اعلن رسميا الاهداف السرية للجولة الرئاسية التي اجريت مؤخرا الى مصر وعدد من دول الخليج فقد
كشفت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، عن بعض ما حققته الجولة الرئاسية الثانية في المنطقة لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، التي استهلها الرئيس رشاد العليمي والوفد الحكومي الرفيع المرافق له في السادس من يونيو الجاري، من دولة الكويت، لتشمل البحرين ومصر وقطر. قبل أن يستقر به المقام في السعودية، دون العودة مباشرة إلى العاصمة المؤقتة عدن، التي تشهد تنامي غضب شعبي إثر انهيار كبير للخدمات خصوصا الكهرباء، وتدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر الوقود.
وذكرت الوكالة الرسمية، في تقرير مطول حول نتائج الزيارة، أن العليمي والوفد المرافق له، كان شجاعا بما فيه الكفاية لمصارحة الأشقاء في الكويت بشأن الهزات الطارئة التي ضربت العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين. في إشارة على ما يبدوا إلى موقف اليمن المؤيد لاجتياح العراق للكويت في العام 1990، والذي أثر كثيرا بالعلاقة بين البلدين.
وأفادت، أن الرئيس والوفد الحكومي، شدد على أهمية الدفع بهذه العلاقة بين اليمن والكويت إلى المكانة التي استحقتها الكويت دائما في قلوب اليمنيين على مدى عقود.
وبحسب الوكالة، فإن رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الصباح، قال: إن العلاقات الكويتية اليمنية بدأت للتو عهدا واعدا في مختلف المجالات، بدءً بتعيين سفير جديد للدولة الشقيقة بعد سنوات من خفض تمثيلها الدبلوماسي (منذ غزو العراق للكويت وموقف اليمن الرسمي الذي كان مؤيدا له).
ومن النتائج الإيجابية للجولة الرئاسية، وفقا للوكالة الحكومية، إبلاغ الكويت مجلس القيادة الرئاسي بمرشحها لمنصب السفير المفوض لدى اليمن، الذي تلقى موافقة رئاسية فورية، إلى جانب منسق للمشروعات الكويتية في مجالات البنية التحتية والخدمات الأساسية بما فيها إعادة تأهيل المستشفيات التي مولتها الكويت خلال العقود الماضية. فضلا عن زيادة أعداد المنح الدراسية في المجالين الأمني والعسكري، ومنح التسهيلات الإضافية للمقيمين والوافدين اليمنيين.
وقالت، إن الجانب الكويتي، يدرس طلبا رئاسيا يمنيا بدعم الموازنة العامة للدولة، وتمويل إنشاء محطة كهربائية، وتعزيز اسطول اليمنية بعدد من الطائرات.
كما أشارت، إلى موافقة الصندوق الكويتي على استئناف تمويل مشاريعه المجمدة، والنظر في أي تدخلات أخرى ذات أولوية للشعب اليمني. كما وافق الجانب الكويتي على فتح الأجواء للرحلات التجارية بين البلدين.
ولفتت، أيضا، إلى اللقاء برئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، الذي قالت إنه كان مشجعا على أن الكويت بكافة مؤسساتها مجمعة على دعم اقتصادي ودبلوماسي واسع للشعب اليمني وقيادته السياسية.
أما محطة الرئيس والوفد الحكومي المرافق، في البحرين، فوصفتها الوكالة، بأنها كانت “ورشة متقدمة لمواجهة الفكر الإرهابي“.
وقالت: “في مساء اليوم الثالث من الجولة، كان الوفد الرئاسي والحكومي في المنامة عاصمة مملكة البحرين الشقيقة التي تعمل كورشة عمل مدهشة في مكافحة الجماعات الإرهابية، وتعزيز المشاركة الشعبية الفاعلة لمحاصرة هذه الجماعات، وخصوصا تلك المدعومة من النظام الإيراني”.
كما أوضحت، أن ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة، أظهر لدى استقباله الوفد الرئاسي والحكومي صراحة مدركة للتحديات الأمنية المشتركة. واكد التزام موقف بلاده الثابت ازاء اليمن وقضية شعبه العادلة ودعمه في استعادة دولته، والانضمام إلى المنظومة الخليجية ضمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.
ووفقا للوكالة الرسمية، فإن الهاجس الأمني في محطة البحرين، هو ما هيمن على المباحثات الثنائية بين البلدين، مشيرة إلى عرض المنامة استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم للمؤسسة الأمنية اليمنية، وتدريب كوادرها ومشاركتها كافة الخبرات والبرامج على صعيد محاربة الجماعات الإرهابية والمتطرفة ومكافحة التضليل والشائعات.
