بداء فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، في ترسيخ ثقافة جديدة في التعامل مع الرؤساء السابقين، قائمة على التسامح والود والتقدير لما قدموه، وهي حالة غريبة نسبية على واقعنا العربي، الذي عرف عنه ممارسة الجحود من قبل الخلف للسلف، وتعمد النكران لهم.
العليمي وهو الخبير في علم الاجتماع، والمتخصص في القبائل اليمنية، بداء يغرد بعيدا عن السرب، من خلال الخط الذي انتهجه مع سابقيه.
فكان عيد الفطر المبارك هي المناسبة الذي بدا العليمي ممارسة أسلوبه الجديد من خلال الاتصال بالرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وتهنئته بالعيد، قد يكون الامر بسيطا للمتابع العادي، لكنه بالنسبة للمهتمين بالشأن السياسي المحلي تلفت الأنظار، لكون المرحلة تحتاج الى مزيد من التسامح ورص الصفوف في وجه ميليشيا الانقلاب الحوثية التي عمدت على تفكيك النسيج الاجتماعي.
لم يكتفي العليمي بذلك، فاليوم الثلاثاء، أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء الأسبق، محمد سالم باسندوة، وتبادل معه التهاني بحلول عيد الفطر المبارك. متمنيا له ولأسرته موفور الصحة والعافية. مطمئنا على صحة نجله وضاح. متمنياً له الشفاء العاجل.
يتمتع الدكتور العليمي برحابة الصدر والقبول بالأخر وعدم الالتفات الى الصغائر، كما ان الكاريزمية التي يتسم به تساعده على القدرة على اتخاذ القرار في المواقف الصعبة والحاسمة، وهي سمات تحتاجها اليمن حاليا وبقوة للخروج مما تعانيه.
فالفكر السياسي الجديد يعتمد على الحجج كاستراتيجية رئيسية للتعامل مع الداخل والخارج وهو ما لمسناه في خطابي الدكتور العليمي اثناء تنصيبه رئيسا لمجلس القيادة، وكذلك خطاب عيد الفطر. والتراث الإنساني اليمني يزخر بالعديد من الخطابات والتي كان لها دورا إيجابيا او سلبيا فيما الت اليه الكثير من القضايا خصوصا المحلية منها.
وبحسب نظرية الأطر الإعلامية" أن الأحداث تكتسب مغزاها من خلال وضعها في إطار يحددها وينظمها ويضفي عليها نوعا من الاتساق، وذلك بالتركيز على جوانب دون غيرها في الموضوع؛ مما يؤثر على إدراك الجمهور للأحداث"
لذا فما يقوم به فخامة الرئيس من أسلوب مميز للتعامل مع من سبقوه ممن كانوا على هرم السلطة، يستحق الإشادة لان هذا الاسلوب قلما يستعمل في اليمن ونحتاجه الان وبقوة.