تحل علينا اليوم السبت ذكرى انتخاب المقدم علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية العربية اليمنية، من قبل مجلس الشعب التأسيسي في الـ 17 من يوليو 1978م، ليكون هذا اليوم منعطفاً تاريخياً في حياة الشعب اليمني والذي أصبح صاحب القرار والسلطة.
المقدم علي عبدالله صالح والذي بالرغم من أنه قدِم من ميدان العسكرية ومصنع الرجال، إلا انه جسد الشورى والديمقراطية منذ وطئت أقدامه طريق السلطة، وأبى أن يجلس على كرسي الرئاسة إلا عبر انتخابه من مجلس الشعب التأسيسي.
لم يكن السابع عشر من يوليو 1978م يوماً عادياً.. بل كان حدثاً تاريخياً ووطنياً مهماً، شكل علامة فارقة لمراحل البناء والتعايش والاستقرار والسلام في اليمن.
وقبل 17 يوليو كانت حدود الدولة اليمنية هي صنعاء فقط، خارجها القبائل التى تحكم، وكانت الدواوين والوزارات في صنعاء ولا توجد قوانين ولا أمن وأمان ولا مشروعات كبرى وطرق... وغيرها.
وبعد تولي الزعيم الحكم أصبح لليمن حدود معروفة واتفاقات حدودية وانتشرت مراكز الشرطة ورجالها يبسطون الأمن، وظهرت القوانين المنظمة للعلاقات بين الناس بمفهوم الدولة الحديثة، وشاهد الشعب الجسور والطرق والمصانع والكهرباء، وتدشين دخول اليمن مصاف الدول النفطية والغازية، وفتح المجال للاستثمار المحلي والأجنبي وإقرار حرية الاقتصاد اليمني.
فوق كل هذا وعلى صعيد الحياة السياسية فإن اليمن بدأت تتلمس خطاها نحو الحرية والديمقراطية بعد السابع عشر من يوليو 1978م، مع إقرار قانون الصحافة والمطبوعات والسماح لها بالنشر، ومن ثم إقرار حرية تأسيس الأحزاب والمنظمات الجماهيرية لتدخل اليمن إلى فضاء الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية لتدفن ماضي الكهنوت ويتخلص من حكم الأئمة بكل مافيه من تخلف وانعزال عن العالم الخارجي.
وتؤكد الحقائق على الأرض أن الزعيم علي عبد الله صالح نقل بلداً مثخناً بجراحات الفقر والجهل والمرض والتخلف إلى مواكبة عجلة التطور في القرن العشرين، في مهمة شبه مستحيلة، فعلها الزعيم الذي امتلك إرادة للتغيير وحنكة سياسية ساعدته على تنفيذ ما يريد.
وكان يوم تولي الرئيس صالح الحكم نقطة فارقة في حياة اليمنيين، حيث شهدت اليمن تحولات عايشها الإنسان اليمني في واقع حياته على شكل خدمات مدرسة أو مشفى أو طريق، فبدل الكتاتيب والمنازل صار لأبناء اليمن الجديد مدارس تضمهم وتحتويهم وتؤهلهم لصناعة المستقبل، وبدلاً عن الشعوذة والكي والقطران صار للمرضى مستشفيات يتلقون فيها خدمات العناية الطبية.
ويؤكد مراقبون سياسيون، أن إنجازات الرئيس علي عبدالله صالح منذ انتخابه رئيساً لليمن عديدة، ولعل أبرزها وأهمها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، والاستقلال بالقرار السياسي لليمن، وبناء جيش وطني قوي، ونهج ديمقراطي وتعددية سياسية وحزبية وتداول سلمي للسلطة وحرية الرأي والصحافة واحترام حقوق الإنسان.
وكما شكلت إنجازات الرئيس علي عبدالله صالح على المستوى الخدمي والديمقراطي والسياسي كابوساً لأعداء اليمن، فها هي المليشيات بمختلف مسمياتها تحاول أن تعيد البلاد إلى نقطة الصفر من الشرذمة والتقسيم وغياب السيادة والتبعية للمشاريع الإيرانية التركية القطرية وذوبان الهوية اليمنية بفعل هذه العصابات التي ترى في قيام الدولة الوطنية والتبادل السلمي للسلطة أكبر التحديات التي تقف أمام عبثها وتغلغل إرهابها.