هناك حقيقتان يجب على كل موظف معرفتهما: الأولى المديرون السيئون موجودون، ومن المحتمل أن تصادف أحدهم في مرحلة ما من حياتك المهنية. والثانية استمرارك في العمل لا يعني بالضرورة النجاح في إقامة علاقات رائعة مع زملاء العمل والمديرين.
لست وحدك من يعاني من التكدير خلال ساعات العمل، فمعظم الموظفين حول العالم يعانون من ضغوط العمل، ليس فقط بسبب عبء المهام الملقاة على عاتقهم وإنما بسبب سوء العلاقة مع رؤسائهم.
لحسن الحظ، هناك طرق للتأقلم، فإذا كنت تكره رئيسك في العمل يمكنك أن تقضي أيام العمل دون التعرض لمزيد من الضغوط أو التورط في المشكلات اليومية، مع الحفاظ على تطورك المهني وقدرتك على تحقيق النجاح.
لتبادر إذن بمجموعة من المحاولات لإصلاح ما أفسدته ضغوط العمل.
تكلم
قد يبدو الأمر صعبا إذا بادرت بطلب الجلوس مع رئيسك في العمل لمناقشة مشكلات العمل التي تزعجك وتعيق تقدمك، كما يقول بيتر هولمز المحامي المتخصص في قانون العمل والموارد البشرية “ستندهش من عدد الأشخاص الذين لم يحاولوا أبدًا الجلوس لمناقشة قضاياهم”.
حدد وقتا لإجراء محادثة هادئة ومريحة مع رئيسك في العمل للتعبير عن مشاعرك، وربما طرح أسئلة حول الأحداث التي تزعجك، فقد تكتشف أن رئيسك في العمل لم يدرك كيف أثرت أفعاله عليك أو أنك كنت منزعجًا.
ولكن، إذا كنت لا تستطيع تحمل الشخص تمامًا، فيمكن أن تكتب رسالة مطولة حول مشكلاتك وأسبابها، دون الهجوم أو إلقاء التهم جزافا، أو استعراض المشكلة بشكل شخصي.
تذكر أن الرسائل المكتوبة لا تعبر بصورة كاملة عما تريد أن تقوله، لكن إذا لم تتح لك فرصة الحديث مباشرة مع رئيسك فعليك أن تبلغه الرسالة بطريقة أخرى، واحرص ألا تبدو الرسالة في صورة شكوى أو اتهام، ولكن شرح لما يدور في ذهنك من مشكلات، وسيكون من الأفضل أن تترك القرار لرئيسك في العمل لحل المشكلة، لأن بعض المديرين لا يفضلون أن تأتي الحلول من موظفيهم.
ربما يهتم مديرك بالرسالة ويبدأ في سؤالك عن الحلول التي تراها مناسبة لحل المشكلة، حينها فقط يمكنك استعراض الحلول الممكنة.
احرص أيضا ألا تكون موظفا مزعجا، يثير المشكلة دون أن تكون لديه رؤية بديلة.
التأمل أو الملاكمة
تكمن مشكلة كره رئيسك في أن عواطفك يمكن أن تطغى على إحساسك الإيجابي، مما يجعلك تتخذ قرارات تؤدي في النهاية إلى الإضرار بحياتك المهنية، كما تقول أليسون غرين، الخبيرة الإدارية “الشعور بالغضب أو الإحباط أو الإهانة هي حالات شعورية تقودك إلى القيام بأشياء تدور حول (سأريهم! سأنتقم) أكثر من كونها تتعلق بالنتيجة التي ستكون أفضل بالنسبة لك”.
وتضيف غرين “كلما تمكنت من التراجع عن المواقف الانفعالية والنظر إلى الأمور بموضوعية من جانب مصالحك المهنية أولا، بدلاً من ترك عواطفك تدفعك، سوف تقلل بذلك احتمال قيامك بشيء تندم عليه”.