وبيّنت، أن البحرين أبدت موافقتها على فتح الأجواء أمام الطيران اليمني لتسيير رحلات جوية منتظمة بين المنامة وسيئون. إضافة إلى دراسة أي طلبات يمنية من شأنها تعزيز التوافق القائم بين القوى الوطنية المناهضة للمليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا.
وحول الزيارة إلى جمهورية مصر، التي وافقت الحادي عشر من يونيو الجاري، تحدثت الوكالة عن انعقاد قمة يمنية مصرية في قصر الاتحادية برئاسة الرئيسين رشاد العليمي، وعبد الفتاح السيسي. التي هيمن عليها ما تمثله المليشيا الحوثية والنفوذ الإيراني في اليمن، من مخاطر على حرية الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.
وقال الرئيس العليمي، خلال القمة، إن سيطرة المليشيا الحوثية على ساحل اليمن الغربي، يمكن أن تغير كل شيء في المنطقة، وتضع أحد اهم الممرات العالمية تحت رحمة الابتزاز الإرهابي المنظم.
وأوردت الوكالة ما قاله السيسي للصحفيين، إن أمن اليمن من أمن مصر لما يمثله ذلك من ضمان للأمن القومي المصري، وحرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر. ودعا في هذا السياق إلى تسريع إنهاء تهديد خزان صافر النفطي الذي ينذر بكارثة بيئية مدمرة.
كما أشارت، إلى إبداء الرئيس السيسي التزام حكومته بتقديم كافة التسهيلات لليمن للاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات البني التحتية، وتدريب الكوادر البشرية وتحسين الخدمات الأساسية، بما فيها الصحة والطاقة الكهربائية.
وذكرت، أن مؤسسات الدولة المصرية بما فيها مجلسي النواب والوزراء، وعدوا بتقديم مزيدا من الدعم البرلماني والدبلوماسي، والتسهيلات المطلوبة لأكثر من مليون يمني يقيمون في الأراضي المصرية، وفتح الأجواء لمزيد من الرحلات التجارية.
وفي قطر، التي ختم العليمي والوفد المرافق له جولته الخارجية، في أول زيارة يمنية رفيعة بهذا المستوى عقب المصالحة الخليجية، قالت الوكالة عنها إنها “مرحلة واعدة بالتعاون المثمر”.
وتطرقت إلى ما أبداه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني من دعم للتوافق السياسي القائم ضمن مجلس القيادة الرئاسي، وإصلاحاته الاقتصادية والخدمية، وكافة الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني.
وأوضحت، أن الإعلان الأميري هذا، فتح الباب أمام المسؤولين والصحافة القطرية للتبشير بعهد جديد في العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.
وبحسب (سبأ)، فإن القطريين قالوا: إنهم سيعيدون فتح مكاتب هيئاتهم الإنسانية في المحافظات المحررة، وسيدرسون بجدية طلبات مجلس القيادة الرئاسي بشأن التمويل الخليجي للموازنة العامة للدولة، ودعم المرحلة الثانية من محطة الرئيس الكهربائية، وتحويل مستشفى خليفة بمدينة التربة إلى هيئة جامعية نموذجية. فضلا عن فتح الأجواء للرحلات المدنية بين البلدين، واتاحة الخبرات والمؤسسات القطرية أمام الكوادر البشرية اليمنية.
كما أشارت، إلى مشاورات جرت على هامش الجولة الرئاسية، وجلسات داخلية شملت متابعة السفراء في الدول الأربع، واتصالات واجتماعات موازية.
وفي السعودية، كشفت الوكالة، أيضا، عن مباحثات يجريها العليمي مع الجانب السعودي، لتسهيل عاجل لمبلغ 900 مليون دولار من الاشقاء في المملكة ودولة الإمارات لشراء مشتقات نفطية للسوق المحلية وبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة.
وقالت: إن رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي خلال الجولة الرئاسية، عملوا على تصدير القضية اليمنية إلى الواجهة، وإعادة الاعتبار للعلاقات مع الحلفاء والشركاء التي اصبحت حميمية في بعض الجوانب، وغير مواكبة في جوانب أخرى.
كما لفتت، إلى أهمية تحفيز الوعي الجمعي العربي بالخطر الداهم، قبل أن تجد شعوب المنطقة نفسها غارقة في مستنقع الجماعات المتطرفة، التي يصعب أن تكون شريكا حقيقيا وجادا في أي جهود لصناعة السلام المنشود، وفقا لما قاله الرئيس العليمي.