كانت الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا ،العام الماض، أول تحرك جدي لمواجهة عمليات تزييف وتغيير المناهج التعلمية من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في مناطق سيطرتها، من خلال التسريع بعمليات تدشين طباعة المناهج التعليمية المعتمدة في المدارس اليمنية.
و دشن وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي في حكومة (معين عبدالملك)،طارق سالم العكبري، الاحد، بالعاصمة المؤقتة عدن، الخطة الإنتاجية للجزء الأول من مرحلة طباعة الكتاب المدرسي للعام الدراسي القادم 2022/2023م، بفرع المؤسسة في عدن.
التعليم في خطر
و العام الماضي المؤتمر الشعبي العام وقيادته في القاهرة قد نظموا ندوات وورش عمل و دراسات علمية بالاضافة الى مصادر تربوية في مناطق سيطرة الميليشيات، حذرت جميعها من استمرار التجريف للحقائق التاريخية في المناهج التعليمية، وعمليات التزييف والتضليل والتغيير في الكتاب المدرسي في مناطق سيطرة الميليشيات، ما يهدد تضليل فكر أكثر من ثلاثة ملايين طالب في المدارس الواقعة تحت سلطة الميليشيات.
وأفادت في تصريحات إعلامية للدكتور طة الهمداني و الدكتور عبدالحفيظ النهاري و الدكتور جمال الحميري و القيادية نورا الجروي بالاضافة الي تصريحات التربويين في الداخل رصدها "المنتصف نت"، ان استمرار عمليات التحريف ونشر الفكر الطائفي للحوثيين في المنهاج المدرسية، وتلقينها للأطفال الصغار، ستقود لخلق ثقافة طائفية إرهابية مناطقية لدى الأجيال القادمة الواقعة في مناطق الحوثيين.
وحذرت من خطر تلقين الأطفال الصغير من طلاب المدارس في المراحل الدراسية الأساسي في مناطق الحوثيين، لثقافة الإرهاب والقتل، التي تلقنها عناصر الحوثيين وتوظف المنهاج لأغراض قتالية، لخلق مجتمع عنيف، غير متسامح، ما يقود لانتشار الجريمة المنظمة والقتل العشوائي وغيرها من الجرائم.
وأوضحت ان تغيير وقائع التاريخ وتزييفه، وتسييس الرواية التاريخية، وتأويل الآيات والأحاديث لتكفير الآخرين وإضفاء قدسية دينية على سلالته، ومعاداة الفنون والمرأة، ستولد حالة من الفوضى لا يمكن التكهن بنتائجها.
وتعرضت العملية التعليمية في مناطق الحوثيين لعملية تسييس ممنهجة وعبث بمحتوياتها، منذ اليوم الأول لانقلابها في العام 2014، حيث عينت يحيى الحوثي، على راس العملية التعليمية في مناطقها، واستولت على جميع منابر الفكر في الاعلام والاوقاف والإرشاد، وكلها منصات تنشر الفكر المناطقي الطائفي، ذو الصبغة الايرانية.
أخطر حروب إيران
وتشكل عمليات تغيير المناهج التعليمية، ونشر ثقافة الفكر الإيراني الطائفي من خلال دورات ثقافية تقيمها الميليشيات في مناطق سيطرتها، اخطر الحروب الإيرانية ضد الثقافة والمجتمع اليمني المتسامح والمتعايش بين جميع مكوناته.
وعددت العديد من المصادر التربوية، أبرز ما أقدمت عليه الميليشيات من تغيير في المناهج ومنها، تمجيد زعماء الميليشيات الحوثية التي أوغلت في سفك الدماء والقتل والإرهاب، وحولتهم إلى رموز دينية، ذات صبغة مذهبية وتغذية النزعة العدائية.
كما عمدت التغيير الى تطمس الثقافة الإسلامية المعتدلة من المناهج، تنفيذا لمخططاً إيرانياً هدفه تصدير الصراعات وإحداث الصدام بين أبناء الوطن الواحد، وهي تشبه كثيرا للتغيرات التي أدخلت على المنهج العراقي عقب سيطرت الميليشيات الشيعية على الحكم.
إلى ذلك، تحاول الميليشيات الحوثية جاهدة تجاهل المآسي التي سببها نظام حكم الأئمة، مع التقليل من نضالات الحركة الوطنية اليمنية في سبيل إسقاط هذا النظام وإقامة دولة مدنية عصرية بعيدة عن التمييز العنصري أو الطائفية.
وحملت التغييرات الحوثية على المناهج التعليمية بعداً فكرياً متحيزاً يهدف إلى تكريس الحق الإلهي "السلطة والحكم" باعتبارها هبة الله للحوثي وسلالته؛ وهو ما يعني في النهاية إلغاءً كاملاً لحقوق الإنسان كالحرية والمساواة والعدالة ولفكرة المواطنة، فضلا عن تعمدها محو كل ما يتعلق بذكرى ثورة 26 سبتمبر ضد الإمامة، وحذفها من كتب "التربية الوطنية" بالكامل.
أخيرا.. يرى تربويون يمنيون، ان ما تقدم عليه الميليشيات من عمليات تغيير واسعة للمناهج، تأتي ضمن سياسة تستهدف مستقبل اليمن، من خلال استهداف الأجيال القادمة بتلك المعلومات والأفكار، ما يهدد مستقبل اليمن ويشكل خطرا يجب على الجميع الوقوف لمنعه.