كانت روسيا تخبئ غواصة “بيلغورود” للسيطرة على القطب الشمالي، لكنها استعجلت إدخال ما تعرف بـ”أم الغواصات” في الخدمة بعد أن تسلمتها قواتها البحرية مؤخرا. يشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا على عملها، وهي قادرة على محو مدن بأكملها خلال دقائق.
توصف بوحش المحيطات وعملاق البحار الذي لا يقهر، قوتها النووية قادرة على توليد موجات تسونامي إشعاعية يفوق ارتفاعها نصف كيلومتر، وما هذا إلا غيض من فيض قدراتها التدميرية.
وبالإضافة إلى أنها مخصصة لحمل أسلحة فتاكة لم يشهدها العالم من قبل، فإن ضغطة زر واحدة قد تكفي “غواصة نهاية العالم” لتهديد البشرية في مساحة واسعة وذلك في نصف ساعة من الزمن، حسب خبراء عسكريين.
الساعة صفر جاءت في أوج الحرب على أوكرانيا، وتحديدا في الثامن من يوليو/تموز الماضي، لدى إعلان البحرية الروسية تعزيز أسطول الشمال بـ”غواصة يوم القيامة” (وهو لقب آخر للغواصة) التي تسمى فعليا “بيلغورود كاي-329”.
وحينئذ، كشفت موسكو عن دخول ما أطلقوا عليها أيضا “إله البحار” التجارب الفعلية في مياه حوض سيفيرودفينيسك المطل على البحر الأبيض شمال الجزء الأوروبي من روسيا عند المحيط المتجمد الشمالي، قبل أسابيع من الموعد المقرر، وفق تقرير “الجزيرة”.
وحسب خبراء عسكريين، فإن موسكو تعمدت في ذلك التوقيت تحديدا استعراض سلاحها الفتاك الجديد الذي يعد أكبر غواصة نووية تم بناؤها منذ 30 عاما، حسب معهد البحرية الأميركية.
وتزامن تدشين الغواصة العملاقة مع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب على خلفية العتاد النوعي الذي ترسله الدول الغربية إلى كييف، كما جاء بعد نحو شهرين من إعلان أوكرانيا تفجير الطراد “موسكفا” درة البحرية الروسية في البحر الأسود، بعد دعم استخباراتي أميركي دقيق، حسب مصادر روسية.
ويصل طول هذه الغواصة إلى 184 مترا، أي أنها أطول غواصة نووية في العالم، أما وزنها فنحو 30 ألف طن، أي ضعف وزن الغواصات البريطانية من فئة “أستوت”.
قدرات مدمرة
وتتميز هذه الغواصة النووية بقدرات مدمرة رهيبة، فهي عابرة للمحيطات وذاتية القيادة، سرعتها 70 عقدة وتعمل على عمق 100 متر.
كما أن قوتها النارية كفيلة بمحو مدن بأكملها وتوليد موجات تسونامي إشعاعية ضخمة يصل ارتفاعها إلى 500 متر، ويمكنها تدمير مدن ساحلية وجعلها صحارى قاحلة.
ويمكن لهذه الغواصة حمل 6 غواصات صغيرة مسيرة على شكل طوربيدات نووية من طراز “بوسايدون” بعيدة المدى، ويوازي حجم الطوربيد الواحد حجم حافلة مدرسية.
ولهذه الطوربيدات نقاط قوة إذ يمكنها أن تبقى في المياه لفترات طويلة، وتضرب الأهداف المائية والساحلية على مسافات تبعد 600 ميل عن الغواصة الأم التي تحملها، كما أنها أكثر أسلحة الدمار الشامل رعبا في العالم.
ويمكن أيضا لـ”وحش البحار” المزود بمفاعلين نوويين لتسييره، حمل 100 ميغا طن من القنابل النووية وحمل مسيرات صغيرة لتنفيذ مهمات سرية، مثل قطع كابلات الإنترنت تحت سطح البحر.
وجه آخر
وإلى جانب طابعها العسكري المدمر، يسمح الوجه الآخر لغواصة “بيلغورود” بإجراء أبحاث علمية وعمليات إنقاذ في المناطق النائية التي يصعب بلوغها في المحيطات ومياه القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي.
وفي هذا السياق، يرى خبراء أنها ستفرض سيطرة البحرية الروسية وهيمنتها على القطب الشمالي، لكن المهمة الأساسية ستبقى توجيه ضربات نهائية في الحروب النووية بقوة تدميرية قد تهدد جزءا من البشرية في غضون نصف ساعة من الزمن.
ويشار إلى أن المواصفات الفنية والتقنية الأساسية للغواصة وتفاصيل تشغيلها سرية للغاية، وسيشرف على مهامها الرئيس بوتين شخصيا، وستحصل القوات البحرية الروسية على 7 قطع منها خلال الأعوام المقبلة.