شدد البيان الصادر عن القمة العربية ال 31 التي اختتمت فعاليتها مساء اليوم في الجزائر، على “ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية؛ كخطوة أساسية نحو المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج العربي”.
واكد بيان القمة العربية، على دعم الحكومة الشرعية في اليمن ومباركة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
وأشار البيان الختامي، الصادر عن قمة جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، إلى دعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة.
وكانت مليشيا الحوثي، قد رفضت، مطلع أكتوبر المنصرم، تجديد الهدنة، وفقا للمقترح الأممي القاضي بتمديد موسع لها، وصعدت بالمقابل من عملياتها القتالية رغم التزام الحكومة ببنود الهدنة رغم انتهائها.
وعبر البيان، عن موقف رافض لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون اليمن الداخلية، في إشارة إلى التدخل الإيراني ودعم مليشيا الحوثي الانقلابية.
وفي الشأن الدولي، تطرق البيان، إلى “التطورات المتسارعة على الساحة الدولية وما تنبئ به حالة الاستقطاب الراهنة من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى”.
ولفت، إلى المخاطر التي تحملها هذه التطورات على الأمن القومي العربي واستقراره، مشددا على “حتمية توحيد الجهود بغية الحفاظ على مصالحنا المشتركة والتموقع كفاعل مؤثر في رسم معالم نظام دولي جديد يقوم على العدل والمساواة السيادية بين الدول”.
ورحب البيان، بمبادرة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اختيار “لم الشمل” عنوانا للقمة العربية.
وحول القضية الفلسطينية، أكد البيان، على مركزية القضية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى صعيد الأوضاع العربية، أكد البيان، على “تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية ويلبي تطلعات شعوبها في العيش الآمن الكريم”.
كما عبر، عن “رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية-العربية”.
وثمن البيان، المساعي والجهود التي تبذلها العديد من الدول العربية، لاسيما دولة الكويت، بهدف تحقيق التضامن العربي والخليجي.
وشدد البيان، على دعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي-ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويصون أمنها وأمن جوارها، ويحقق طموحات شعبها في الوصول إلى تنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار السياسي الدائم.
أما فيما يتعلق بالأزمة السورية، أهاب بالدول العربية “القيام بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، بما يضمن وحدة سورية وسيادتها ويحقق طموحات شعبها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا ودوليا”.
كما رحب بيان قمة الجزائر، “بتنشيط الحياة الدستورية في العراق بما في ذلك تشكيل الحكومة والاشادة بجهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية وتجسيد آمال وتطلعات الشعب العراقي”.
وأكد البيان، على “ضرورة المساهمة في دعم الدول العربية التي مرت أو تمر بظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة أو تلك التي تواجه حالات استثنائية من جراء الكوارث الطبيعية، من خلال تعبئة الإمكانيات المتاحة وفق مختلف الصيغ المطروحة ثنائيا وعربيا وإقليميا ودوليا”.
ولفت إلى “ضرورة بناء علاقات سليمة ومتوازنة بين المجموعة العربية والمجتمع الدولي، بما فيه محيطها الإسلامي والافريقي والأورو-متوسطي، على أسس احترام قواعد حسن الجوار والثقة والتعاون المثمر والالتزام المتبادل بالمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة وعلى رأسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.