أن من بين أوجه الدعم الثقافي الإيراني للحوثيين "تركيز خطباء الجمعة في إيران على إبراز معاناة اليمنيين وإدانة السعوديين، وتنظيم مسابقات ثقافية وفنية للأطفال اليمنيين".
وربما يوضح البند التالي في الدراسة الإيرانية مساعي النظام في طهران لغزو اليمن ثقافيا ومذهبيا عن طريق الحوثيين، حيث كشفت أن "إيران تعمل على جذب الطلاب اليمنيين ممن يدرسون العلوم الدينية إلى الحوزات الشيعية الإيرانية".