بعد عامين من تأسيسها على يد عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبدالله صالح ،أكد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية التزامه السير بخطى ثابتة في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية ووحدة الصف الوطني وتجسيد الشراكة الوطنية.
جاء ذلك في بيان صادر عنه بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسه.
نص البيان:
باسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج:
تطل علينا اليوم الذكرى الثانية لتأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، والتي تأتي وبلادنا تمر بمرحلة صعبة في تاريخها المعاصر، وتتصاعد فيها الأخطار المهددة لهويتها ولوجودها وتأخذ أبعاداً خطيرة، من خلال كشف أبعاد مخططات المؤامرة التي تستهدف اليمن وأمن واستقرار دول المنطقة والأمن القومي العربي برمته.
لقد مثّل تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية برئاسة المناضل العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح في الخامس والعشرين من مارس 2021م في مدينة المخا البطلة، بارقة أمل حقيقية لحماية انتصارات شعبنا في جبهات الدفاع عن الجمهورية، وعودة الحياة السياسية في اليمن بعد أن توارت نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة واجتياح العاصمة صنعاء، ونحن منذ التأسيس نسير على خطى ثابتة في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية ووحدة الصف الوطني وتجسيد الشراكة الوطنية، وأصبح اليوم هذا المكون السياسي يقف شامخاً كجبال اليمن بقيادة المناضل العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، الذي يرابط منذ ثورة الثاني من ديسمبر في متاريس المواجهة، دفاعاً عن الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر والثاني من ديسمبر)، وبقيادته الفذة لمعركة شعبنا المصيرية وبنهجه السياسي الجامع، حقق نجاحات كبيرة ورسخ حضوره في المشهد السياسي، وفتح نوافذ للعلاقات مع المكونات السياسية في الداخل، ومع الأحزاب الماثلة في الدول الشقيقة والصديقة؛ بتبنيه فكراً معتدلاً وخطاباً وطنياً جامعاً ومشروعاً يعبر عن آمال وتطلعات أبناء الشعب اليمني، كمكون وطني منفتح على الجميع وغير متعصب أيديولوجياً.
يا أبناء الشعب اليمني العظيم:
لقد حرص المكتب السياسي، خلال عامين من نضاله الوطني، أن يمارس أنشطته الميدانية كعمل وطني مجرد، فحظي بالتفاف الجماهير حوله بشكل غير مسبوق، بفضل حرصه الدائم على التخفيف من معاناة النازحين والمهجّرين من ديارهم تاركاً بصماته في كل قرية ومدينة، كما استطاع خلال فترة قصيرة أن يقدم تجربة فريدة في البناء التنظيمي والعمل السياسي والجماهيري وفي التعامل المسؤول مع المؤسسات الدستورية والسلطات المحلية وعدم التدخل في صلاحياتها، حيث حملت قيادة المكتب السياسي ممثلة بالعميد الركن طارق محمد عبدالله صالح على عاتقها مسؤولية تطبيع الحياة في المناطق المحررة وبناء مشاريع تنموية وخدمية، وإصلاح وترميم الطرق والمدارس وتشييد المستشفيات ومطار المخا الدولي وإعادة تأهيل ميناء المخا التاريخي، وشق طريق الكدحة - البيرين؛ للتخفيف من جور الحصار المفروض على تعز.
كما استطاع المكتب السياسي أن يتجاوز بنجاح المخاوف التي ساورت بعض المكونات السياسية والتخندقات العدائية، وغدا اليوم مظلة جامعة لأبناء الشعب اليمني التواقين للحرية والمساواة والانعتاق من نير الكهنوت، وأن يحظى باحترام وثقة كل مكونات الصف الجمهوري تقديراً لنهجه السياسي المعتدل ومواقفه الوطنية المسؤولة المعبّرة عن حرصه على إنقاذ الوطن من الغرق، والحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية من الضياع.
