تشارك بلادنا في المؤتمر الحادي والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والذي بدأت فعاليته اليوم السبت، في العاصمة المصرية القاهرة، وسيستمر لمدة يومين، تحت عنوان " حوار الأديان والثقافات".
وفي الكلمة التي ألقاها وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة رئيس وفد بلادنا، أكد الوزير على مشروعية الحوار فهو فريضة وليس نافلة ، وثقافة وليس تكتيك، وهو دليل على الرُقي للإنسان والمجتمع، وكل من يرفضه إنما هو مشوه يميل الى العنف، لقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يُعطي بالرفق ما لايعطي بالعنف، وما كان الرفق في شيء الا زانه"، فهو ضرورة لمجتمع متعايش يسود فيه السلام، وبدونه سيكون صدام وصراع وهدم واغراق للمجتمع.
وتحدث الوزير عن عنصرية جماعة الحوثي الانقلابية التي أثخنت اليمن بالجراح، وتقاتل اليمنيين منذ سنوات، وذلك لأنها تقوم على أمرين: " الأول: ادعائها ان الله اصطفاها في سلالتها، وهي اكرم من بقية اليمنيين وأقدس والناس دونها!، هكذا تعتقد فهي جماعة عرقية. الثاني: أن الله أعطاها الحق الالاهي في الحكم، وأن الذي يخالفها يخالف الله، والذي يرفض آراها يرفض رسول الله. ولم تتوقف عند هذه الفكر حتى يتم معالجته والدخول في عملية حوار لكنها اعتقدت هذا الفكر العنصري الاستعلائي الطبقي الذي يتنافى مع قول الله تعالى : "إن أكرمكم عند الله اتقاكم" . و قول النبي عليه الصلاة والسلام: "الناس سواسية كأسنان المشط".
وأضاف أن هذه الجماعة لا تؤمن بالحوار وتتمرد عليه، وتريد أن تفرض فكرها العنصري بقوة السلاح، وتقوم بتفجير مسجد الآخر الذي لا يؤمن بفكرها، بل وتتباهى بتفجير المساجد أمام مرأى ومسمع من العالم، مستعينة بداعمها الأساسي راعي التخريب في المنطقة "ايران"، التي تدعمها وتمنحها السلاح والمال بالاضافة الى الدعم السياسي واللوجستي، وذلك لكي تكون هذه الجماعة خنجرا في خاصرة الأمة العربية، وضد المسلمين، ومهلكه لليمن، ومقلقه للملكة العربية السعودية الشقيقة التي ما أتى منها الا كل خير ونفع لليمنيين والعالم الإسلامي.
وأوضح بأن ايران بدعمها لمليشيا الحوثي المسلحة إنما تسعى لتدمير اليمن، ضمن مشروعها الكبير لتدمير المنطقة العربية وادخالها في فوضى الصراع والدماء والاشلاء.
وأشار الى أن اليمنيين يطمحون الى الحوار الذي يؤسس لمرحلة السلام، وفق المرجعيات الثلاث والقرارات الدولية في هذا الشأن، غير أن هذه الجماعة تتنصل في كل مرة من أي عملية حوار؛ مستندة الى سلاحها ودعم ايران.
وتطرق الوزير الى دور جمهورية مصر الشقيقة المحوري في اليمن، والعلاقة الوطيدة المتجذرة بين الشعبين اليمني والمصري؛ فهي علاقة قديمة، علاقة السد بالهرم ، سد مارب بأهرام مصر، تجذرت بالدعم المصري الذي كُتب بالدم، حيث ألقت مصر بكل ثقلها من أجل إزاحة المنظومة العنصرية التي جثمت على صدر اليمن حقبة من الزمن، حتى قامت ثورة 26 سبتمبر الخالدة التي كان لمصر اليد الطولى فيها والفضل الكبير على اليمنيين.. مشيرا الى دور المصريين في التعليم والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة بعد الثورة، وكذا الدور الارشادي الوسطي الذي كانت تقوم به بعثات الازهر والاوقاف ودار الإفتاء الى اليمن.
وثمن الوزير الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية ودار الإفتاء من نشر لثقافة السلام والتسامح، وما يمثلونه من رسلة وسطية لها أثرها الجميل والطيب على الناس.