مثلت ثورة الثاني من ديسمبر نقطة تحول حاسمة في المشهد السياسي اليمني، وأعادت صياغة هذا المشهد مجددًا، باعتبارها واحدة من فصول معركة الدفاع عن الجمهورية ضد المشروع الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي)، ابتداء من العاصمة صنعاء المختطفة من قِبل مليشيا الحوثي الإرهابية وصولًا إلى الساحل الغربي، حيث مرتكز المعركة الوطنية الآن.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، شكلت هذه الملحمة الوطنية، الرؤية السياسية والعسكرية في استعادة الدولة والدفاع عن الجمهورية، ووضعت اللبنات الأساسية للمعركة الملحمية الشاملة انطلاقًا من الساحل الغربي.
حصاد هائل من المعارك الميدانية التي غيّرت مسار الخارطة العسكرية اليمنية بتحرير أهم السواحل التي كانت تتخذها مليشيا الحوثي منتجعًا للتهريب، وحتى اليوم تشارك وتقود فصول المعركة في الدفاع عن الجمهورية في مختلف جبهات الساحل الغربي تحت قيادة العميد الركن طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي.
يصف عبدالستار الشميري- رئيس مركز جهود للدراسات باليمن- ثورة 2 ديسمبر، بأنها القاعدة الأساسية لإعادة اللُّحمة للصف العسكري والجمهوري الذي تشتت بسبب انقلاب مليشيات الحوثي.
ويؤكد في تصريح لـ"2 ديسمبر" أن هذه الثورة أنتجت خلال السنوات الماضية من عمرها، انتصارات تستحق الإشادة في منطقة الساحل الغربي، ومثلث بداية حقيقية لتأسيس نواة جيش وطني لا يستند لمرجعية دينية أو مليشياوية.
وبخصوص التنمية، يرى رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، أن هذا التجمع في الساحل الغربي، شكل قاعدة تنمية ونموذج جيد يُتحذى به، في استكمال التحرير بمحافظتي تعز والحديدة، وخلقت تجربة تتطلب الكثير من المتابعة والرعاية والنقد وكثيرًا من الإشادة والتضامن، بما يحقق الحاضنة الشعبية ومصلحة الشعب.
وفي السياق، يقول الصحفي والناشط السياسي أدونيس الدخيني، لـ"2 ديسمبر"، إن ثورة الثاني من ديسمبر، التي قادها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح شكلت النقطة الأساسية للمعركة الوطنية ضد مليشيا
الحوثي، وداعميها في إيران.
يضيف: ولعل الجهود السياسية للعميد طارق صالح في توحيد الصفوف بين فصائل القوات الوطنية، وتصويبها تجاه العدو الحقيقي المتمثل في مليشيا الحوثي الإرهابية، أعطت تفاؤلًا كبيرًا بأن المعركة الوطنية الفاصلة حتمية ولن يطول الوقت للوصول إليها.
الناشط محمد الشجاع هو الآخر، يقول لـ"2 ديسمبر" إن الإنجازات التنموية التي تحققت في الساحل الغربي من طرقات ومستشفيات ومدارس وميناء المخا ومطار المخا الدولي، إلى جانب تحركات العميد طارق لتوحيد الصف الجمهوري، أعادت الأمل في نفوس المواطنين.
يضيف: لعل تحركات العميد الركن طارق في الإطار السياسي ومحاولة إبداء حسن النية مع القوى الموجودة في تعز المدينة، لا سيما ودعواته دومًا إلى التقارب، وأن المشروع واحد وهو تحرير صنعاء من المليشيا المدعومة من إيران، كل ذلك يُعد بداية حقيقية للمعركة الفاصلة لاستعادة الجمهورية.
ويرى أن ما تبقى أمام هذه الثورة هو إحداث معركة حقيقية متكاملة ضد مشروع الموت الذي فرضته قوى التطرف والرجعية المدعومة من أنظمة إقليمية.