رغم مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي (بريكست) ، ستكون المنتخبات البريطانية حاضرة بقوة في بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) التي تنطلق فعالياتها خلال الأيام المقبلة.
وتحظى الكرة البريطانية بتاريخ طويل وعريق وحضور جيد في البطولات الكبيرة يتناسب بشكل ما مع تمثيلها لإحدى أقوى الامبراطوريات في التاريخ.
وقبل خمس سنوات ، وللمرة الأولى ، شهدت النسخة الماضية من البطولة الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا غزوا بريطانيا مميزا بمشاركة ثلاثة من المنتخبات الأربعة للمملكة المتحدة وهي منتخبات إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية إضافة لمشاركة المنتخب الأيرلندي الذي نالت بلاده استقلالها عن بريطانيا في 1921 .
والأمر المثير للجدل أن المنتخب الوحيد الذي غاب وقتها من منتخبات بريطانيا عن هذه البطولة الأوروبية المرتقبة كان المنتخب الاسكتلندي الذي شهدت بلاده أول ممارسة للعبة كرة القدم.
والآن ، سيشارك المنتخب الاسكتلندي في النسخة المرتقبة رفقة منتخبي إنجلترا وويلز لتكتمل المشاركة البريطانية.
وباستثناء المنتخب الإنجليزي ، استفادت كل هذه المنتخبات بشكل هائل من التغيير الذي طرأ على حجم البطولة الأوروبية ونظامها بارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24 منتخبا بداية من نسخة 2016 .
ومع هذا التغيير ، تزايدت فرص منتخبات مثل أيرلندا الشمالية وأيرلندا وويلز واسكتلندا في حجز مكان بالنهائيات.
ويخوض منتخب ويلز نهائيات البطولة الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه وهي الثانية على التوالي أيضا فيما يعود المنتخب الاسكتلندي للظهور في النهائيات بعد فترة طويلة من مشاركتيه السابقتين في 1992 و1996 .
ويواجه المنتخب الإنجليزي تحديا مثيرا في النسخة المرتقبة من البطولة الأوروبية حيث يحتاج الفريق للذهاب بعيدا في البطولة بعدما بلغ المربع الذهبي في بطولة كأس العالم الماضية عام 2018 بروسيا.
ويبرز المنتخب الإنجليزي ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على لقب يورو 2020 بعدما قدم مسيرة رائعة في مجموعته بالتصفيات المؤهلة للبطولة والتي حقق فيها الفوز في سبع مباريات وخسر مباراة واحدة كما سجل لاعبوه 37 هدفا في المباريات الثمانية ولم تهتز شباكه سوى ست مرات فقط.
ويعتمد المنتخب الإنجليزي بقيادة المدير الفني جاريث ساوثجيت على فريق يغلب عليه عنصر الشباب لكن العديد من عناصره الشابة اكتسبت خبرة جيدة في السنوات الماضية كما يقف إلى جانبها بعض عناصر الخبرة.
ويطمح ساوثجيت إلى إعادة منتخب "الأسود الثلاثة" إلى مكانته المرموقة على خريطة الكرة الأوروبية بالوصول للأدوار النهائية على الأقل بعدما خرج الفريق صفر اليدين بقيادة مدربه السابق روي هودجسون من الدور الثاني (دور الستة عشر) في يورو 2016 .
ويترقب كثيرون في العاصمة البريطانية لندن انطلاق فعاليات يورو 2020 لمتابعة ومساندة منتخب بلادهم الذي سيخوض مبارياته الثلاثة في الدور الأول للبطولة على استاد "ويمبلي" العريق بلندن.
ويستضيف نفس الاستاد فعاليات الدورين قبل النهائي والنهائي في هذه البطولة ما قد يحفز منتخب الأسود الثلاثة على الوصول بعيدا في هذه النسخة لخوض المرحلة النهائية على ملعبه أيضا.
كما تنتظر جماهير لندن بشكل خاص المباراة الثانية للفريق بيورو 2020 أكثر من انتظارهم للمباراة الأولى حيث يلتقي المنتخب الإنجليزي في المباراة الثانية جاره الاسكتلندي في مواجهة يعلوها الكثير من الإثارة في 18 يونيو الحالي فيما سيفتتح المنتخب الإنجليزي مسيرته في البطولة بمواجهة المنتخب الكرواتي في 13 من الشهر نفسه.
وفي المقابل ، ما زال المنتخب الويلزي ، الجار الغربي لإنجلترا ، يعلق آماله على نجمه الشهير جاريث بيل لاعب ريال مدريد الأسباني ، والذي لعب في الموسم المنقضي لفريق توتنهام الإنجليزي على سبيل الإعارة من الريال.
وقاد النجم الأعسر المنتخب الويلزي بجدارة إلى المربع الذهبي ليورو 2016 وسجل ثلاثة أهداف في البطولة من بين 33 هدفا يتربع بها على قائمة أبرز هدافي المنتخب الويلزي عبر التاريخ.
ورغم دفاعه عن زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات ، فشل المنتخب الاسكتلندي في الاستفادة من تمديد حجم البطولة وسقط في التصفيات المؤهلة للنسخة الماضية ليغيب ممثل البلد التي يشير معظم المؤرخين أنه مبتكر اللعبة.
وعندما تأهل الفريق للنسخة المرتقبة كان ذلك من الباب الضيق وعبر الملحق الفاصل.