يا أبناء الشعب اليمني:
إننا في هذه المناسبة إذ نثمن عالياً أداء ممثلي المكتب السياسي في اللجان المشكَّلة من قِبل مجلس القيادة الرئاسي، فإننا نحيي حرصهم على تجسيد توجهات قيادة المكتب السياسي وتنفيذ المهام الموكلة إليهم عملاً بنصوص الدستور والقوانين النافذة ومخرجات مشاورات الرياض، فإننا في الوقت ذاته نحثهم على بذل المزيد من الجهود لما من شأنه تعزيز وتمتين وحدة الصف الوطني من خلال العمل على توحيد الطاقات والإمكانات لمواجهة عدو شعبنا، انطلاقاً من رؤية المكتب السياسي وتعامله المسؤول تجاه التحديات الماثلة أمامنا والتي تتطلب جهداً وطنياً مشتركاً باعتبارها أولوية في هذه المرحلة الحساسة. ونتطلع بهذا الخصوص إلى البناء على نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها العميد طارق صالح إلى مدينة تعز مطلع مارس الجاري وبما يلبي تطلعات كل اليمنيين في تجاوز خلافات الماضي وتعزيز وحدة الجبهة الداخلية وتجسيد الشراكة الوطنية قولاً وعملاً.
يا أبناء شعبنا اليمني:
نجدد الترحيب بالاتفاق على الآلية التنفيذية لإطلاق سراح 887 أسيراً برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، والذي أبرم في 20 مارس 2023م، ونؤكد مجدداً دعمنا لها وحرصنا على إنجازها في موعدها المحدد، مؤكدين مساندتنا لكل الجهود الخيرة لإطلاق سراح جميع الأسرى ليلتئم شملهم بعائلاتهم، ونجدد تمسكنا بمبدأ (الكل مقابل الكل).
يا أبناء الشعب اليمني العظيم:
إن التصعيد العدواني المسلح الذي تقوم به مليشيات الحوثي في مختلف جبهات القتال منذ التوقيع على اتفاقية الأسرى الأخيرة وقبلها، وكذا إجراء المناورات العسكرية قرب الحدود مع دول الجوار والتهديد المتواصل باستهداف منشآتها الحيوية واستهداف السفن التجارية وحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لهي دلالات واضحة على عدم سير هذه المليشيات في طريق السلام الذي ننشده ومعنا كل القوى الخيرة ويتطلع إليه أبناء الشعب اليمني.
ونحن إذ ندعو المجتمع الدولي والدول الراعية للسلام في بلادنا للقيام بمسؤولياتهم تجاه هذا النهج غير المسؤول، نشيد في الوقت نفسه بالبطولات التي يجترحها أبطال الجيش الوطني والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية في صد تلك الاعتداءات الهمجية التي لم تراعِ حتى حرمة وقدسية شهر رمضان الفضيل لدى جميع المسلمين.
أيها الشعب اليمني العظيم:
إن الحملات البربرية لنهب أراضي المواطنين وأساليب القمع الوحشية وتكميم الأفواه التي تنتهجها مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها، لن تزيد أبناء شعبنا إلا إصراراً على رفضها مهما كانت التضحيات، وما خروج أبناء مدينة إب في تشييع البطل الشهيد حمدي عبدالرزاق الخولاني إلا مثال ناصع للرفض الشعبي الذي تواجهه هذه الفئة الباغية.
نعاهدكم جميعاً أننا في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية لن نكون إلا في صفكم معبّرين عن تطلعاتكم، داعمين للسلام الدائم والعادل والشامل يضمن عودة جميع النازحين والمهجرين إلى ديارهم آمنين مطمئنين بإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة؛ سلام يدفن خرافة الحق الإلهي في الحكم ويؤكد أن لا سبيل للوصول إلى كرسي السلطة إلا عن طريق الديمقراطية وصندوق الانتخابات والاحتكام لإرادة الشعب.
المجد والخلود للشهداء الأبرار الذين خضّبوا بدمائهم الطاهرة أرض اليمن في مواجهة أعداء الجمهورية، وعلى رأسهم الشهيد الخالد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا وكل شهداء حراس الجمهورية والقوات المشتركة والجيش الوطني والقبائل الأبية.. الشفاء للجرحى.. الحرية لجميع الأسرى والمعتقلين.
تحيا الجمهورية اليمنية..
صادر عن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية
المخا- 25 مارس 2023م