لذا، جرب استخدام تطبيقات التأمل لمدة دقيقتين، أو المشي لدقائق خلال فترة الراحة، أو التنفيس بالحديث إلى صديق لا يعمل معك في نفس المكان، أو اذهب إلى صالة الملاكمة بعد العمل للتخلص من شحنة الغضب بداخلك.
وتذكر ألا تعود إلى منزلك بنفس شحنة الغضب، لأن العمل لا يجب أبدا أن ينعكس على حياتك الشخصية والأسرية.
ضع في اعتبارك الإيجابيات
إذا كنت تكره رئيسك حقًّا، فمن الأفضل أن تبحث عن وظيفة أخرى، ولكن للأسف هذا غير ممكن لكثير من الناس، لأن وظيفتك قد تعجبك حقًّا، كما أن هناك بعض العوامل الأخرى التي تجعلها تستحق فترة بقائك فيها، لذلك لا تجعل شخصا واحدا يتحكم في اختياراتك المهنية.
اكتشف ما إذا كان هذا الموقف شيئا يمكنك التعايش معه، وإذا كنت لا تستطيع مطلقًا، فابدأ في البحث عن طرق للمضي قدمًا، كما تقول غرين، “ولكن في كثير من الأحيان، إذا قبلت مديرك كجزء من حزمة المميزات والعيوب بالعمل، يمكنك وقتها إيجاد طرق للتعايش مع الموقف بشكل أكثر راحة”.
توثيق الأخطاء
إذا كان مديرك يفعل شيئًا خاطئًا أو حتى غير قانوني، على سبيل المثال، التحرش اللفظي أو مطالبتك بتزوير الإيصالات أو القيام بإجراءات غير قانونية، فمن المهم توثيق كل حادث عند حدوثه، فلا تعتمد على ذاكرتك وحدها، وقم بتدوين الملاحظات وحفظ رسائل البريد الإلكتروني ورسائل البريد الصوتي والنصوص ذات الصلة.
وستكون هذه مهمة جدًا إذا قررت تصعيد المشكلة إلى قسم الموارد البشرية أو شخص أعلى منه أو حتى إبلاغ الشرطة بذلك حتى إذا كان ما يفعلونه لا يتجاوز الحدود القانونية، فقد يكون من المفيد لك توثيق السلوك المشكوك فيه والحوادث، خاصةً إذا كان رئيسك في العمل انتقاميًا أو كنت قلقًا من أنه قد يستخدم هذا لإيذائك فيما يتعلق بالترقيات أو الزيادات في المستقبل.
عندما يكون لديك رئيس فظ، فإن القدرة على الضحك على عبثية وضعك قد تدعم سلامتك العقلية من الانهيار (بيكسلز)
كن صريحًا جدًّا مع نفسك
بالتأكيد، ربما يكون رئيسك ببساطة شخصًا متسلطا يتمتع بسلطة كبيرة وأنت مجرد ضحية بريئة، ولكن من المحتمل أنك لعبت دورًا ما في تدهور علاقتك المهنية.
صارح نفسك، إذا لم تكن ضحية، فلا بأس من تقديم أغصان الزيتون، حتى ولو شعرت أن مديرك مخطئ أكثر منك، فيمكن أن تقطع بذلك شوطًا طويلاً في الحد من التوترات بمكان العمل.
حافظ على روح الدعابة
عندما يكون لديك رئيس فظ، فإن القدرة على الضحك على عبثية وضعك قد تدعم سلامتك العقلية من الانهيار.
امدح الإنجازات
حسنا، إذا كنت تكره رئيسك بشدة، وليس هناك مفر من التعامل اليومي معه، فامدح إنجازات فريق العمل، صحيح أن هذه الخطوة هي آخر ما قد يتبادر إلى ذهنك، ولكن الفوز في معركة العمل لا يعني بالضرورة هزيمة مديرك أمامك في الحلبة.
وربما إلهاء المدير المتسلط في قضايا أخرى بعيدة عن حلبتك، يعد انتصارا من نوع آخر، إذ سيساعدك في الاستمتاع ببعض الهدوء خلال ساعات العمل.